الأحد ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم
رأيتُ الشـامَ في حُلـُمي
إنّ العروبــــة َإنْ ضاقــَتْ بهــا سُبُـــلٌ نادَتـْكِ فانفرجـتْ ، لبّيــكِ ياشـــــــــامُ !
هتفـتُ بالشام ِ ما أحْلاكِ يا شــــــــــامُ !والشـــــامُ تشهـــدُ أنّ اللــــهَ رَسّــــامُبريشة ِالحُسْـــــــن ِربُّ الكون ِزَخْرَفَهاكالشعــــرِ زَخْــرَفـَـهُ مَعْنــىً وأنغــامُيـا شامُ يـا شامـة َالدّنيــــــــــا وبسمتـَهالولاكِ مـا قـلْـتُ : ثغــرُ الدهـرِ بسّــامُولـم اُعيّــدْ فأعيــــــــادي رَحَلـْـنَ ومـاتفتّحَـتْ في رياض ِالـــرّوح ِأكمــــامُولاعَـزَفـْـتُ على قيثـــارتي نغمـــــــــًاعَذبــــاً لتـَـدْمُــرَ قــد نَـــدّاهُ إحــــــكامُولا شـَـــــــدَوْتُ بأشعــــارٍ مُعَتَّقَــــــــةٍغَنّى بهـــــــا بَعْـــدَ عشتــاروتَ آرامُمـن جاسمٍ ، وأبــو تمّــــامٍ اتّسقــــــَتْأشعـــارُه ، وهـــو للأشعــار تمّـــــامُوهوَ الذي اعتامَ من شعــر الحماسةِ مايَعْتامُـــهُ الذوقُ ، والأشعــارُ تُعْتـــامُألسيفُ أصــــدقُ لمّـــــا هَــلَّ مطلعُهــاقالتْ لـهُ : قلتَ كلَّ الصــدق ِ أقــــلامُوالكُتْبُ في الدُّرْج ِ قالـتْ في سرائرهالايعرفُ الصـــدقَ في التنجيــم ِنَجّـامُوَمَنـْبـِج ٍ ، ووليــدُ الشعْـــــــر أرْسَلـَــهكالغيـم يَهْمــي لـهُ في الحِـــسّ إرْهـامُحتى غَــدَا كلّ قــوس ٍفوقــــــهُ قـُزَحـاًمُضَمَّخـــًا تستــقــي رَيـّــاهُ أنســـــامُرَعْياً لحِمْص ٍو"ديكِ الجنِّ " شاعرِهافكمْ لــهُ في بديـــــــع الشعـــر إسهـامُأفديــــهِ من شاعـــر ٍ والمُجْـنُ غَرَّمَــهُغُرْمـــاً ثقيلاً ، وأهلُ المُجْـن ِ غُـــرّامُقد رقـَّـصَ الجنَّ حتـــى غابَ فانتحبواوالجــنُّ مُذ ْ غابَ ديـكُ الجـن ِ أيتـــامُيا شعـــــرُعَـرِّجْ على الشهباءِ شامخة ًبمـا ابتنــاهُ زكـــيّ العِـــرْق ِمقــــــدامُقــد كانَ سيفــاً وَصَمْصَــامــاً لدولتِـــهِما كلُّ سيفٍ بيــومِ الــرّوْع ِصَمْصَــامُوَسَــلْ رُباهــا ورَبَّ الشعــرِ ملحمـــة ًتعيـدُ مجــدَ الألــَى في مجــدها هامـواللـــــهِ دَرّكَ يــا كِنـْـــــــديُّ كـَـــمْ دُرَرٍلكَ اشتهَــى نظمَــها في السِلـْكِ نَظّــامُأقمْــــتَ بالشعـــــرمُلكــاً لا حُــدودَ لـهبمثـلـِــــــهِ أبـَــــداً مـــا هـَــــمّ هَمّـــامُونلــتَ خُلـــداً وذي الأحقــابُ شاهـــدةٌوسائــــرُ النــــاس ِأيــــام ٌوأعـــــــوامُوفـي المَعَـــرّةِ عِمْـــلاقٌ بـــه طلعــــتْشمـــسٌ فـزالَ عــن الأفكار إظــــلامُعَـرّى الحقائـــقَ حتـى بــانَ غامضُهـــاكالصبـــح ِ وانـزاحَ تضليــــلٌ وإيهـامُقـد شــــادَ للعقـــلِ لمّــا أن أشـــادَ بـــهِصَـْرحًا ، ولكــنْ قليـلُ العقـل ِهَــــدّامُمــن لي بعقـل ِ"رهيـن ِالعقــل ِ"أعبُـدُهُرَبّـــاً ، فمـا تعبــدُ الجُهّـــــالُ أصْنــامُيا شعـرُعُـدْ بي إلى الفيحــــاء أسألهـــارشفـاً لروحيَ مِمّـــــا تسكـــبُ الجَــامُفإن سَكِــــرْتُ فإنّ الوَجْــــدَ أسْكـَرَنــيشـوقـــاً إليهـا وبعضُ الوَجْــدِ إكــرامُوإن شَقَقـْتُ ثيــابي فاعْــذروا رجــــلاًصلّى وصامَ لمـنْ صَلَّوا ومـنْ صامواكأنّ أنفاسَ "مُحي الديـــن"ِ في جسـدي" بباب توما" وقد أعيــاهُ تـَهْيـــــــــامُإنّــي لأسجـــــدُ فـي الفيحــاءِ مستلمـــاًرُكنـــاً لتاريخِــــها والعـــــدلُ قــــوّامُعلى ضفــافٍ لنهـرٍ جَــالَ في خَـلـَـديمنذ ُ الطفـولةِ ، فيـه الطيــــــرُ عَـــوّامُكأنّمـــا الطيـرُ خيــلٌ فيــه سابحـــــــةلهـا مــن الرّيــــح إســـراجٌ وإلجـــــامُوالزهـــرُ في ضِفـّتيـــــه نرجسٌ عَبـِقٌأنفاسـُــــهُ ، لاغَضَـــىً يُــؤذي وقـُـلاّمُوظبيـة ُالأنــس تشـدو فـي رفارفِــــــهِ" يا ليــــــل" والليـلُ رَغْـمَ السِّتر نَـمّامُوالراقصاتُ حــــواري النبـع ِقد أنِسَتْوالــــوارداتُ ضفـــافَ النـهـــــرِ آرامُوالحاملاتُ بَخُـورًا مِسْــــنَ من طـرَبٍمَيْســـــاً ، وَرَفـّــتْ مناديــــلٌ وأكمــامُسُمْرٌ وشقـرٌ بناتُ الشــــام ِقد وُصِفـَتْبشعـــرِمن شِعْــرُهُــــمْ تهْــواه أفهـــامُفذا نِــزارٌ وقـد أصْغـَى الوجــــــودُ لـهُمُذ جـــادهُ من إلــــهِ الشعــــر إلهـــــامُأعـادَ سحــرَالهَــــوَى يا حسنَـه غـَـزَلاًفـَـذ ّاً ، همــومٌ بـــــهِ تُجْلَـَـى وأسقــــامُوذاكَ" شبلي" الذي غنّــت قصايـــــدُهُببأس ِقــوم ٍعلــــى الأتـراك ِ قـد قامُـواوإنّ" سلطـــــانَ باشــــا" قائـــد ٌعلــــمٌبالنصـر ِ يخفـقُ ما وارَتـْـــهُ أعـــلامُقـد ثـــارَ والنـــاسُ قـد ثـاروا لثورثـِــهِورامَ فـــوزاً وقـد فـــازوا بما رامُـواو" ميسلــونَ " ثـَــوَى ليـــثٌ بساحتـِهاهُــوَ" ابـنُ عَظـْمَــة َ"قد وَافـاهُ إعظامُأولاءِ أقطــــابُ مََجْــــــد ٍ تـَــمَّ عِقـْـدُهُمُلمّا أتـــى الشيــخُ عــزُّالديــن ِ قسّــامُكم صـالَ في ساحةِ الهيجــا وجـالَ بهـاكأنّــهُ فـي رَحَـى الميــدان ِ ضِرْغَــامُوهــو الشهيـدُ قضَى في " يَعْبَــدٍ " ولقدقامَـــتْ تظلّـلــهُ فــي الأرض آجــــامُأولاءِ قومـي وقد اُرضِعْـــتُ مجــدَهُـــمُوقــد كَبـِــــرْتُ ولمّـــــا يَـأن ِ إفطــامُمن صُغـْــر سنّـي حلمـتُ الشامَ أقدُمُهــاوهــي التي صاغَــها عَـــزمٌ وإقـــدامُقد كنـــتُ طفـــلاً بأحلامــي ويسعدُنـــيبأنْ أظـلَّ ، وهــلْ فـــي الحُلـْــم ِاُلتـامُواليــومَ حيـنَ رأيْـتُ الشــامَ فـي حُلـُمـيوقد سَعِـدْتُ ، فهـلْ لــي بعــدُ أحــلامُحقّقـْتُ حُلْميَ فــي حُلْمــــي فـَوافـَرَحيفللحـزيــــن ِمـــن الأفـــــراح أيّـــــامُآلامُ روحــــيَ قــد زالــتْ برُؤيتِـهــــــافعَـنْ فلسطيـــــــنَ هـــلْ تنـــزاحُ آلامُفالقـــدسُ في جُرْحِهـا والجُـرْحُ يُؤلمُهـاوالشـــــامُ ينتابُـــهــا للجـــرح إيــــلامُوالقدسُ ما أغمضَـتْ في ليـــل ِغُرْبتِهـاوالشــــامُ قـد سَهـِــرَتْ ليلاً لمن نامـواناموا! أجلْ نــومَ أهــل ِالكهف ِ ما فتِئواوقــدْ تقــــومُ لداعي الفجـــر ِ أغنــــامُطوبــاكِ ياشــامُ كمْ عِــبءٍ نهضـت ِبـهِففيــكِ للمجــــــدِ أخـــــــوالٌ وأعمــامُفي الشــام أهلي وقلبـي فيــه موضعُهـُمْفلـنْ يَضُـــرَّ بحـُـبِّــي الشـــــامَ لـُـــوّامُإنّ العروبــــة َإنْ ضاقــَتْ بهــا سُبُـــلٌنادَتـْكِ فانفرجـتْ ، لبّيــكِ ياشـــــــــامُ !
إنّ العروبــــة َإنْ ضاقــَتْ بهــا سُبُـــلٌ نادَتـْكِ فانفرجـتْ ، لبّيــكِ ياشـــــــــامُ !
هوامش :
- تدمر: مدينة سورية تاريخية ازدهرت حضارتها . من أشهرملوكها أذينة وزوجته زنوبيا .
- عشتاروت إلهة الحب والحرب عند البابليين . عشتار عند الفينيقيين .
- آرام : أبو الشعوب الآراميية / السورية .
- جاسم : مدينة في حوران ولد فيها أبو تمّام حبيب بن أوس الطائي الشاعر الحكيم صاحب ديوان الحماسة .
- ألسيف أصدق : مطلع قصيدة أبي تمام يوم فتح عمّورية أيام الخليفة المعتصم العبّاسي .
- منبـِج : مدينة في شمال سوريا ولد فيها الوليد بن عبادة وهو الشاعر البحتري .
- ديك الجنّ : لقب الشاعر عبد السلام بن رغبان . ولد وعاش في مدينة حمص وكان ماجناً بديع الشعر .
- الكِنـْديّ : هو أبو الطيّب المتنبي شاعر العرب الأكبر، نسبة إلى كندة وهي محلّة قرب الكوفة .
- رهين العقل : هو رهين المحبسين الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعرّيّ نسبة إلى معّرة النعمان بين حماة وحلب الشهباء/ البيضاء مدينة سيف الدولة الحمداني .
- الفيحاء : هي دمشق ويسمّيها الفلسطينيون الشام . لقّبت بالفيحاء لاتساعها.
- محي الدين: هو الشيخ الأكبرمحي الدين بن العربي الأندلسي شاعر صوفي كبير قدم إلى دمشق وتوفي فيها، له نحو اربعمائة كتاب .
- باب توما: هو أحد أبواب سور دمشق في الجهة الشمالية الشرقية منها.
- النهر : نهر بردى.
- نزار : هو نزار قبّاني شاعر الغزل والحب والسياسة .
- شبلي : هو شبلي الأطرش : أمير شعراء العامة في سورية. له ديوان ضخم يحوي قصائد ملحمية مطوّلة تحكي عن أمجاد ثورة جبل حوران علىالأتراك ، وفيه تصوير لمعاناة جبل حوران من بطش الأتراك ، وشدة بأس بني معروف في قراع مدحت باشا وعسكره ، وما لاقاه شبلي الأطرش من نفي وتشريد عن الأهل والوطن في الأناضول وجزيرة رودس ومالطة وسواها ، ولكن ديوان شبلي للأسف غير مخدوم بالشرح والتعليق ناهيك عن طباعته السيئة .
- سلطان : هو سلطان باشا الأطرش قائد عام الثورة السورية ضد المستعمرين الفرنسيين حتى نالت سوريا استقلالها .
- ميسلون: موقعة قرب دمشق استشهد فيها القائد يوسف العظمة في معركة ضد الفرنسيين .
- الشيخ عز الدين القسّام : ثائرمن جبلة في سورية قدم إلى فلسطين ، وقاد ثورة 36 على الإنجليز ، استشهد في أحراش يعبد قرب جنين .
مشاركة منتدى
10 شباط (فبراير) 2006, 13:26, بقلم ن. غضبان
دمت شاعرا,
يا من كنت وستبقى الجار الامين,
ودمت اسديا يا من اخذ الديرعرين
وكأن الله
انعم عليك من سخاءه زيادة, بريشة الرسامين.
"ابن حرفيش الجليليه"
21 كانون الأول (ديسمبر) 2007, 11:09
بوركتى ياارض الشام مهد الحضارات ونبراس التقدم والشموخ فيكفي الشام فخرا ان من ضامه الزمان بالجزيرة ان يغرب اى يتجه غربا