الثلاثاء ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم عمرو خليل الصمادي

رمضان غزة

يا أمَّ خالدَ زغردي ثمّ افتحي
بابَ الديارِ فقدْ أتيتكِ غانِما
رمضانُ أقبلَ والبشائرُ أقبلتْ
من بعدِ طولِ البحثِ ربُّكِ أكرما
كفّي دموعكِ أمّ خالد وافرحي
عذراً لأني قد أطلتُ عليكما
لكنَّ لو تدرينَ مافي جعبتي
لرأيتُ وجهَكِ ضاحكاً مُتبسّما
فلقدْ جلبتُ الماءَ، أيضاً أنظري
أحضرتُ حبّةَ فلفلٍ وطماطماً
نادي لخالدَ كي أُفرّحَ قلبَه
أم هل تُراهُ كما تركتهُ نائما؟
فدعيه يكملُ نومهُ فصغيرنا
أمضى اللياليَ جائعاً متألّما
هيّا بنا نطهو له قلّايةً
فحبيبُ قلبي كان فيها مُغرَما
ليشمَّ رائحةً تذوب بأنفهِ
فيرى الطعامَ مع الأذانِ مُقَدَّما
هيّا بنا يا أمَّ خالد ويحكِ
ما بالُ وجهُكِ بالدّموعِ تلثّما
إنْ كان جوعُكِ مؤلماً فتفضلي
فالصومُ في هذي المواقفِ حُرّمَا
مَسكَتْ يديَّ وثمّ قالتْ جملةً
رَسَمتْ على وجهي السعيدِ تجهماً
أعطِ الطعامُ لمنْ تريد فإنهُ
ما عاد يسوى كلُّ ذلكَ درهما
فالعين لم تَسكُبْ لجوعٍ دمعَها
بل إنّها تبكي مصاباً أعظما
تبكي الذي طلبَ الطعامَ فلمْ يَجِدْ
إلّا انتظاراً كان طعمهُ علقما
قد قال يا أمي عطشتُ وبعدها
نطقَ الشهادةَ ثمّ روحَهُ سلّما
كم كان ينتظر الطعام بلهفةٍ
لكنّ ربّكَ قد أرادهُ صائما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى