الاثنين ١٨ آذار (مارس) ٢٠٢٤
أم تودّع أطفالها:
بقلم عمرو خليل الصمادي

وداعا يا ملائكتي

أتيتــكمُ وبعـضي ما استطـاعَ مجيئاً، كي يقــــولَ لـكم وداعَا

فهل تقـوى العيونُ وداعَ قلبٍ منَ الأحشاءِ قـد أُخِذَ انــتزاعا؟

أُودّعُكُــمْ كـحـلـمٍ زار خُـلْـدي فــلمّـا جئتُ ألـمِــسُهُ تـــداعــى

لماذا قد تَرَكتُم دفءَ حضني؟ أَلمْ يَكــفيكُمُ حُضـني اتسـاعـا؟

رحلـتمْ تلبسونَ بيــاضَ ثـوبٍ كـــعِقدٍ بثَّ لــــؤلـؤهُ شُعـــــاعَا

صغاري قـد قُتِـلتُـم دون ذنبٍ فسحــقـاً للذي قتَلَ الرضـــــاعَ

أيـا مَنْ قـدْ أَخذتَ الروح منّي فوعـدٌ أنْ أردَّ الصــاعَ صاعــا

سأخبر ربـكم عن كـلِّ شــيءٍ وأخبــــرهُ بـأنَّ العـــدلَ ضـاعَ

سأخبره صغاري كيف عاشوا وماتوا دون أن يلـقوا شجــاعـا

فإنَّ المـوتَ زائرُ كــلِّ حــيٍّ ولو سكنَ الحصونَ أوِ القِــلاعَ

صغاري قد ظُلِـــمتُمْ مِن عَدوٍّ أتتْ من بــعـــدهِ أمــمٌ تِــباعــا

ظُـلِمتُمْ والجــميعُ بلا حــراكٍ كأنَّ النـاسَ قد أضحـوا متاعـا

فلــم تلـقوا نصيـراً أو معــيـناً لمحنــتــكم، ولـم تـلـقوا دفـاعا

صغاري قــد وُلِـدتُـم بين قـومٍ يخــافــُون الكــلامَ أو السّمــاعَ

وقــوم فضّــلوا حبَّ الحــيــاةِ وزينتها، إلى أن قالوا (ماااعا)

وقـوماً انتــظــرنا إذ ظــنــنّـا حقـوقُ الناسِ عـندهمُ تُراعـى

ولكن حين حقَّ العدلُ فــــيـنا أزالـــوا عنهـــمُ ذاكَ الــقــنـاعَ

فعذراً يا صغاري ما عَرفـتُـمْ رجالاً بل خــرافـاً أو ضـباعا

وعذراً، لسـت أبكـيكـم لأنــي شربتُ الدمعَ من عطشي ابتلاعا

صغاري إنّـنا سِـلـَعٌ تُـــسَـــامُ بسوقِ سياسةٍ يهـوى الخـــداعَ

فقد صِرنا بِضَـاعَــةَ كُلِّ نَـذلٍ وكلِّ مُتـــاجرٍ ينــــوي انتـفاعا

وبـائعُنا غـشــيمٌ ليـس يـدري بأيِّ بخـــاســةِ الأثمـــانِ بــاعَ

ولــم نُلوى من الأعداء لكـنْ سكوتُ الأقربينَ لَـوَى الـذراعَ

أواســي القـلبَ بالأحلام علّي إذا يومــــاً غــفـوتُ فـلن يُلاعَ

وأخــبرهُ أيــا قــلبــاهُ صبــراً تقبّــلْ أمــرَ مـولانـا المطــــاعَ

لعلّ اليسـرَ يأتي بعـد عــسـرٍ وينهي اللهُ -ان شاء- الصـراعَ

وداعاً يا عصافيري فطـــيروا وطيبوا يا مــلائـكــتي وداعـــا

ونـامــوا هـاهنا مِنْ غـيرٍ هَـمٍّ فبعــد اليــوم لن تغفــوا جياعـا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى