سأبكِي دَمَاً حتَّى تَذُوبَ جُفُونِي
علَى عِشقِ مَن بِالحُبِّ قَد ظَلَمُونِي
وأندُبُ أيَّامِي الَّتِي قَد أضعتُها
أحِبُّ الَّذي بِالحُبِّ غَيرَ مَصُونِ
حلَفْتَ وَأخْلَفْتَ العُهُودَ وَلَيتَ لَو
بقِيتَ عَلَى عَهدِ الهَوَى بِأمِينِ
وهَبتُكُمُ قَلبِي الحَنُون وَلَيتَكُم
بقيتُم بُحُبٍّ تَشرَبُونَ حَنِينِي
فلَم أكُ أدرِي أنّ قَلبِيَ ذَاهِبٌ
وأنِّي بأيدِي غَادِرٍ وَخَؤُونِ
تغَلَّفَ قَلبِي بِالجِّرَاحِ بِغَدرِكُم
فإنِّي وَإن أخلَصْتُ غَير حَزِينِ
فلَا تحسَبُوا أنِّي أمِيلُ عَلَيكُمُ
فمَا كُنتُ دُونَاً كَي أمِيلَ لِدُونِ
فمِن بَعدِكُم لَا أرتَضِي النَّجم مَسكَنَاً
ولَا أرتَوِي إلَّا بِمَاءِ هُتُونِ
فمَا حُبُّكُم فِي القَلبِ يَبقَى بِدَائِمٍ
وإن جُنَّ قَلْبِي فِيهِ أيَّ جُنُونِ!
فإنِّي سأنْسَاكُم بِرغْمِ هَوَاكُمُ
وأعطِيكُمُ عَهدِي لَكُم وَيَمِينِي
ولَكِن سَتَبقَى فِي فُؤَادِيَ غَصَّةٌ
فأنتَ بِقَتلِي صَاحِبِي بِظَنِينِ
وأنْتِ! لَقَد أعطَيتُكِ القَلبَ رَاضِيَاً
وحُبِّي وَإخلَاصِي وَكُلَّ شُؤُونِي
فلا تَبحَثِي عَنِّي هُنَا إن أرَدتِنِي
فإنِّي عَلَى دَربِ النَّوَى تَجِدِينِي
فَيا غادراً في الحبِّ دوِّن وصيَّتِي
وَصِيَّةَ شَخصٍ بالدُّموعِ رهينِ
إذَا جِئتَ يَومَاً كَي تَقُومَ بِقَتلِهِ
فخُذْ مِن جنُونِ الحُبِّ بَعضَ جنُونِ
ومَثِّلْ عَلَيهِ الحُبَّ وَاسْرقْ فُؤَادَهُ
ودَعهُ يَعِيش الحُبَّ بَينَ ظُنُونِ
ومِن ثَمَّ جَازِيهِ الأسَى بِخِيَانَةٍ
فإنِّي - وَرَبِّي - هَكَذَا قَتَلُونِي