الأربعاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
زَيْفُ الشَّذَا
أَدْنِي كُؤُوسَ الأَسَى وَانْعِي أَمَانِينَا | |
وَلاَ تُبَـالِي بِلَـوْمِ الصَّبْـرِ وَابْكِينَا | |
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ البُعْـدَ يَا أَمَلِي | |
مِنْ بَعْدِ طُولِ انْتِظَـارٍ سَوْفَ يُدْنِينَا | |
طَوَيْتُ خَلْفِي عُقُوداً سُرْتُهَا عَبَثـاً | |
لَمْ أُغْمِضِ الجَفْـنَ فِيهَا مُذْ تَنَائِينَا | |
الفَـرْقُ لَيْـسَ كَبِيـراً كَيْ تُمَزِّقَنَا | |
سِهَـامُ صَـدِّ أَبٍ قَـاسٍ يُعَـادِينَا | |
قَدْ كُنْتُ أَعْلَـمُ أَنَّ الدَّهْـرَ يَرْمُقُنَا | |
شَـزْراً كَعَـادَتِهِ مُـذْ دَاسَ وَادِينَا | |
وَيْحَ الصَّبَابَةِ لَيْتَ العُمْرَ مَا انْزَلَقَتْ | |
تَحْتَ المَهَالِكِ سَـاقٌ بِالهَـوَى فِينَا | |
أَنَا المُتَيَّـمُ فِي ضَنْـكٍ أَرَى عَوَزِي | |
أَشْجَى بِزَيْفِ الشَّـذَا عَمْـداً مَآقِينَا | |
وَاسْتَأْثَرَ اليَأْسُ بِالإِخْفَاقِ مُذْ رَحَلَتْ | |
عَنِّي مَعَ النَّـزِفِ أَنْفَـاسِي لِيُلْقِينَا | |
إِلَى سُفُوحِ النَّـوَى مِنْ فَوْقِ رَابِيَةٍ | |
كَانَتْ تَـذُودُ بِنَـا دَوْمـاً وَتَحْمِينَا | |
أَبْدَى أَسَاهُ الرَّدَى حُزْنـاً وَأَجْهَشَهُ | |
عِنْدَ الفِـرَاقِ بِـلاَ وَصْـلٍ تَجَافِينَا | |
وَأَوْهَنَ السُّهْـدُ أَلْحَاظَـاً بِلاَ أَلَـقٍ | |
وَأَبْعَدَ الجَهْدُ كَيْ نَشْقَـى أَرَاضِينَا | |
نِسْيَانَكُمْ كَمْ أَرَدْنَا مِثْـلَ مَنْ عَبَرُوا | |
مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَلَمْ تُقْبَـلْ مَسَاعِينَا |