الأحد ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم حسن أمين رعد

سلافةُ اعتذارٍ

طيف اعتذاري مِنَ الخفَّاقِ ينطلقُ
طيراً بِرَفَّتِهِ الآهاتُ والمِزَقُ
يدنو على خَجَلٍ مِنْ كَفِّ ملهمةٍ
كانَ اعْتَرَاها على وجدانِهِ القَلَقُ
إذْ رنَّ هاتفُهُ والرّقْمَ يعرفُهُ
لكنّما عقلُهُ أَوْدَى به النَّزَقُ
أغواهُ شيطانُهُ فارْتَدَّ عَنْ وَلَهٍ
يحيا بِهِ إنَّما قَدْ ردَّهُ الأَلَقُ
فموسمُ العشقِ قد أَغْنَتْ سنابلُهُ
بيادرَ القلبِ لمّا زارَها الوَدَقُ
وعادَ يمسكُ ريشَ الغيم ينسجُ مِنْ
زخّاتِه جملةً فيها الهوى الأَرِقُ
فليلُها كم بكى في جفنِها قلِقاً
كأنّه الأمُّ إذْ تبكي فَتَخْتَنِقُ
وكلُّ دمعةِ عينٍ موجةٌ عبَرَتْ
بحرَ الشعورِ وراحَتْ فيه تصْطَفِقُ
فينحني تحتَها كأساً تجودُ بهِ
ويحتسيه على شطآنِهِ الوَرَقُ
قَدْ أَلْهَمتْهُ صفاءَ الرّوحِ مُسْبِلَةً
جِنْحَي بَرَاءَتِها إذْ فيهِ كَمْ تَثِقُ
إذْ عانقتْ كلَّ حُلْمٍ طافَ في غدِها
مِنْ ياسمينِ قصيدٍ فوحُهُ العَبَقُ
وما اعْتِذَارَاتُهُ منها بشَافيةٍ
لكنّما طَهَّرَتْ أدرانَهُ الحُرَقُ
إذْ صارَ يدري بأنَّ الشَّوقَ يَعْصُرُهُ
أعنابَ قلبٍ مِنَ الإحساس تَنْعَتِقُ
فأسْلَمَ الخَفْقَ للأطيارِ ريحَ هوًى
وعادَ للعشقِ طيفاً مَسَّهُ الحَبَقُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى