الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم سلوى أبو مدين

شتاءٌ قديم

1. شتاءٌ قديم

تلك الشجرة
البعيدة القريبة
بحفيف ورقها
وفرحها القليل
بتروا أعضاءها
احتفلوا بتأبينها
كنت ُعبر نافذتي
أكدس دموعي
وفجأة أبكي
بحاجة إلى
قلم رصاص مدبّب
الرأس
كي أمارس الغرق
ظل القمر
المشاكس
فوقَ عتمتي
لو يخفتُ قليلاً
زهرتي الغاردينيا
رتقتْ أوراقها
ربّما نمت فوقها طحالب
الرتابة!
ذاتَ الشعر
الفضي
كلما أودعتُ
حناني عند
بابها ركلته
لستُ قوس قزح
لأُجمّل وجه الفضاء
وأضيء عتمة السحب
لستُ شمساً لأجرح
خد الصباح
على حافة
أوجاعي أحتفظ
بسرب فراشات
قصائد مضرجة
بالتعب

2. غابات الجليد

حتى لا يبقى
في الكون عتمة
أذرفُ فوقه
علبة ألواني
وأضحك
قرأتُ في كتاب
الحياة
الناس الذين
يضحكون كثيراً
أكثرهم يبكون
من داخلهم
شأن المهرج
تماماً!
كان جرح
قصاصة قديمة
بلّلت بالحبر سهواً
في حجرتها الضيقة
مازالتْ طفلة
ترمق طبقها
الممتلئ
تلقي بتنهيدة
تداعب خزفه
تنثر فوقه طعم
السكر والدمع
ثم تأكله
مرغمة
قلبي
بالون مثقوب
ممتلئ بصخب
الصغار وعنادهم
أقلامهم ودفاترهم
المتّسخة
ربّما رسالة
مضيئة في قاع حقيبة
منسية تذكرني
بأسطورة " إيزوب " *
محاولة عرجاء
للنسيان

*عبد يوناني قصاص يحكي الأساطير على لسان الحيوانات تتضمن النقد والحكمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى