صداقة؟
طلب صداقتي في الفايسبوك.. نظرت إلى صورته الشخصية.. كانت صورة لأحد الزعماء.. تساءلت: هل الصورة فكرة؟.. هل هي شعار؟.. هل هي وجدٌ حدّ الحلول في الزعيم المتأله؟...
رحّبت به صديقا، ففتح عليّ نافذة الدردشة كأنه كان في الانتظار. وبدل التـّحية بدأني بفقرة في التسبيح باسم الزعيم.. بادرته بالتحية فردّ بقصيدة في مدح الزّعيم... تشاغلت عنه فأرسل بيانا يهتف للزعيم...
في اليوم الموالي والأيام اللاحقة أصبحت على اتصال مباشر بالزعيم.. ما إن أفتح صفحة الفايس حتى تنفتح نافذة الدردشة، وتطل منها صورة الليث الزعيم.. قصائد لقريض الزعيم.. بيانات دعاية للزعيم.. مجموعات لأحباء الزعيم.. روابط لمواقع تنشر فكر الزعيم... خفت بعد أيام أن يصبح حائطي ملكا للزعيم، وأن يمّحي وجهي ليركبه الزعيم، وأن يسرق روحي سدنة ُ الزعيم... قرّرت المواجهة بعد أن انفتحت عليّ النافذة:
سادن الزعيم:
خطب ثورية للزعيم http//www.
حسن موقع متضلـّع في شؤون الزعيم http//www.
أنا:
رجاء يا صديقي لا تتعبْ نفسك في إرسال هذا الكمّ الهائل من متعلقات الزعيم. أنا أرحّب بك صديقا بعيدا عن كلّ الزعماء لأنهم لم يجلبوا لنا غير الهزائم والنكبات والمزيد من التخلف... أنا أعشق زعيما واحدا هو القانون، لأنـّه الوحيد الذي يضمن الكرامة الإنسانية والحريات وحقوق الإنسان، ويبني الدولة الحديثة..
سادن الزعيم:
أنت تردّد شعارات غربية حول الحريات وحقوق الإنسان، فلماذا لا تحترم حريتي في التعبير عن آرائي؟
يا صديقي أنا أحترم حريتك.. عبّر كما شئت، لكنّني لا أشاركك قناعاتك، فاحترمْ حقي في الاختلاف عنك.
وهل تظنّ أنّي أحاول دمغجتك؟.. واضح اختلافك عنـّي.. أنا أصلا أخطأت حين وضعتك في قائمة أصدقائي.
يمكنك إصلاح الأمر إن اعتبرته خطأ.
وهذا ما سأفعله فورا.. واحد مثلك لا يستحق أن يكون صديقي.
شكرا لك.
ثم ظهرت عبارة: غير متصل.. وبعد لحظة اختفت نافذة الدردشة وتحرّرت من محاصرة الزعيم.
هل تحرّرت حقا من محاصرة الزعيم؟؟؟