طارق بوعزاتي
الكلام عن تجربة طارق بوعزاتي في الكتابة
هناك شباب نقرأ لهم، نحب ما يكتبون،ونفرح لأنهم يقصون و يحكون عن فرحهم، وحزنهم، وانشغالاتهم، وانتظاراتهم، ولأننا نعترف بموهبتهم، فإننا ندعم هذا الحضور منهم، آخذين بأيديهم حتى يثبتوا ذواتهم، ويكشفوا عن "الزبدة" في كتاباتهم عبر التشجيع، والتتبع.
نجيب محفوظ لم يولد كاتباً وعميداً للأدب العربي، والعقاد، أيضاً، وحنا مينة، وعبد الرحمان منيف، وعبد الكريم غلاب، والطاهر وطار، وخناثة بنونة، وتوفيق الحكيم، وبنت الشاطئ، وشكسبير، ومي زيادة، وفولتير، وسان جون برس، وهرمان ملفل،وجيمس جويس... هؤلاء أيضاً كانوا صغاراً، في زمنهم كان هناك من يسخر، عن تعالٍ، مما يكتبون، وحين اشتد عودُ قلمهم، أبهروا من لم يشجعوهم قبل مُحبيهم، صاروا مشاهير، وخلدوا أسماءهم.
تعالوا نشجع شبابنا، فالموهبة عندهم كامنة، ولا تحتاج سوى لتفجير حتى تنطلق حرة من قيود سدنة من يظن، أنه وحده من يقدر على" إضاءة لبلاد"، ومن دونه الدنيا سديم وظلام.
طارق بوعزاتي من هؤلاء، كتاباته لافتة، حقاً..
طارق بوعزاتي مغربي، طالب في شعبة الفلسفة، في السنة الثالثة جامعي الفصل الخامس والسادس، ابن قبيلة أيت سعيد، جماعة أيت مايت قرية “ثوونت” بدار الكبداني بالناظور.
يحكي لي في دردشة خاصة كفاحَه المرير لا كيف يعيش بل كيف يصح ذلك، في نير ظروف عجيبة وغريبة..(لن أكشفها هنا)...أحبَّ الرسم، وتأثر بالشعر الأمازيغي، وقرأ لــ (ألبير كامو، و شوبنهاور،و صامويل بيكيت،ودوستويفسكي،و الجابري، وهاشم صالح، و غسان كنفاني،و الطاهر بن جلون،و أركون...)
طارق بوعزاتي يجيب عن أسئلتي، اكتشفوا معي هذه الموهبة رجاء..
1- قرأتُ لك، في صفحتك في الفيس، نصوصاً تركت وقعاً طيباً في نفسي.. منذ متى بدأت الكتابة؟
ج - يراود ذهني السؤال: هل بدأتُ الكتابة حقاً، أم ليس بعد، ولكن ما أعرفه هو منذ ما يقارب سنة، منذ أن أبصرت النفق.. بدأت الكتابة.
لا يمكن أن تبصر النفق في الظلام، ولكن القلم والورقة كانا النور الذي أبصرته وذهبت نحوه لأعانقه.
2- الكتابة عن أمور تؤلمك طاغية في معظم كتاباتك، ماذا عن "الفرح"، لماذا يغيب عنها؟
ج – الألم... لولا أن السؤال يُطرح علي من الجميع تقريباً لظننت أنني أكتب للأمل، الحقيقة أنني أمزج بين الفرح والألم، لكن الألم يطغى بين الحين والآخر في الكتابات عن الذات، لكوني أكتب من أجل الذات، من أجل ذلك المجهول في داخلي، الذي يشفيه نص صغير أو سطر، فبمجرد إمساك القلم وتحرير الكلمات من قبضة العقل، أفرح.
أما بالنسبة للفرح لمَ يغيب، فألخص الأمر على لسان شكري: “أكلتُ من القمامة، ونمت في الشوارع، فماذا تريدون أن أكتب، عن الفراشات؟"
3- هل حصل أن استيقظت، صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخراً مما تكتبه؟
ج- كثيراً، لست مقتنعاً مما أكتب، ويبدو لي كالملح في قهوة سوداء، ولكني أكتب، أحرر أفكاري على الأقل، يوماً ما ربما أقتنع بما أكتب، وربما لا، وأعتقد أن الأمر الثاني أقرب لي.
4- هل شجعك أحد على الاستمرار في الكتابة، وماهي النصائح التي قدمها لك؟
لم يشجعني أحد كما فعل عقلي، لولا العقل لما كنت أستطيع كتابة سطر واحد ولما عزمت على مغادرة ما قبل بداية النفق..
ممتن للعقل وللمعاناة، شكري جزيل لهما كثيراً.
بالإضافة لذلك بعد العقل: أبي، الذي كان مشعلاً ينير لي الطريق من جميع الجوانب.
بالإضافة للأم، هناك الأصدقاء، محمد أعراب، يونس موحيا، وأساتذة الفلسفة، والطبيب سعد الإدريسي الوكيلي، وكل من يقرأ لي.
أقدر هذا كثيراً، أما النصائح (ثق بنفسك، لا تتوقف، فخور بك، اُكتب، كانت نصائح مشتتة من كُتاب وأساتذة وأصدقاء…) نسجتها جيداً في دماغي، وخرجت بطارقٍ جديد لباب الوجود.
5- أجمل أو أغرب، أو أسوأ تعليق عن "كتاباك"، سمعته من أحدٍ وجهاً لوجه، أو قرأته مكتوباً.
أولاً أشكر كل معلق على إبداعي، و ممتن للكل على قراءة ما أكتبه، هناك استثناء في ما يخص أجمل تعليق: " ِارتح من القراءة بالقراءة ".. هكذا خاطبني في تعليق على منصة الفايسبوك الأستاذ عز الدين العمراوي، الغريب في الأمر أنني كنت أرتاح من القراءة بالكتابة، ولكن في تلك الفترة لم أكن ذا صلة كبيرة بالكتب، من المفترض أن لا أكتب حتى أقرأ جيداً وقد أخذت الأمر على محمل الجد وكان من بوادر التغيير.
بالنسبة للتعاليق السيئة، كان الأقرباء أولى بها، وجهاً لوجه أو خلف الوجه، والغرباء أحياناً.. لم أنتبه للأمر بعد، ولكن التعليقات السيئة لها عذر، أقصد السيئة وليس من ينتقد.
6- للقصة مكانة في كتاباتك.. لماذا هذا الجنس الأدبي تحديداً؟
لا يمكنني الغوص في كتابة شيء غير الخواطر والنصوص الأدبية والقصة، هي بداية للمبتدئين، لتفريغ النصوص المعلقة في العقل، رغم صعوبة القصة ورغم ما تخفيه، إلا أنه يمكن القول، أكتب القصة كمبتدئ فقط، ولأني أتعمق كثيراً في السرد، لا أجد نفسي كثيراً في القصة، ربما في قادم الأيام عندما أكون كاتباً سوف ألجأ للرواية، أو كاتباً للقصة، أما الآن كمبتدئ فالقصة كافية للتعبير عن إبداعاتي وذلك لأن عقلي لايزال في طور النمو، وطور الاكتشاف.
7- من هو نظيرك ممن قرأت لهم في القصة والرواية؟.. ماذا تستفيد مما تقرأ؟
لم أقرأ الكثير من القصص إلا عبر المجلات الورقية والجرائد وبعض القصص في مواقع إلكترونية، لذا فمن المفترض أنني أحببت الكثير من الكُتاب ولا أستثني أحداً في الوقت الحالي.
أما الرواية، فأحببت كثيراً غسان كنفاني، وعميد الأدب الروسي، دوستوفيسكي، وألبير كامو، ومحمد شكري، كذلك أحببت الطاهر بن جلون من خلال روايته العظيمة، "تلك العتمة الباهرة"، التي نسج كلماتها بأسلوب جميل جداً والتي تركت أثراً حقيقياً داخلي.
أحب الأدب العربي، والرواية الفلسفية العالمية بشكل خاص.
لذا نظيري هي روايات بحد ذاتها وليس كُتاباً.
أمّا ما أستفيده فيكفي أنني أكتسب شيئا لا أدركه، وأعيش في الرواية كبطل أو كضحية، أو كشخصية أولية.
8- أمر تكشفه، لأول مرة، وتميط اللثام عنه لمحبيك.
طارق ولد منذ سنة ونصف تقريباً أو سنتين، ليس عشريني العمر ولكنه ليس طفلا صغيراً.
علمني المرض كيف أصبح معافى، والفلسفة كيف أكون سعيداً.
أمّا القلم والورقة فعلماني الاستمرار دون توقف.
9- كلمة أخيرة منك لمن يقرأ لك.
لكل من يقرأ لي، اُنظر، رجاء، لما أكتب بعين الجد والجمال والأمل، تر ذلك.
ولكل قارئ أو لكل إنسان من عالم المتأخرين أو عالم المتقدمين، ستين سنة أو مئة غير كافية، فل نقرأ أولاً ثم نكتب، ثم ندرس، ونصلح ما يمكن إصلاحه، فل نصنع مستقبلاً للعقل،
أختم وأقول: فلنأخذ الكتاب بقوة،
الكِتاب والكتابة هما المنقذان للعقل.
مشاركة منتدى
20 تشرين الثاني (نوفمبر), 19:19, بقلم ايمان بلفريع
طارق المهيب المبدع انسان لا اعرفه ولا يعرفني ولاتجمعنا سوى صداقة على الفايسبوك الكاتب الذي ارى نفسي في كتاباته بكوني انا أيضا تميل هيامي لشي اسمه الكتابة والصدفة انني ايضا دائمة الكتابة في مايتعلق بالوجود والذات وكتاباتي هي الطريقة الوحيدة لتعبير عن ذاتي وهذا ما اجد تماما في كتابات هذا المبدع أجد ذاتي ...
تحية له متمنياتي له التوفيق لنراه في أعلى المراتب لأنه موهبة تستحق الدعم
20 تشرين الثاني (نوفمبر), 19:23, بقلم يونس موحيا
كل التوفيق السي طارق، إنني أرى فيك كاتبا عظيما ذات يوم، فخذ الكتاب بقوة.
21 تشرين الثاني (نوفمبر), 19:22, بقلم rachid najmi
تحية لك سيدي ميمون حرش على هذه الإلتفاتة الإنسانية والرائعة في حق صديقنا أخينا و ابن بلددتنا طارق البوعزاتي ، وتحية أكبر منها لك أيها الفيلسوف ، انا سعيد بكتابتي لهذه الحروف لأنه قد تحقق تنبؤي الذي قلت فيه لأحد الأصدقاء (محمد حجيوي) ذات يوم " أنني أرى فيه تلك الرغبة الرغبة في تهذيب ملكات الفكر وإكتساب مهارة التناول العقلاني و التحليل الموضوعي " ، وها اليوم أشهد على ذلك ، بالإضافة إلى كل الحروف التي لن تعبر عن مدى فخري واعتزازي بك يا صديقي، أريد أن أشكرك على صبرك وتحملك لتلك الظروف القاسية وتلك المشاكل التي ربما إنهالت وهطلت كالمطر عليك ، و على صبرك على الصدمات ، عكس صديقنا الذي تغير عندما صدم ، للأسف كان هذا التغير نحو الهاوية ( لا أستطيع ذكر إسمه هنا ) ، وربما كان هذا هو ما دفعني لكتابة هذا التعليق ، لأنني أرجو من السيد ميمون حرش ومنك صديقي طارق أ تتواصلوا معه و أن تنصتو له وأن تحاولو أن ترجعوه الى الطريق الصحيحة أو الصائبة إن صح تسميتها هكذا ، لعلها تكون بمثابة نقطة تحوله و تغيره .
ولأعترف لك عزيزي طارق رغم جلساتنا القليلة ولكن قصتك كانت من بين الدوافع التي جعلتني أشق طريقي في السيكولوجيا و أن أجعل من نفسي سيكولوجيا .
ومتمنياتي لك بالنجاح و التألق و التوفيق .
21 تشرين الثاني (نوفمبر), 19:25, بقلم rachid najmi
تحية لك سيدي ميمون حرش على هذه الإلتفاتة الإنسانية والرائعة في حق صديقنا أخينا و ابن بلددتنا طارق البوعزاتي ، وتحية أكبر منها لك أيها الفيلسوف ، انا سعيد بكتابتي لهذه الحروف لأنه قد تحقق تنبؤي الذي قلت فيه لأحد الأصدقاء (محمد حجيوي) ذات يوم " أنني أرى فيه تلك الرغبة الرغبة في تهذيب ملكات الفكر وإكتساب مهارة التناول العقلاني و التحليل الموضوعي " ، وها اليوم أشهد على ذلك ، بالإضافة إلى كل الحروف التي لن تعبر عن مدى فخري واعتزازي بك يا صديقي، أريد أن أشكرك على صبرك وتحملك لتلك الظروف القاسية وتلك المشاكل التي ربما إنهالت وهطلت كالمطر عليك ، و على صبرك على الصدمات ، عكس صديقنا الذي تغير عندما صدم ، للأسف كان هذا التغير نحو الهاوية ( لا أستطيع ذكر إسمه هنا ) ، وربما كان هذا هو ما دفعني لكتابة هذا التعليق ، لأنني أرجو من السيد ميمون حرش ومنك صديقي طارق أ تتواصلوا معه و أن تنصتو له وأن تحاولو أن ترجعوه الى الطريق الصحيحة أو الصائبة إن صح تسميتها هكذا ، لعلها تكون بمثابة نقطة تحوله و تغيره .
ولأعترف لك عزيزي طارق رغم جلساتنا القليلة ولكن قصتك كانت من بين الدوافع التي جعلتني أشق طريقي في السيكولوجيا و أن أجعل من نفسي سيكولوجيا .
ومتمنياتي لك بالنجاح و التألق و التوفيق .