السبت ٨ شباط (فبراير) ٢٠٢٥
بقلم هاتف بشبوش

طفلة ُالباصِ، في الصين الشيوعيّة..

وحدها ووحدها طفلة المدرسة في العاشرة من عمرها جلست في الباص بجانبي وغفت على الكرسي بكل أناقتها وبراءتها وأنا قلت لنفسي: كيف ستعرف منطقة نزولها وهي نائمة. لكني أنا وصديقي إكتشفنا أنها تعلّق تلفونا في رقبتها ووضعته على (الجي بي أس) لمعرفة الخرائط والأماكن وهو وحده يرن حين وصولها المنطقة. وبالفعل رنّ التلفون واستيقظت من نومها وغادرت الباص بعد ان كانت أميرة نائمة وحالمة. فضحكتُ وقلت مع النفس (دلول يالولد يبني دللول، عدوك عليل وساكن الجول). هذه الطفلة بكل تأكيد حين تكبر ستكون بمنتهى الذكاء ولربما ستقود شريحة إجتماعية أو في منصب ما، لأن النقش في الصغر كما النقش على الحجر. وبنفس الوقت هذا يعطي إنطباعاً على الأمن والأمان في الصين والّا كيف لطفلة بهذا العمر تصعد وتغادر الباص لوحدها. هذه هي طفولتهم وتلك طفولتنا المشردة والضائعة بين الجوع والعنف والخوف من الله والناس والنزوح من الحروب. وأيضا كنا أيام زمان مضى نردد الأغنية الثورية:

يطفال كل العالم ياحلوين
يطفال شيلي الثائرة وفلسطين

بينما نرى اليوم أطفال غزة وفلسطين مازالوا في بؤس الحياة وظلمها بسبب تخلف وجبن حكامنا على كافة المستويات.

وحتى أطفال تشيلي اليوم منعمين بالرخاء بحكم الديمقراطية ورئاسة المرأة الإشتراكية (ميشيل) بعد سقوط المجرم بينوشيت منذ سنين وسنين. فأولئك أطفالهم وهنا أطفالنا البائسين.

ملاحظة.. للآسف لم التقط صورة لهذه لطفلة في الباص كتوثيق للمقال.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى