كُلَـمَاْ قُلْتُ لِلبحورِ دَعِيْنِيْ
أَوْثَقَتْنِيْ بِحَـبْلِهَا الأفْكَــارُ
ورَمَتْنِيْ إلَى القَصِيْدَةِ طِفْلاً
مَا وَعَىْ بَعْدُ كَيْفَهُ الإبْحَارُ
مَا وَعَى كَيفَ الغَيْمُ يُرْوَى دُمُوعاً
مِنْ عُيُونٍ... قَدْ أذْبَلَتْهَا النَّارُ
أَذْرِفُ اللَّحْنَ كَيْ يَمُوْتَ انْكِسَارِي
يُقْتَلُ اللَّحْنُ...يَنْتَشِيْ الإنْكِسَارُ
زَادِيَ الحُزْنُ فِيْ طَرِيْقِ المَآسِي
إنَّنِي الآهُ رَتَّلَتْهَا القِفَارُ
إنَّنِيْ الظِّلُّ لاحْتِضَارِ المَعَانِي
والغُرُوْبُ إذَا اسْتَفَاقَ النَّهَارُ
إنَّنِيْ النايُ والجراحُ لُحُونِيْ
رَوْضَتِي الدَّمْعُ وَالقَصِيدُ الثِّمَارُ
قدْ عَشِقْتُ البُحُوْرَ وَالمَوْجُ يصْبُوْا
فوْق جفْن الرياحِ تَبْكِيْ البحارُ
آهِ يَا بَحْرُ كَمْ أَتَيْتُ بِدَمْعِيْ
بَيْنَ شَطَّيْكَ ...تَرْحَلُ الأشْعَار ُ
عَلَّنِيْ مِنْكَ أقْطِفُ الدُّرَّ مَعْنَىً
مِنْ ثَنَايَا الحُرُوْفِ يَرْنُوُ اْنْتِصَارُ
لا تَلُوْمُوا الحُرُوفَ تَنْسُجُ لَحْدِيْ
تَذرِفُ اللَّحْنَ بَيْنَ جَنْبَيَّ نَاْرُ
يُذْرَفُ اللَّحْنُ كَالجَحِيْمِ بِأرْضِيْ
يَصْطَلِيْهِ قَبْلَ السَحُوْرِ الصِّغَارُ
يَقْطِفُ المَوْتُ مَاْ يَشَاْءُ زُهُوْرَاً
مُثْقَلَاتِ الجِرَاْحِ لَيْسَ يَحَاْرُ
إِنَّهُ يرسُمُ العَذَاباتِ فِيْنَا
نَحْنُ يَا صَحِبيْ الزُّهُوْرُ الكِثَاْرُ
كُلَّمَا خِلْتُ المَوْتَ قَدْ أَتْعَبَتْهُ
أَلْفُ رُوْحٍ قَضَتْ يَزِيْدُ المَرَارُ
يُرْسَمُ المَوْتُ فِيْ وِسَادَةِ طِفْلٍ
فِيْ زُهُوْرِ الحُقُوْلِ حِيْنَ تُنَارُ
فيْ بِلادِي الزَّيْتُوْنُ قَدْ مَاتَ قَهْراً
يَرْسُمُ القَهرَ فِيْ بِلادِيْ الحِصَارُ
والعراقُ الحبيبُ أضحى قتيلا
مزقتهُ الحُتُوْفُ شَبَّ الدَمَاْرُ
آهِ يَا لَحْنُ مَاْ أَشَدَّ جِرَاحِيْ
إِنَّنِيْ مِنْكَ فِيْ فُؤادِيْ احْتِضَاْرُ