عادل إمام يكشف العوالم الخفية
عوالم خفية هو المسلسل الذي أطل علينا من خلاله عادل إمام لرمضان هذا العام. هذا العام بدا دوره مختلفا وإن كان غير منطقي للبعض . فهل يمكن لرجل في الثمانين أن يمارس دور المحقق كولومبو؟! لنقل أن ذلك ممكن حيث أن العمر أحيانا لا يقف عائقا. لكن هل استطاع عادل إمام أن يؤدي الدور بإتقان؟! ربما جميعنا لاحظ الهدوء الذي بدا فيه عادل إمام في المسلسل فقد ظهر بشخصية غير التي تعودناها منه وأظنها هي الأنسب فشخص صحفي يهمه إظهار الحق، ويتمتع بأخلاق حميدة وضمير حي وقد بلغ الثمانين من عمره لا شك أن سمة الهدوء هي الأنسب له، لهذا كان هدوء عادل إمام في المسلسل منطقيا ويتماشى مع الشخصية تمامًا. المسلسل من تأليف أمين جمال وإخراج وانتاج رامي عادل إمام . تدور قصة المسلسل حول فنانة تكتب مذكراتها التي تكشف من خلالها تجاوزات بعض كبار الشخصيات مما تسبب في قتلها وتم الإدعاء بأن نهايتها كانت انتحارا. مشهد سقوط الفنانة من البلكونة يذكرنا بنهاية السندريلا سعاد حسني لدرجة أن معظم المشاهدين اعتقدوا أن المسلسل سيرة لحياة السندريلا، إلا أن الأحداث بينت أنها لا تمت لها بصلة وإن تشابهت الفكرة. تقع المذكرات بيد الصحفي هلال كمال (عادل إمام ) الذي يصر أن يلاحق كل الشخصيات التي تحدثت عنهم الفنانة في مذكراتها ليأخذ كل منهم عقابه الذي يستحق. تدور الأحداث في ظل ملاحقة الجناة من خلال حل بعض الألغاز التي تضمنتها المذكرات بأسلوب يذكرنا بروايات دان براون التي تعتمد على حل الغموض لايجاد الحلول. لم يتخلل العمل الملل فقد كانت كل حلقة تحمل حكاية جديدة تفاجئ الجمهور بها. تعرض المسلسل إلى معظم القضايا المعاصرة من مشاكل الشباب والمخدرات والتفكك الأسري إلى القضايا السياسية؛ إذ من الملاحظ جدا أن المسلسل يحاول تمرير ايديولجيات معينة لترسيخها في ذهن المشاهد.
رغم أن الأحداث مبالغ بها إلا أن المسلسل استقطب انتباه المشاهد.
طاقم الممثلين أدوا أدوارهم ببراعة وتعرفنا على وجوه واعدة لها مستقبلها الفني الزاخر.
في النهاية عوالم خفية مسلسل اجتماعي جاء في قالب يشد المشاهد واحتوى على العديد من القضايا الهامة التي حاول حلها بمصباح علاء الدين السحري الذي يتنافى مع واقعنا المزري. فلو تحققت هذه الحلول على أرض الواقع كما حصل في المسلسل لعشنا في جنات النعيم. وتظل رؤى وآمال. في انتظار عادل إمام وجديده في رمضان القادم إن شاء الله.