الخميس ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم إدريس ولد القابلة

عطلة الملك في المغرب

منذ حصول المغرب على الاستقلال عمل المخزن على تزكية عدم أحقية المغاربة في الاهتمام بالحياة الخاصة للعائلة الملكية وحقهم في معرفة تفاصيل عنها.

لكن مع مرور الوقت انتعش هذا الطابو إلى أن أصبح في عهد الملك الراحل الحسن الثاني من الأمور التي قد تؤدي من سولت له نفسه الخوض فيها إلى خلف القضبان ووراء الجدران الإسمنتية الرمادية. لكن في السنوات الأخيرة تغير الأمر وأصبح المغاربة يكتشفون كيف تحيا العائلة الملكية وذلك بفضل جملة من وسائل الإعلام.

ومن الأمور التي لازالت تهم المغاربة إجازات الملك، والتي لم تحظ بعد باهتمام وسائل الإعلام بالشكل والقدر الذي يتوخاه المغاربة اعتبارا لنذرة المعلومات بهذا الخصوص وامتناع المصادر المعنية عن التعامل مع الإعلام كما هو الحال في أغلب دول العالم.

إذ من العادي جدا أن تغطي وسائل الإعلام تحركات الملوك والأمراء ورؤساء الدول، سواء في المجال الرسمي أو الخصوصي.

بالرغم من أن أجندة الملك محمد السادس مثقلة بالمهام والمواعيد، فإنه يستفيد سنويا من عطلة الصيف وبعض فترات الاستجمام في غضون السنة، يقضيها داخل المغرب أو خارجه، وحده أو رفقة زوجته الأميرة للا سلمى وولي العهد.

ولازالت ظروف وأماكن إجازات الملك والعائلة الملكية محجوبة عن وسائل الإعلام، وهذا بالرغم من أن المغاربة شغوفون بحب تتبع حركات الملك والعائلة الملكية. فهل إجازات الملك والعائلة الملكية تماثل إجازات العائلات الميسورة المغربية أم أنها تمتاز بخصوصيات؟
إن الإجازة الملكية وبرنامجها مرتبط بمصاريف وتخصيص مبالغ مالية هامة، ومن هنا يبرز السؤال: هل تغطية هذه المصاريف تتم عن طريق الخزينة العامة (المالية العامة) أم من المال الخاص للملك والعائلة الملكية؟

قد لا تتوفر المعلومات الكافية للجواب على مثل هذه الأسئلة بدقة، لكن هذا لا يمنع من طرح جملة من المعطيات قد تساعد على السير في درب التوصل إليه؛ هذا هو موضوع ملف هذا العدد الذي فضلنا المغامرة في تناوله رغم قلة المعلومات المرتبطة به، وهذا ليس سعيا في الإلمام بكل جوانبه، وإنما سعيا لطرح بعض منها أو بعض من المعلومات ذات العلاقة بالموضوع، مساهمة منا في مجهود تراكم المعلومات والذي من الواجب أن يكون جماعيا.

الملك والإجازات

يقضي الملك محمد السادس إجازاته في عدة أمكنة بالمغرب وخارجه، وغالبا ما يقضيها بإقامات خاصة، وأحيانا ببعض الفنادق الراقية ويتنقل بالطائرة الملكية أو طائرات خاصة أصغر.
وقبل زواجه بالأميرة للا سلمى وازدياد ولي العهد، كان الملك غالبا ما يقضي إجازاته رفقة أصدقائه، "شلة أمنيزيا" وأغلبهم رفقاء المشوار الدراسي. وبعد زواجه دأب على قضاء الجزء الأكبر من إجازاته مع عائلته.
ويؤكد المقربون أن مزاج الملك يتغير كليا خلال فترة الإجازات، إذ يتخلص من جملة من الإكراهات، لاسيما إكراه الوقت وإكراه البروتوكول وطقوس البلاط.

قال أحد الصحفيين الانكلوساكسونيين أن مزاج الملك خلال عطلته الصيفية يختلف كليا عن مزاجه طوال السنة. ففي الإجازات يمتاز الملك بمزاج الفنان المتحرر من جميع القواعد والإكراهات. يتحرر من كل مظاهر وقواعد البروتوكول والطقوس، يمزح كثيرا؛ ومن أشكال المزاح المستحسنة لديه تقليد بعض الشخصيات. كما أن لحظات قلقه أقل مما يكون عليه الحال في فترة العمل، ودرجة قلقه أخف في الإجازات من باقي فترات السنة.

أما البرنامج اليومي، في الغالب ما ينقسم بين ممارسة الرياضة حسب المنطقة (الجيت سكي، التزحلق على الجيلد، المشي أو العدو، السباحة) والتجول على السيارة أو راجلا، والمطالعة قبل النوم، هذا ما صرح به أحد المصادر. وخلال إجازاته يلتقي الملك محمد السادس بالكثير من الأشخاص ويستدعي بعضهم باستمرار، ومن هؤلاء جمال الدبوز.

وحسب أحد المقربين من القصر، خلال الإجازات يعمل الملك محمد السادس كل ما في وسعه حتى لا يقبل أحد يده، وعندما يضطر لاستقبال وزير من زرائه لأمر مستعجل يكون الاستقبال عاديا بعيدا عن طقوس وقواعد البروتوكول. وهذا ما يؤكد رغبة الملك الحثيتة في الابتعاد عن طقوس البروتوكول في إجازاته وتفضيله، خلالها، اتباع نمط عيش مغاير، مأكلا ومشربا وهنداما وتصرفا.

وعموما ظل الملك محمد السادس يستحسن قضاء بعض أيام عطلته في فضاءات محاطة بالطبيعة، بعيدا عن ضجيج العاصمة وآلياتها غير المتناهية. وعرف على الملك أنه غالبا ما يخرج عن برنامجه المرسوم الشيء الذي يحرج حراس الأمن كثيرا؛ إذ صرح لنا أحدهم أن العمل خلال إجازات الملك أصعب باعتبار أن مزاج الملك يختلف عن مزاجه في أوقات العمل ولا يمكن التنبؤ ببرنامجه اليومي.

ومن المحلات التي فكر الملك محمد السادس قضاء جزء من إجازاته فيها، بكاديوكو بالبنين بإفريقيا وهذا أمر استغرب له الكثيرون.

مصاريف الإجازات الملكية

من الصعب بمكان التعرف على مصاريف إجازات الملك، سواء داخل المغرب أو خارجه. وهذا باعتبار غياب جهة للمراقبة ولتتبع صرف كل الميزانيات المخصصة للقصر الملكي والمرتبطة بها؛ فهذه الميزانيات مازالت غير خاضعة لأي مراقبة. ولم يسبق للمجلس الأعلى للحسابات أن قام بأي مراقبة بعدية، ولو شكلية، بخصوص ميزانيات ومصاريف البلاط.
أول تساؤل يتبادر إلى الذهن هو من أين تقتطع مصاريف إجازات الملك؟ هل تقتطع من الميزانيات المرتبطة بالقصر الملكي، أي من بند "اللائحة المدنية" المقدر غلافها بما يناهز 27 مليون درهم، أم من بند "ميزانية السيادة" الذي يفوق غلافها 432 مليون، أم من "ميزانية القصر الملكي" البالغة المليارين، علما أن هذا البند الأخير من الميزانية يتضمن ما يسمى بمصاريف السفريات والتنقلات؟

ومن خلال التقاطعات بين جملة من الحسابات وقوانين المالية السابقة والميزانيات العامة يمكن الإشارة إلى أن هذه المصاريف ارتفعت عموما منذ 1999 بنسبة تفوق 40 في المائة، علما أنها عرفت انخفاضا تفوق نسبته 20 في المائة فيما بين 1998 و 2000.
أما بخصوص مصاريف الإقامة بالفنادق وجبت الإشارة إلى الميزانية العامة، في هذا الصدد تفرق بين أموال القصر الملكي وأموال الملك. علما أن الخزينة العامة تخصص سنويا ما يفوق 78 مليون درهم لتغطية مصاريف إقامة الملك بالفنادق بالخارج، بالإضافة لمبلغ 45 مليون درهم بخصوص العائلة الملكية.

ومن الجهات التي يقصدها أفراد العائلة الملكية لقضاء الإجازات، أمريكا الوسطى، لاسيما المكسيك وبالضبط مدينة أكابولكو السياحية المشهورة، حيث ينزلون بفنادق راقية، مع تفضيل فنقد "كوينتا". وقد أشارت إحدى الصحف أن مصاريف الإقامة الملكية هناك تقدر في المتوسط ما بين 11 ألف و 22 ألف دولار في اليوم (ما بين 110 و 220 ألف درهم)، على أقل تقدير.

ويبدو أن مسؤولية تدبير نفقات ومصاريف الإجازات الملكية يضطلع بها محمد منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك، وهو الملقب من طرف البعض بحيسوب الملك أو القائم على بيت مال القصر الملكي. وذلك باعتباره يدير ثروة الملك وثروة العائلة الملكية المقدرة بحوالي 4 ملايير دولار (40 مليار درهم)، وكذلك ميزانية القصر الملكي البالغ قدرها 250 مليار سنتيم سنويا.
وفي هذا الصدد أكد أكثر من مصدر مطلع أنه يملك "توقيع الملك".

سفريات الملك

كانت أول زيارة للخارج للملك محمد السادس، بعد اعتلائه عرش البلاد، إلى الديار الفرنسية.
وإذا كان الملك الراحل الحسن الثاني يفضل أن يكون دائما محاطا في سفرياته بوزرائه ومستشاريه، فإن الملك محمد السادس يفضل الابتعاد عنهم في لحظات كثيرة، حتى ولو كانت سفريات رسمية. وخلال جملة من زياراته الرسمية خارج البلاد، كان جلالته دائما يبحث عن لحظة للتخلص من مرافقيه ليقوم بجولة أو للاتصال بأحد أصدقائه هناك، يركب في سيارته ويتخذ وجهته ولا يرافقه إلا بعض الحراس دون إثارة الانتباه، وحسب مصدرنا، حدث هذا أكثر من مرة في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبأمريكا اللاتينية.

وحتى في السفريات الرسمية يفضل الملك الإقامة وحده بعيدا عن مرافقيه. فعندما حضر جلالته لمؤتمر القمة الفرانكوفونية أقام لوحده بالإقامة المخصصة لرؤساء الدول، في حين أقام مرافقوه في فندق راق، ورغم أن مدة السفرية لم تتجاوز 24 ساعة فإن الملك نقل معه مطبخه وتم استعمال 3 طائرات لذلك الغرض، كما نشرت إحدى الصحف الفرنسية أن الملك يأخذ معه تلفزة مسطحة الشاشة بالرغم من أن الفنادق التي يقيم فيها تتوفر كلها على أجهزة تلفاز.
وحتى في السفريات الرسمية يحاول الملك محمد السادس استغلال وقت فراغه بين مهمتين لممارسة الجيت سكي، ولو لوقت وجيز كلما سنحت له الظروف بذلك.

ففي صيف 2004 قام جلالته بزيارة إلى جملة من البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، شملت بينين والغابون والنيجر، ودامت هذه السفرية أسبوعين، ورغم أن أجندته كانت المثقلة بالمواعيد كان الملك يخصص بعض الوقت للسباحة، وإن توفرت الفرصة يمارس أحيانا رياضته المفضلة (الجيت سكي) في بعض تلك البلدان حتى ولو استدعى الأمر استيقاظه مبكرا. وهذا ما استحسنه الأفارقة وجعل الكثيرين منهم ينعتون الملك محمد السادس بـ "الملك الشعبي المتواضع"، وخلال هذه الزيارة طالبت جملة من الفعاليات السياسية والمدنية الإفريقية بضرورة رجوع المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا) والتي غادرها منذ سنة 1984، معتبرين أن دوره فيها جوهري، لاسيما وأنه يشكل جسرا بين القارة السمراء وأوروبا.

وحسب أحد المطلعين على الأمور، بعد زيارته للقارة الإفريقية، أبدى الملك محمد السادس أكثر من مرة رغبته في قضاء جزء من إجازته بالسواحل الإفريقية، لاسيما بالسينغال حيث توجد جالية مغربية مهمة منذ أمد.

وقد تتبعت الصحافة الأمريكية زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة الأمريكية رفقة شقيقته الأميرة للا مريم بدعوة الرئيس الأمريكي، كلينتون وحرمه، في يونيو 2000. ووصفت إحدى الجرائد بدقة وجبة العشاء. حيث أكدت أنها تضمنت سلاطة السالمون و"القوق" وطماطم "كازباشو" (المشهورة بالمطاعم الأمريكية الفاخرة)، أما الطبق الأساسي، فكان عبارة عن أكلة لحم الغنمي مرفوقا بالفاصوليا الخضراء وجبن المعز والبطاطس، وبخصوص "الديسير" فقد تم تقديم حلويات معدة بعسل زهور الحوامض المغربي وثمور "المجهول" الآتية من واحات جنوب المغرب واللوز السوسي الأصيل.

آنذاك أهدى الملك للرئيس كلينتون خنجرا ذهبيا مرصعا بالماس والياقوت، وأهدت الأميرة للا مريم لزوجة الرئيس مزهرية من الطين الأبيض الرفيع مكسوة بالذهب الخالص.

الملك والعطلة والسيارة

منذ ريعان شبابه اهتم الملك محمد السادس كثيرا بسيارات السباق والسيارات الفارهة، وقد دفعه حبه للسيارات إلى الذهاب إلى إحدى المصانع الإيطالية المشهورة بصناعة السيارات وذلك لتجريب سيارة اعتزم اقتناءها، ولم يرافقه في هذه الزيارة إلا حارسين أمنيين اثنين.
وعندما كان وليا للعهد، دأب الملك محمد السادس دائما على محاولة التخلص من حراسه عندما يقود سيارته بنفسه سواء بالعاصمة الرباط، أو خارجها. وقد داق الحراس الكثير من المحن في هذا الصدد، إذ كان دائما ينتصر في التخلص منهم. وأكد لنا مصدرنا أنه كان يراوغهم بذكاء للتخلص منهم كلما مسك بمقود سيارته.

في الإجازات يخرج الملك بسيارته، يقودها بنفسه لوحده أو برفقة الأميرة للا سلمى وولي العهد. وقد شوهد أكثر من مرة، سواء بالشمال أو الجنوب، وهو يقود سيارته رفقة زوجته في مختلف شوارع طنجة أو تطوان أو أكادير أو الرباط أو الدار البيضاء دون بروتوكول، كأنه مواطن عادي جدا. ولا تتبعه إلا سيارة واحدة أو اثنتين للحراس الأمنيين دون هرج، وبدون أن يشعر بهم أحد.

وحتى عندما تقف السيارة الملكية، وقد ينزل منها الملك ليتمشى، يظل الحراس الأمنيون بعيدين. وأكد لنا شاهد عيان أنه رأى الملك محمد السادس يقود سيارته مرفوقا بولي العهد جالسا على ركبتيه بشارع بعين الدياب بالدار البيضاء، كما أكد لنا آخر أنه كان بصدد قطع طريق زعير بالرباط بمكان غير مخصص لمرور الراجلين، وكانت سيارة تمرق بسرعة، قللت من سرعتها فنظر سائقها لقاطع الطريق وأشار له بيده اليمنى بعلامة يفهم منها: "ما هذا الذي تفعل؟"، نظر الشاب جيدا إلى السائق، وبمجرد التعرف عليه تسمر بمكانه وركع احتراما لجلالته الذي حياه بإشارة وابتسامة واستكمل طريقه.

الملك والتجول راجلا

يمتاز الملك محمد السادس عن والده الملك الراحل الحسن الثاني باستحسانه للتجول راجلا في مناطق لا يخطر على بال أحد أن أقدام الملك يمكن أن تطأها.
وقد شوهد الملك يتجول راجلا في أكثر من مدينة، بتطوان وطنجة والدار البيضاء ومراكش وغيرها. وبمدينة فاس مثلا عاين الكثيرون الملك يتجول راجلا بأزقتها العتيقة والتي لم يسبق أن وضع وزير أو مسؤول مركزي قدميه على أرضها.

كما أنه ليس من المستحيل خلال الإجازات الصيفية أن يعاين المغاربة العائلة الملكية بإحدى الشواطئ يحتسون مشروبا باردا بإحدى المقاهي، أو في فسحة عائلية بالسيارة أو بدونها. ومع ذلك ما زال الإعلام المغربي لم يتمكن بعد من تغطية مثل هذه الأحداث بالرغم من اهتمام المغاربة بها كثيرا، وهذا اعتبارا لامتناع المصادر على امداده بالمعطيات الكافية أو السماح له بالتغطية عن قرب كما هو الحال في أغلب بلدان العالم.

العطلة والوقت

من المعروف أن الملك محمد السادس يتعامل بعقلانية وعقلية ديكارتية إزاء الوقت، وهذا منذ اضطلاعه بمسؤولية منسق لمديرية مكاتب القوات المسلحة الملكية، في حياة والده، عندما كان وليا للعهد.

أما في العطلة فيحلو للملك التخلص من التعامل العقلاني مع الوقت؛ وقبل زواجه، يؤكد مصدرنا، في عطلته كان الملك يتخلص من جميع القواعد ومن مواعيد الأكل والنوم والاستيقاظ وضوابط الاهتمام بالهندام والمظهر، ويكاد يتبع نوعا من الحياة "البوهيمية" البسيطة.
وقال أحد المقربين، كان الملك محمد السادس قبل زواجه، في عطلته يتخلى بكل الوسائل الممكنة عن إكراهات الوقت لدرجة قد يعتقد معها المرء أن العطلة بالنسبة له تعني التخلص من إلزامية مسابقة الوقت والخضوع لجبريته من خلال التنظيم المحكم وتدقيق البرنامج اليومي. علما أن الملك دأب على الاستيقاظ مبكرا لممارسة الرياضة قبل الالتحاق بمكتبه بالقصر الملكي، وهي عادة حرص عليها لاسيما بعد زواجه بالأميرة للا سلمى وبعد ازدياد ولي العهد.

العطلة والجيت سكي

ظل الجيت سكي يحتل مكانا هاما في سلم اهتمامات الملك محمد السادس، وحسب أكثر من مصدر مطلع، في غضون سنة 2003 انتقل الملك رفقة حارسين أمنيين مغاربيين إلى ورشة صباغة بضواحي بوردو الفرنسية لمعاينة إعادة ترميم أجهزة ممارسة الجيت سكي الخاصة به (حصانه البحري)، ودعا كل المشتغلين بالورش المذكور لتناول "البيتزا" في إحدى المحلات الشعبية القريبة من المكان بحضوره ومشاركته.

ونظرا للاهتمام الملكي الخاص بهذه الرياضة، تم بصددها اعتماد جائزة باسم الملك، "جائزة محمد السادس"، والتي تنظم دائما تحت إشرافه.
وعرفت رياضة الجيت سكي انتشارا سريعا بالمغرب في التسعينيات، علما أن الملك محمد السادس بدأ يتعاطى لممارستها منذ ظهور "الحصان البحري"، وفعلا قد ساهم الولع الملكي بهذه الرياضة في انتشارها السريع وفي وقت وجيز بالبلاد.
من الأماكن التي يمارس فيها الملك الجيت سكي، إضافة للرباط وشواطئ الشمال وأكادير، بحيرة للا تاكركوست في قمم جبال الأطلس النائية.
فمنذ اعتلائه العرش دأب الملك محمد السادس على قضاء إجازته الصيفية (عادة شهرين) بالمضيق على بعد 40 كيلمتر من مدينة طنجة، ومن المعروف أن شاطئ المضيق يعتبر جنة الجيت سكي بالمغرب.

الموسيقى والعطلة

تحتل الموسيقى في إجازات الملك محمد السادس مكانة هامة في برنامجه واهتماماته اليومية، ومن المعلوم أن الملك قد سبق له، في إحدى لقاءاته الصحفية، أن كشف عن ميولاته الموسيقية، إذ قال أنه يميل إلى "الراي" و "الروك" ومختلف الموجات الموسيقية العصرية.
في شبابه كان الملك محمد السادس يذهب إلى ملهى "أمنيزيا" للترويح عن النفس والابتعاد عن ضغط الدروس والدراسة. وهذا الملهى من الأماكن الشاهدة على جملة من ذكريات الملك (ولي العهد آنذاك) رفقة أصدقائه ("شلة أمنيزيا").
ومن المعروف أن هذا الملهى الكائن بالعاصمة، الرباط، ظل يستقطب أبناء الوزراء والموظفين السامين والسلك الديبلوماسي وحاشية الملك والمقربين من القصر وأثرياء العاصمة الإدارية للمملكة.
وبخصوص الموسيقى وعطلة الملك، في إحدى الإجازات سنة 2003، خصص الملك محمد السادس، بباريس، وقتا لتحقيق رغبة سكنته منذ مدة وهي قضاء ليلة ساهرة بجانب المغني الفرنسي المشهور، جوني هاليدي، رغم فارق السن بينهما.
وفعلا في إحدى زياراته لباريس قضى الملك سهرته في ضيافة الفنان الفرنسي المشهور بضاحية باريس وبحضور الفنانة "لاتيسيا".

الشمال وعطلة الملك

بخصوص الشمال، يبدو الفرق واضحا بين الملك محمد السادس ووالده، الملك الراحل الحسن الثاني. فبقدر ما اقترب من الشمال بقدر ما كان والده بعيدا عنه والذي لم يزره على امتداد 30 سنة إلا نادرا جدا.

وقد اعتبر الكثير من المحللين أن هذا الموقف الحسني، كان بمثابة عقاب لساكنة الشمال والذين سبق للملك الراحل أن نعتهم بـ "الأوباش" سنة 1984.
إلا أن الملك محمد السادس أعاد الاعتبار لهذه المنطقة ولساكنتها على جميع المستويات، ومن ضمنها قضاء إجازاته الصيفية بها.

وفي هذا الصدد يقول عبد العزيز سعود، رئيس جمعية أسمير: "في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لم نتمكن من تنمية وانجاز ولو مركب سياحي واحد رغم المحاولات المتعددة وطرق جميع الأبواب، فالقصر كان دائما يشهر الفيتو في وجهنا"، لكن الملك محمد السادس فك الحصار عن الشمال على أكثر من مستوى. أولا أصبحت المنطقة من الوجهات المفضلة للملك لقضاء إجازاته، وهذا أمر كان له الصدى الكبير وسط الساكنة، وكانت انعكاساته مهمة على الاهتمام بالمنطقة وعلى عقلية القائمين على الأمور والمسؤولين.

وحسب المقربين من البلاط، إن الملك محمد السادس أضحى يقضي جزءا من إجازاته، ولو 3 أيام بالشمال إن تعذر أمر قضاء الإجازة كاملة؛ يمارس خلالها الملك رياضته المفضلة، الجيت سكي، وللتجول رفقة زوجته وولي العهد. وهذا يعد شكلا من أشكال المعاينة غير المباشرة لورش ميناء طنجة العزيز على قلبه.

قضى الملك محمد السادس بعض إجازاته بمنطقة الشمال، وهي المنطقة التي لم يكن والده يقضي بها إجازته. وإجازة الملك محمد السادس بهذه المنطقة، (لاسيما طنجة وتطوان) ظلت تكتسي أهمية بالغة باعتبار أن محمد السادس ظل يرعى مشروع ميناء طنجة عن قرب ويتابعه باستمرار، وباعتبار حرصه على أن أولى البواخر يجب أن ترسو بالميناء مع حلول سنة 2007.

وكانت أول خطوة قام بها الملك بالنسبة للشمال بمجرد اعتلائه العرش هو توقيع الرباط لشيك مبلغه 1.5 مليار أورو (16 مليار درهم) المخصصة لمشروع ميناء طنجة ومنطقته الحرة.

العطلة الملكية بأغادير

من المدن التي يقضي بها الملك محمد السادس عطلته مدينة أكادير، إذ يستقر بالقصر الملكي المشيد هناك غير بعيد عن شاطئ المحيط الأطلسي، الذي لم يكن يعمره والده الملك الراحل الحسن الثاني، لاسيما وقد تناسلت حوله إشاعة احتلاله من طرف الجن.
هناك بأكادير دأب الملك محمد السادس على الخروج من الباب الخلفي للقصر الملكي المطل على الشاطئ والمحيط ويتجه نحو البحر ليغطس غطسة قبل الانطلاق على "حصانه البحري" الأزرق لممارسة رياضيته المفضلة الجيت سكي، وغالبا ما كان يخرج من القصر صباحا وحده، ولا يرافقه حراس الأمن الذين يظلون بعيدين عنه يحرسون الجانب الخلفي للقصر الملكي من بعيد.

وهذا ما يؤكد من جديد أن رياضة الجيت سكي ظلت تلعب دورا كبيرا في اختيار مكان قضاء العطلة الملكية السنوية. حيث دأب الملك محمد السادس على تخصيص جزء مهم من إجازاته الصيفية لقضاء فترة بالشاطئ تتوزع بين الشمال (تطوان والمضيق) والجنوب (أكادير).
وحسب مصدرنا قد لا يكون غريبا أن يفكر الملك محمد السادس في قضاء جزء من إجازته بإفريقيا، لاسيما في المناطق الشاطئية، لممارسة الجيت سكي. وفي هذا الصدد سبق لأسبوعية "المشعل" أن نشرت أن الرئيس السينغالي سبق له أن وهب للملك قطعة أرضية على شاطئ البحر بمدينة "دكار" لتشييد إقامة صيفية، تماشيا مع ميول جلالته لشغفه الكبير بالحصان البحري (جيت سكي).

الملك والرياضة في العطلة

إذا كان الملك محمد السادس دأب على ممارسة جملة من الرياضات على امتداد السنة، فإنه يخصص حيزا مهما من إجازته للتمتع بالتعاطي لبعضها.
ومن الرياضات التي يحلو له ممارستها الجيت سكي والتزحلق على الجليد والسباحة والفروسية والعدو الريفي.
الأكيد هو أن الملك يمارس الرياضة على امتداد السنة رغم ثقل أجندته اليومية. وقد شوهد مرات عديدة خارجا من مسبح "داوليز" على ضفاف واد أبي رقراق بالرباط في الصباح، ليلتحق بسيارته بسرعة قبل دخول مكتبه بالقصر الملكي. كما أنه دأب، منذ أن كان وليا للعهد، على قضاء جزء من عطلته الصيفية على ظهر باخرة بشواطئ الشمال (أسمير على وجه الخصوص)، ولم يكن يغادرها إلا لماما لجولة على الشاطئ أو بمدينة تطوان أو طنجة.
ومن الرياضات التي يمارسها الملك من حين لآخر خلال إجازاته، رياضة الغطس في الأعماق، لاسيما في الصيف. وعلى امتداد السنة يمارس جلالته ركوب الخيل، وهو المولع بالفرس الأصيل والجولات على ظهر الخيل، لاسيما في المدن المحتضنة لنوادي عريقة لركوب الخيل والفروسية على الصعيد الوطني (الرباط، فاس، الأطلس المتوسط).

حسب أحد المقربين للبلاط، يعشق الملك محمد السادس التزحلق على الجليد تحت السماء الزرقاء، وفيما بين نوفمبر وأبريل يقضي بعض الوقت رفقة زوجته للا سلمى في إجازات قصيرة ويستقر بإقامته الخاصة الكائنة بمنطقة جبلية تدعى "كورشوفيل" Courchevelles بالديار الفرنسية، وذلك لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، ويبدو أن الأميرة للا سلمى تعلمت هناك المبادئ الأولى لهذه الرياضة.

التزحلق على الجليد

وحسب مصدرنا إن ولع الملك وزوجته بهذه الرياضة دفعهما للتدخل حتى يتمكن المغربي سمير أزيماني من تمثيل المغرب في الألعاب الأولمبية الخاصة بالتزحلق على الثلج، وهو من وسط فقير لا يقوى على تحمل مصاريف هذه الرياضة.
وقد ازداد ولعه وتعاطيه لهذه الرياضة مع تعاطي الأميرة للا سلمى لها والتي خصصت لها وقتا كافيا لإتقان مبادئها الأساسية بمساعدة أساتذة متخصصين في المجال، أجانب ومغاربة.
وعموما يمارس الملك هذه الرياضة في إجازات قصيرة خاطفة بين شهري أبريل ونوفمبر.

قضاء العطلة قرب الملك

منذ أن اعتنى الملك محمد السادس بالشمال، وخصوصا مدينة طنجة ودأب على قضاء جزء مهم من إجازاته بها، عرفت المدينة انتعاشا سياحيا داخليا، وشجعت الأخبار والحكايات المتعلقة بتنقلات الملك في شوارعها العديد من المغاربة على قضاء عطلهم بها.
وفي الحقيقة لم تكن طنجة المدينة الشمالية الوحيدة التي انتعشت فيها السياحة الداخلية بفعل تواجد الملك بها. فالشواطئ الممتدة بين سبتة السليبة وطنجة مرورا بتطوان، شهدت هي الأخرى انتعاش السياحة الداخلية أكثر من السابق لمعاينة الملك وهو يمارس رياضته البحرية المفضلة بها، كما أن مجموعة من الوزراء والموظفين السامين وكبار رجال الأعمال وأثرياء البلد اقتنوا إقامات بتلك المناطق لقضاء عطلهم قرب الملك، علما أن هؤلاء في عهد الملك الحسن الثاني كانوا يقضون عطلهم بمدينة إفران باعتبارها المدينة المفضلة للملك الراحل آنذاك.
ومنذ أن بدأ الملك محمد السادس يقضي جزءا من إجازته بالشمال استرجعت مدينة طنجة بعضا من ماضيها بعد أن عانت سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش.

بساطة الملك في إجازاته

عرف عن الملك محمد السادس استحسانه للبساطة خلال إجازاته الصيفية، ولا عجب في هذا، إذ أنه منذ كان وليا للعهد دأب على إتباع - خلال إجازاته - نمط عيش عاد في مظهره ومتحرر من طقوس وقواعد وإكراهات البروتوكول المخزني. وقد ظهر هذا الأمر بجلاء عندما كان يقضي جزءا من إجازاته الصيفية على ظهر اليخت الملكي بمنطقة الفنيدق أو المضيق بشمال المملكة. وهذا ما عاينه الكثير من المصطافين من الفئات الشعبية. خصوصا وأن يخت جلالته كان دائما يرسو قريبا من إحدى الشواطئ الشعبية بعيدا عن الشواطئ الخاصة المحروسة، ولهذا أصبح آنذاك شاطئ سانية الطوريس (وهو شاطئ طبيعي غير مهيكل آنذاك) قبلة لأبناء الشعب رغم افتقاره لأدنى التجهيزات الضرورية ما عدا بعض الباعة المتجولين.

وكان اختيار الملك (ولي العهد آنذاك) لتلك المنطقة لقضاء بعض أيام إجازاته الصيفية على يخته، بعيدا عن الفنادق وعن الإقامة الصيفية الملكية، سببا في الاهتمام بها والتهافت عليها من طرف المستثمرين الذين تحركوا بسرعة وفي وقت وجيز جدا لاقتناء الأراضي بها قصد إقامة مشاريع سياحية كبرى، من قبيل مشروع "مارينا سمير" وغيره، وهكذا أصبحت المنطقة من الفضاءات السياحية الراقية جدا، احتكرها الأثرياء، المغاربة منهم والأجانب، لاسيما منهم الخليجيين.

إقامة كابيلا

من الإقامات التي يقضي بها الملك بعض إجازاته الصيفية، الإقامة الملكية الصيفية الكائنة بين سبتة المحتلة ومدينة تطوان، بالمكان المعروف بكابيلا.

ومن المعلوم أن هذه الإقامة الملكية الصيفية لعبت دورا جوهريا في إعطاء الانطلاقة لحملة التطهير التي حصدت بعض أباطرة المخدرات بالشمال وجملة من المسؤولين الكبار المتواطئين معهم، وذلك في بداية شهر غشت سنة 2003.

ففي كابيلا، يملك أغلب أثرياء ووزراء ورجال أعمال المغرب إقامات، إلى حد أن أحد الصحفيين قال: "في الصيف يستقر أكثر من 50 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب بكابيلا لقضاء العطلة".

في ليلة 3 غشت 2003 شب نزاع بين عناصر عصابات تهريب المخدرات بالقرب من الإقامة الصيفية الملكية بكابيلا، وشاءت الظروف أن يكون الملك محمد السادس متواجدا بها آنذاك الشيء الذي فرض على رجال الأمن الاهتمام بجدية بالنازلة، وهكذا كانت انطلاقة أكبر ملف في مجال المخدرات وكان المدعو منير الرماش بطله الأول. هذا الأخير الذي قال عنه أهل المنطقة كان يسمى نفسه "ميم سبعة" ويتنقل على سيارة مرسيدس شبيهة بالسيارة التي يقودها الملك، كما كان يمارس الجيت سكي بشواطئ الشمال باستعمال "حصان بحري" أزرق فاقع اللون. وبعد ذلك انكشف أمر تواطؤ جملة من المسؤولين الكبار مع الرماش، أكثر من 30 شخصية منهم قضاة وضباط أمنيون ورجال أعمال من أغنى أهالي المنطقة.
هكذا كانت انطلاقة هذا الملف، الذي ظل من الملفات المرجعية الكبرى في مجال الحملات التطهيرية، من القرب من الإقامة الملكية الصيفية بالشمال وذلك بفضل تواجد الملك فيها بكابيلا.

الإجازات بعد المهام الرسمية

من الملاحظ أن الملك محمد السادس قرر أكثر من مرة قضاء بعض أيام إجازته بعد القيام بزيارته الرسمية لبعض البلدان، كما هو الحال بخصوص زياراته لآسيا وأمريكا وأوروبا، وهذه العادة لم ترتبط بمرحلة ملكه وإنما دأب على ممارستها منذ كان وليا للعهد.

ففي صيف 1980 قام جلالته، وهو ولي للعهد، بتكليف من والده بجولة رسمية ضمت جملة من البلدان الإفريقية، وقابل خلالها لوبود سيدار سنانغور، رئيس السينغال، وأحمد سيكو توري الرئيس الغيني، وفليكس هوفيت بوانيي رئيس ساحل العاج، وأحمد أحيجو رئيس الكاميرون، وشيهو شانغاري الرئيس النجيري.

وبعد تسليمهم خطابات والده الملك الراحل الحسن الثاني، قضى الملك محمد السادس (ولي العهد) آنذاك فترة استجمام قبل عودته إلى المملكة.

وهذا ما وقع كذلك عندما ترأس الوفد المغربي المشارك في القمة السابعة لدول عدم الانحياز المقام في الربيع 1983 بنيو دلهي بالهند، وفي خريف 1989 عندما متل جلالته والده الملك الراحل الحسن الثاني في تشييع جنازة الإمبراطور الياباني هيرو هيطو، وفي شتاء 1996 عندما سافر إلى نيويورك لتدشين مكتب المجلس المغربي الأمريكي للتجارة والاستثمارات.
ولازال الملك محمد السادس يمدد أحيانا زياراته الرسمية لبعض البلدان الأجنبية بإضافة بعض الأيام يقضيها هناك كإجازات قصيرة. وهذا ما وقع باليابان وفي بعض دول أمريكا اللاتينية، حيث ظل بها أياما بعد نهاية زيارته الرسمية. وفي هذه الحالة غالبا ما يقيم بالفنادق. وحسب مصدرنا يكثر الملك في هذه التمديدات من التجول بالسيارة التي يقودها بنفسه.

إجازات ولي العهد

قبل اعتلائه العرش كان الملك محمد السادس (ولي العهد) في مرحلة الشباب المبكرة غالبا ما يقضي إجازاته رفقة أشقائه بالخارج، لاسيما بفرنسا وإيطاليا وأحيانا نادرة بإحدى بلدان أووربا الشرقية.

ومن المعلوم أنه في عهد الملك الراحل الحسن الثاني كان الأمراء والأميرات يقضون إجازاتهم الصيفية رفقة والدتهم للا لطيفة بأوروبا (إيطاليا أو فرنسا)، في حين كانت والدة الملك الراحل، وجدة الملك محمد السادس المرحومة للا عبلة، تقضي أحيانا إجازاتها بأوروبا الشرقية.
وخلال إجازاتهم خارج المغرب، كان الأمراء والأميرة يتناولون وجباتهم في المطاعم ويقومون بالتسوق بأنفسهم في المحلات التجارية الكبرى.

وحسب مصدرنا، في مرحلة الشباب أصبح الملك (ولي العهد آنذاك) يقضي إجازاته لوحده بعيدا عن الأسرة الملكية سواء بأوروبا أو أمريكا. وأحيانا كان الأمراء الخليجيين يطلبون من الملك قضاء جزء من إجازاته معهم في جنوب المغرب (لاسيما بمدينة أكادير).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى