الاثنين ٨ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم إدمون شحاده

غنوة للبقاء 

لم يكن غنوة ً للرحيل
شِعرُها العاطر الليلكي
أو يكن طلباً لهروبٍ مرير
في اشتعال المصير
ِ أو سطوراً تهزّ ُ السؤال
تشتكي
من حبيبٍ عصيّ ِ المنال
في مساءٍِ غبي 
إنه صرخةٌ حارقة
لصخورِ الهضاب
والتلال
حينما ترتعش
أو تهزّ الرياح
غضباً صارخاً
لارتباط الزمان والمكان
في بلادي التي تنتشي في تضاريسها
زهرةُ الأقحوان
أنه لحنها المستباح 
من فلول الخريف والشتاء
وبريق الثلوج
حينما تحتمي فوق تلك الجبال
قمم ناصعات
ترتدي الزمهرير
لتعيد المياه التي فجأةً أينعت
 نحو أنهارها وصباباتها
لهفةً يرتديها الخيال
 موعدا لمجيء السؤال
عن معابرها ومساراتها
وإذا ابتعدتْ واحة السلسبيل
عن سراب الرمال
بقي الشعر ذاك الذي لم يجِّف
ناصعاً كحفيف الضباب 
إيهِ يا سحرها
فوقَ صدرٍٍ يئنُّ اشتهاْْء
وإذا اختمرتْ لوحة ُ البيلسان
في ظروف أبت أن تعيدَ السبايا إلى
حقلِها الأخضر اليانع المبتسم
أبرقتْ أرعدتْ ثم جاءَ اللهبْ
حارقاً كلَّ غرٍّ دخيل
وغريبٍ ثقيلْ
وخيالٍ عليلْ
عندها قد يعودُ الندى
لابساً ثوبَه القرمزيّ
ويضيءُ السبيل
فيصيرُ ارتجاف النخيل
غنوةً للبقاء 
 

 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى