الثلاثاء ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

في أربعين منصور الرحباني

غادرنا منذ أربعين يوماً أو يزيد الموسيقار اللبناني الكبير منصور الرحباني، غادرنا هذا العالم الموسيقي بعد أن (خط سطراً في الهوى ومحا ) فهو الذي ومنذ أن رحل شقيقه المؤسس عاصي الرحباني عام 1986 لم يبرح مطرحه الفني المتربع على صهوة المجد الرحباني.

لقد كان الأخوين رحباني وعلى مدى نصف قرن أو أكثر ممسكين بمجد الموسيقا والفن في الوطن العربي، وليس في لبنان فقط، فقد كانا أكبر وأوسع من خريطة لبنان الصغيرة، لقد تجاوز منصور ومعه عاصي الجغرافيا، ليدخلا التاريخ من أوسع أبوابه، فقد خلدتهم ألحانهم وكلماتهم العذبة التي عرفت فيروز كيف تتعامل معها وبها ليكون هذا الثلاثي عبقرية المشرق العربي بلا منازع، غناءً وموسيقاوكذلك مسرحاً غنائياً ما زلنا ننهل من معينه الذي لا ينضب، فمن مسرحية، آخر أيام (سقراط) إلى (أبو الطيب المتنب) ومن ثم (ملوك الطوائف) إلى (النبي) و(زنوبيا) لتكون آخر مسرحياته تلك التي ما تزال تعرض على مسارح بيروت (عودة طائر الفينيق).

لقد استطاع الراحل منصور الرحباني في إطار الرحبانية كمدرسة للفن والعشق، والموسيقا، والغناء العربي، أن يرسم إبداعاً قل نظيره، وأن يخط سطراً لن يمحى على مدى العصور، ففي البساطة والنزول إلى قلب الشارع، كان الرقي في الفن والموسيقا، وفي السهل الممتنع كان العطاء المتدفق.. لم يكن منصور الرحباني كأي ملحن أو عازف أو فنان، فقد كان، أكثر من ذلك وأكبر.

وكان البحر الذي يشق عبابه الغادي والصادي، وكما قلنا فهو مع أخيه عاصي وزوجة عاصي تلك الفيروز التي ما برحت تتألق، بعد أن بلغت من العمر عتياً، كانوا جميعاً مثالاً للأمل الفني العربي الذي يخرج الواقع العربي من تلافيفه الآسنة، ويضعه في مصاف الحضارة والمسيرة الحضارية الموسيقية الحاضرة أبداً .. والمستمرة أيضاً .. فحق علينا أن نخلد الذكرى وأن نقف بإجلال وإكبار أمام هذا الطود الشامخ الذي غادرنا بالأمس، لكنه لن يغادرنا على الإطلا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى