السبت ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم إدمون شحاده

في البدء

« في البدء
مِن قبل أن كانت بداياتُ الحكايا
أوقبل تراكم الأضدادِ
فوق موائدِ التاريخْ»
ما كان في الآفاق ِغير الحب، غير الحق والحرية
من قبل أن تُبرى أزاميل الحديد الأحمر الوهاجْ
وتحفر القنوات في الأجسادِ
في ضعف البشرْ
هذي الأخاديدُ التي كانت وما زالتْ
شعار الظالمين
قبل انقطاع مواردِ الآهات
ودخولِ ماءِ بحارِ واحاتِ الرمالِ الخارقاتْ
وتصاعدِ القيمِ القديمةِ والحكايا المستقاةِ
من الخرافات المطلةِ
في الدروب المظلماتْ
وعلى الرمالِ الحارقات
وعلى العيونِ الباقياتِ من الجليدْ
كانت مراكبُنا
المرفوعةُ الأعلامِ في صخبِ المحيطاتِ
تغني للعواصف والرياحْ
كانت معاً
ترسو على قممِ النجومِ الراجفاتِ من الأرقْ
كانت لنا أوهامُنا.. أحلامُنا
وسرابُنا المحبوس في قمم المصيرْ
 
من قبل أن أجتازَ مرحلة الصبابةِ
مع ملذاتِ الخطايا والإناثِ المفعاتِِ
بكلِّ أنواعِ الجمالِ..الحسنِ..
واللهفاتٍ والصدرِ الحنونْ
وذروة الشهقات في وادي الجنونْ
أصبحت لا ألوي على شيءٍ
سوى وهم السعادة والألم
أصبحت لا أقوى على ظِلِّي أنا
وعلى معاقرة الهموم بواحتي العمياء
ضاعت كلُّ أحلامي شعاراتي..
غيوم المستحيلْ
من بعد أن واجهت لونَ الزمهرير
واحهت سحرَ العاصفةْ
وإلى دروبِ الموعدِ الآتي اتجهتْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى