الثلاثاء ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم سلوى أبو مدين

في الزحام

1 . في الزحام

أيُّها العطشى
أعطوني ماءكم لأرتوي
لن أعلّق
الفرح فوق صدري
سأدحرجه ككرة
ثلج
لا نجوم تلوّن
سقف السماء
لا ماء في البحر
لا أحبار تملأ الكتب
هناك
أرقٌ متدلًّ !
سياج من التعب
جرح مشتعل
دخان طويل
مستلقٍ فوقَ
خاصرة الأرق

2 . انشطار

كَمْ مِن لوحةٍ ناحت
بدموعها
على أرصفةِ البرد
رغبةٌ محنطة
حذاء خلع تعبهُ
خلفَ باب باكٍ
لثرثرة هذا الخريف
فاتحة رعشتي
قاسيةً
حشود الذكرى!
تداهمني
تمزق الصفحات العتيقة
للحظةٍ
أستعيد قصاصة مرقعة
بحسرتها
في ليلٍ عارٍ
سيتساقط الفقراء
بغزارةٍ كالمطر
مثل الرصاص
سيهديهم أمنية
مرتقة .. وكفن
ومساحة بالكاد
تكفي أجسادهم

3 . محاكمة

كتب "جون وليامز "
ذاتَ رسالة :
" ما فائدة الدنيا الواسعة
إذا كان حذاؤك ضيقاً " ؟!
بطاقة لتوقظ البياض فينا
مذ كبر وهو
لا يكفُ
عن الصراخ
لا فائدة لثورته
واحتجاجه
سيخرج عارياً
بظهره المقوس
سيطبقُ شفتيه

ــ التاريخ المقلوب ــ

الفروض اليومية
تتوالى
الصمتُ بصوته
الجدل البارد
بأسنانهِ الحادة
حزمة ضوء
جرحُ طفلة
لا تكفُ
عن الثرثرة
ما من بدايةٍ
الأجنحة الورقية
ملامح الارتطام
قربَ سور
قلبي
كزجاجٍ جارح
المساءُ الضيّق
أوراق اللعب
المقهى الذي اعتاد
على خلافاتنا
وسعالنا

"كافكا "
يلون العالم بالسواد
القهر هزمه .. كسره
ولا نهاية ليأسه!
مَن سواها
الأيام تنثر
غبارها في وجهي؟
ولا أحدَ يمسحه .
الجرح بقميصه
الفضفاض
يطلق ضحكة مُنتحبة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى