الأربعاء ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
محمد جابر بطل (سندريلا) والشامي كومبارس
بقلم سعداء الدعاس

قراءة نقدية في عرض سندريلا

لا تتاح الفرص الفنية إلا للقليل من المجتهدين وبعض المحظوظين أيا كان سبب ذلك الحظ. غير أن من ينعم بها- سواء كان مجتهدًا أم محظوظـًا - نادرًا ما يُحسن استغلالها. وفي عرض) سندريلا(مُـنحت مخرجته (بتول عرفة) فرصة لم تـُمنح لغيرها، لتقديم عرضها الجماهيري الأول، فإلى أي مدى وفقت في ذلك؟

من أين تؤكل الكتف؟

تؤمن (عرفة) بأنها حصلت على (فرصة العمر) كما أشارت في كثير من المناسبات، فالدكتور (أشرف زكي) لم يكتف بمنحها إحدى خشبات مسرح الدولة فحسب، بل منحها امكانات مادية جيدة لتقديم مسرح الطفل الذي تخوضه للمرة الأولى، معتمدًا في ثقته هذه على تجربة مسرحية بسيطة متوجة بجائزة واحدة، قياسًا بتجارب شبابية تعج بالجوائز وتحلم بتقديم عروضها في مسارح الدولة!

لكن (عرفه) أدركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، واستعانت بمن يعينها عليها، وقد أصابت في بعض تلك الخيارات ولم تصب في بعضها الآخر، ولعل أبرز من وفقت المخرجة باختيارهم كان مصمم الديكور (محمد جابر) الذي استطاع خلق صورة استلطفها جمهور الأطفال، ومصممة الأزياء دينا)الهواري(التي قدمت أزياء متسقة مع حالة العرض، بألوان بسطية بعيدة عن البهرجة.

أما اختيار مصمم الرقصات د. عاطف عوض فنستطيع أن نصفه بالاختيار الذكي، فهو بجانب عمله الابداعي، يشغل منصب مدير المسرح العائم الصغير، الذي أقيم عليه العرض، مما يحقق مكسبا - فنيا / إداريا / انتاجيًا - للعمل، يشير إلى مخرجة تعرف من أين تـُؤكل الكتف!

وبصرامتها ودقتها التي أعرفها عنها تصدت (بتول عرفة) للعرض من الألف للياء، كونها تنتمي للمدرسة الكلاسيكية التي يقوم فيها المخرج بجميع الوظائف، لدرجة أنها أفضت لي مرة أنها قامت باختيار خامات الملابس بذاتها، ورغم إيماني بأنها مسؤولية آخرون يختارهم المخرج لذلك، إلا أني بلا شك أحترم فيها اخلاصها الشديد للعمل الذي تتصدى له.

لكن الاخلاص – على ما يبدو – غير كفيل بصناعة عمل متكامل، والسبب في نظري يعود لمسألة الاختيار أيضا، الذي ورط العرض في اشكالية تربوية من جهة وفنية من جهة أخرى!

أول القصيدة كفر..!

لا يخفى على أي منا أن حكاية (سندريلا) التي تنتمي للتراث الحكائي الغربي، ترسخ قيمة (الشكل) لدى الطفل، فهي تنادي بضرورة اهتمام الفتاة بشكلها حتى تـُعجب)الآخر(ممثلا بالأمير الذي يستعرض فتيات المملكة لاختيار عروسه من بينهن، في عودة صارخة لزمن الجواري والعبيد! وفي دعوة صريحة إلى أهمية اعتماد الفتاة على جمالها للوصول إلى أهدافها.
كما أن القصة ترسخ قيمة الكره والحقد بين الأخوة من منطلق الغيرة التي سيطرت على الاختين (غير الشقيقتين) بتحريض من والدتهما (زوجة الأب).

في ظل كل هذه القيم المتدنية تصبح حكاية سندريلا غير قابلة للعرض أساسا، ولجمهور الأطفال والمراهقين خاصة، فهي - إضافة لابتذالها للأنثى وتكريسها للعداء بين الأخوة - مثال سيء للتقاعس والتخاذل والاستسلام الذي سيطر على البطلة لحين ظهور الساحرة التي تحل لها جميع مشاكلها (التافهة) المحصورة بفستان وعربة!

لكن (أحمد عبدالرازق) اختار سندريلا ليقدمها للطفل، و(بتول عرفه) اختارتها لتعرضها له، فما هي غايتهما؟ وكيف قدماها؟

تأليف أم إعداد!

حين سألت زميلتي (بتول) قبل حضوري للعرض عما إذا كانت تقدم الحكاية ذاتها أم لا، أكدت لي: "سأقدمها برؤيتي الخاصة ".

وحضوري جاء من هذا المنطلق لأني لا أجرؤ على إصطحاب طفلي ذو الخامسة لمشاهدة مسرحية أعلم مشاكلها التربوية، شخصيًا حين أقرأ له حكاية من القصص العالمي، أضيف وأعدل على ما هو مكتوب قبل أن أتلفظ به، فما بالنا بعرض يحمل رؤية مخرج وفكر كاتب!

تناول (عبدالرازق) القصة الأصلية بتصالح كبير مع مضامينها السابقة، مضيفا عليها مجموعة من الحوارات التي صاغها بالعامية المصرية.

مما يجعلنا نتساءل عن سبب كلمة (التأليف) التي سبقت اسم (عبدالرازق)؟! فالنص كما بدا لي ليس أكثر من مجرد (إعداد) مسرحي للقصة العالمية، أنه إعداد (شكلي) لم يتجاوز الأطر الفنية المسرحية المعروفة (فصول / مشاهد / حوار..إلخ) أي أنه لم يتعداه إلى الفكر والمضمون!

يحضرني هنا عرض (أمير الخيال) للكاتب يعقوب الشاروني الذي قدم نفسه كمعد رغم أنه تناول الأسطورة بصياغة درامية مختلفة، احترامًا منه للبذرة الأولى للعمل الأصلي، وهي مسألة يندر الاهتمام بها في معظم عروض مسرح الطفل.
وبالعودة للعرض المسرحي، فإن المعد (المؤلف!) احتفظ بالخط الدرامي للقصة المتفرع في اتجاهين، حياة سندريلا (فوزية) الفتاة المسكينة بملابسها الرثة، وحياة القصور التي يعيشها الأمير (أحمد الشامي) المشغول بفتاة أحلام يختارها دون وصاية من والده الملك (يوسف داود)، وفي ظل ذلك يبرز عنصر السحر ليذلل العقبات التي تعوق سندريلا عن حضور الحفل الذي يختار فيه الأمير عروس المستقبل. وقد ظهر مشهد الحفل بصورة فجة، حيث زجت المخرجة بفتيات الاستعراض ليقمن باقناع الوزير (علاء مرسي) بصلاحيتهن للزواج من الأمير، فواجههن الوزير بالاستهزاء بألفاظ وحركات غير لائقة، مستجديًا في ذلك ضحكات الأطفال الأبرياء.

ورغم أني أرفض التطرق لما (يـُـفترض أن يكون) إلا أن العرض (ما هو كائن) تناسى أن لمسرح الطفل حدوده التربوية التي يجب احترامها، فتمنيت أن يتكبد النص، ومن بعده العرض، مشقة تعديل أو إلغاء بعض المفاهيم السيئة، كمفهوم السحر الذي يعد من أخطرها رغم تناوله في معظم عروض مسرح الطفل، باعتباره الحل الأمثل لجميع الأزمات التي تواجه الانسان، مما يكوّن لدى المتلقي (الصغير) قناعة تراكمية بضرورة اللجوء للسحر والشعوذة لتحقيق الأماني كما حققت الساحرة لسندريلا أحلامها!

في حين أنه من السهل على المؤلف، ومن بعده المخرجة إيجاد حلولا بديلة عن الساحرة مثل اللجوء لـ (أصدقاء، حيوانات أليفة) لمساعدة سندريلا في إتمام فستانها (على افتراض قبولنا لهذه الحاجة الملحة للظهور بشكل لائق أمام الأمير).
كما كنت أنتظر أن أجد سندريلا تمسك كتابًا واحدًا لتخلق منه ونيسها وسندها في حياتها التعيسة، لكن العرض قدمها ساذجة، كل ما ترغب به أن تظهر جميلة في نظر الأمير فقط.

التأثيرات السلبية!

تمتاز عروض مسرح الطفل عن سواها بأهمية تظافر القيم الفنية والتربوية، على ألا يتحول العرض المسرحي إلى درس مباشر عن تلك القيم. فالمسرح بالنسبة للطفل وسيلة مؤثرة وفعالة في تشكيل مفرداته وسلوكياته أحيانا بناء على قدرة العرض على التأثير.

وبما أن المخرجة استطاعت شد انتباه (الطفل) طوال العرض تقريبًا وهو ما يحسب لها بلاشك، عبر وسائل (بصرية) مبهرة، إلا أن ذلك التميز البصري قد يؤدي إلى نتيجة عكسية في ظل القيم السيئة التي يرسخها العمل – كما ذكرنا سابقا- خاصة فيما يتعلق بالسلوكيات والمفردات.

فأن يبتعد العرض عن الجو المدرسي المباشر لا يعني أن يقترب من جو الشارع كما برز ذلك في المفردات التي احتوتها لغة العمل مثل: "حِمير، حمار، حمّارين، ياروح أمك، اللمبي".

ورغم يقيني التام بالدور الذي قد يلعبه الممثل في إضافة بعض المفردات التي لا يعي سوء تأثيرها على المتلقي، ويقيني الكامل أيضا بأن الزميلة (بتول عرفة) لا تقبل بالمفردات السابقة، إلا أن ما لفت انتباهي، أن هناك مفردات مسجلة مسبقا عبر الأغاني التي تضمنتها المسرحية، مثل: (مقرفة، غبية، كسولة، تخينة)، وهي بلا شك مفردات ترسخ فكرة أفضلية المظهر لدى الجمهور الصغير، بالاضافة إلى أنها تضيف لقاموسه اليومي صفات قيمية سلبية!

نجم يتقن الموت على خشبة المسرح!
لست ضد استغلال نجومية البعض في تقديم عمل فني لضمان استقطاب أكبر قدر من الجمهور، ولست ضد أن يكون النجم وسيلتنا لإيصال معلومة جيدة للطفل لكن مطرب فرقة (واما) أحمد الشامي، يجعلني أعيد النظر في هذه النظرية.
جاء أداء (الشامي)، أشبه بلعب الماريونيت التي تحركها خيوط معلقة في سقف المسرح، وفي لحظات أخرى كان يقف كجثة متكئة على بانوه. يداه متدليتان للأمام ويتحدث بوتيرة واحدة ومن طبقة واحدة لا تؤثر فيها المواقف المسرحية على الإطلاق، فلا نستطيع تمييز حزنه من فرحه!

ورغم أنه مطرب (كما يـُفترض) إلا أن صوته جاء نشازا بمخارج حروف غير واضحة، وكان يحتاج إلى حمل لافتة يكتب عليها(الممثل يُغني) بسبب سوء متابعته لكلمات الأغنية المسجلة، وهكذا الحال بالنسبة لـ (علاء مرسي) الذي حاول أن يتدارك نسيانه للعديد من الجمل اللحنية دون جدوى، رغم أنه وفق في أداء دور (الوزير) إلى حد ما.

ورغم عدم إيماني بفكرة الاستعانة بعارضة أزياء، أوملكة جمال (أيا كانت التسمية) في عرض مسرحي للأطفال..باعتبار العارضة نموذجًا سيئا ينمي في الطفل فكرة الاعتماد على المظهر (استعراض الجسد) في الحياة المهنية، إلا أني فوجئت بـ (فوزية) وهي تؤدي دور السندريلا، فرغم أنه عملها الأول إلا أنها أجادت أداء الدور في حدوده المعقولة مستفيدة من تعليمات المخرجة التي كثفت من بروفاتها مع (فوزية) لتحسن من أدائها – كما علمت- وقد نجحت (بتول) في ذلك، بل أن (فوزية) جاءت بمستوى أفضل من المتوقع، حتى في تجاوبها مع كلمات أغاني المسرحية التي لم تؤدها بصوتها، ساهم في ذلك التجاوب، اختيار المخرجة لصوت تميز بدفء تناسب وملامح (فوزية) الهادئة، كما تناسب وشخصية سندريلا بنقائها وعذوبتها، وإن كنت أتمنى ألا يُبخس حق المطربة في كتابة اسمها ضمن فريق العمل.
أما زوجة الأب وابنتاها فأعتقد أنهن الأكثر تميزًا على مستوى التمثيل، ساهمت المخرجة في تميزهن حين أضفت على أدائهن الطابع الكاريكاتوري الذي تماشى مع أمزجتهن المتقلبة، وتعاملهن الفض مع سندريلا، أخص هنا الممثلة المميزة (إيمان السيد) إحدى خريجات ورشة مركز الإبداع الفني، والفنانة (نهير أمين) التي أدت شخصية زوجة الأب.

جابر والهواري، معادلة ناجحة

أبرز ما تميز به عرض (سندريلا) عنصري الديكور والأزياء، فقد شكلا صورة جميلة، وأنيقة على غير المعتاد في مسرح الطفل، حيث شاهدت العديد من العروض التي شُوهت بفعل أزياء مهترئة، وقطع ديكور مفككة تعثر بها راقصي الاستعراضات، ناهيك عن الألوان الصارخة التي تحول الممثل إلى مهرج على خشبة المسرح، لكن في (سندريلا) قدمت دنيا الهواري أزياء بسيطة معبرة عن حالة الشخصيات، دون مبالغة، أما ديكور محمد جابر فقد اعتمد فيه على التبديل السريع والعملي متنقلا بنا ما بين الأجواء الفخمة للقصر الملكي، والبساطة التي ميزت منزل سندريلا خاصة غرفتها الوضيعة، لكن المخرجة لم تستغل جميع أجزاء الديكور فظلت الشرفة (الفخمة) مركونة في إحدى زوايا المسرح بلا استخدام طوال العرض باستثناء مشهد فاتر صمم خصيصا لخدمة (المطرب) أحمد الشامي وليس (الممثل) بدور الأمير، حيث اعتلاها (الشامي) في إحدى أغانيه التي وجهها لجمهور الصالة مخاطبا فئة صغيرة بدت كأنها (مأجورة) جاءت لخدمة نجوميته عبر الصراخ والتهليل في كل مرة يخرج فيها (الشامي) على خشبة المسرح؟!

على الرغم مما سبق، إلا أن مجرد التعاون مع (محمد جابر)، منح العرض بريق اللحظة الأولى الذي يسعى له العديد من المخرجين، كما أن إنزال عربة سندريلا من الأعلى كان موفقا جدا وحقق عنصر المفاجأة، خاصة وأن العربة كانت أنيقة ومبهرة أشبه بعربة سندريلا في رسومات الأطفال. مما يؤكد على نجاح المخرجة في خلق صورة (كارتونية) محببة لقلوب الأطفال الذين بدوا مبهورين بالعناصر المرئية لولا العطب التكنولوجي الذي أصاب الفيديو بروجكتور، الذي استخدم كحل اخراجي لعملية تحويل سندريلا من حالة الفقر إلى الغنى، ورغم تفهمي لرغبة المخرجة بخلق تنوع بصري لدى المتلقي عبر استخدام وسائط فنية أخرى، وهو أمر يحسب لها، إلا أن الخبرة القصيرة والحماس أحيانا يفقدان المخرج الجانب العملي، فالمادة الفيلمية التي أخرجها (كريم أبو زيد) قد تعطلت، وبدت كلمات سندريلا والساحرة غير واضحة ومتقطعة.
لا يمكن تجاوز الدور الذي لعبته الاستعراضات في الحفاظ على إيقاع العمل، حيث جاءت استعراضات (د. عاطف عوض) متناغمة ومتنوعة بناء على تنوع ألحان (كريم عرفة) التي تجاوبت مع حالة الشخصيات مع الحفاظ على سرعة الإيقاع بجمل لحنية سلسة استقاها الملحن من سلاسة الجمل الشعرية للشاعر (حسام طنطاوي) لولا سلبية بعض المفردات، كما ذكرنا سابقا.

بالإضافة لهذه المزايا، لابد من الإشادة بقدرة المخرجة على تكثيف العرض زمنيًا حيث لم يتجاوز الساعة والربع، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة الاستراحة التي لم تزد عن عشر دقائق، وهو ما يتناسب واستيعاب الطفل الذي ظل يتابع العمل بتفاعل كبير إلى نهايته، وهو ما لم أتلمسه في معظم عروض الأطفال في مصر، والتي تتجاوز الساعتين عادة.

استراحة الأذان!

تساهم مدة الاستراحة في عروض الاطفال، في استرخاء الطفل ذهنيًا، وتلبية لحاجاته الضرورية، كما أنها مدة مهمة لاسترخاء الممثل أيضا، خاصة ممثلي الاستعراضات الذين تواجدوا في غالبية المشاهد تقريبًا، لكن المخرجة استغلت – بذكاء- فترة الاستراحة في وقت تزامن وأذان العشاء، في ظل حالة المسرح العائم الصغير (المكشوف) والذي يقع على بعد أمتار قليلة من المسجد المجاور.

أحترم توجه المخرجة الديني وذكائها في تلافي الاشتباك بين الأذان والعرض المسرحي، لكن ما وجدته غريبًا بعض الشيء، أن يقف الممثلين وهم يؤدون أدوارهم لينتظروا انتهاء إقامة الصلاة، رغم أنهم لم يكونوا في حالة غناء أو رقص حتى يتوقفوا لحين انتهاء الاقامة، واذا أصرت المخرجة على ذلك فلا أعرف لماذا لم يتم زيادة مدة الاستراحة لتشمل الاقامة وبالتالي تكون حققت هدفها الديني دون توقف العمل.

وإن كنت أجد أن تجميد العرض المسرحي من إجل (إقامة الصلاة) توجه يتناقض مع فكرة اختيار ملكة جمال /عارضة أزياء لتكون نموذجًا يقدم للطفل، خاصة وأني أعلم – شخصيًا – أنها اختيار المخرجة دون أية ضغوط انتاجية.

رغم الهفوات

ابداع (محمد جابر)، واتقان (دينا الهواري)، والتزام (بتول عرفه) كان بامكانه أن يجعل من (السندريلا) من أفضل عروض الموسم السابق، لكن هفوات اختيار بطل العرض، والنص بمضامينه (الكارثية)، أثر على عملية التلقي رغم الجهد الكبير الذي بذلته (المخرجة) لتقديم عرض بصري يمتع الطفل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى