السبت ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم
قصاصات من أحزان الوطن
فلسطين
أيا فلسطين عجزٌ صارَ في لغتي | والحرفُ دمعٌ على الأوراقِ ينسابُ |
حيفا ويافا ستبكي اذ أحاورها | وبحرُ عكّا بهِ شوقً لمن غابوا |
والقدسُ تدمعُ، حزنٌ في شوارعها | قد داسَ أرضي خنازيرٌ وأغرابُ |
دعوا ابن أيوبَ مرتاحاً بمرقدهِ | لو جاءنا الآنَ لاغتالتهُ أعرابُ |
فالصمتُ أصدقُ والأفكارُ مرهَقَةٌ | كم باعَ شعراً على الأوراقِ كتّابُ |
من يكتب الشعرَ لا يختارُ، معذرةً | لا يحكمُ القولَ تفكيرٌ وأعصابُ |
جنين
لكِ يا جنينُ من الحروفِ أزاهرٌ | عطريةٌ، والبوحُ عنكِ كتابُ |
فوق السطورِ إذا رسمتُ جمالها | قد بانَ شعرٌ ثم لاحَ سحابُ |
أرضُ الذينَ تنسمت أنغامهم | عن ألفِ أغنيةٍ بها الأطيابُ |
خُصُلاتها تروي حكايةَ أمةٍ | وبشعرها تتزاحمُ الأحقابُ |
بجنينَ نفخرُ أن نسبنا مرةً | ولمجدها تتنافسُ الأنسابُ |
دمشق
دمشقُ أنثايَ تغفو فوقَ كفِّ يدي | ما بانَ حقٌّ بأنصافٍ من الكتبِ |
كيفَ اغتصبتِ أمامَ أعينِ أمةٍ؟ | ماتت كرامتهم إلا من الخطبِ |
ضفائرُ الشِعرِ من رمانِ غوطتها | تغفو خصالك فوق الماءِ والسُحُبِ |
أعصابنا خشبٌ نرثي بها وطناً | ماذا يقالُ إذا الأعصابُ من خشبِ |
ماذا نقدمُ والأسبابُ كاذبةٌ | نكادُ نقتلُ لولا فسحَةُ الأدبِ |
عتابٌ دمشقي
أيا دمشقُ بأعصابي صدى لغتي | فمن نُعاتِبُ حتى نبدأ العتبا |
النفطُ يحكُمنا، والغازُ خدّرَنا | والفكرُ سمَّ، فمن ذا ينقذُ الأدبا |
الشِعرُ شامِيَّةٌ عندي ملامِحُهُ | والحبُّ خَمرٌ لعشقِ الشامِ قد سُكبا |
أين العروبةُ؟ هل أمست بلا أثرٍ | لسانُها الضادُ لكن فعلُها اغتربا |
نحنُ الشراذِمُ ما دعوى تراقُصنا | هل زارنا المجدُ حتى نسكبَ العنبا؟ |
أدمت سطوري دموعُ الحبرِ يا وطني | أبكي أنا الشامَ أم أبكي أنا العربا"؟ |