الأربعاء ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم سعود الأسدي

قصيدة زعيم عربي لمؤتمر القمّة

قصيدة على لسان زعيم عربي [نافط عافط من فعلي نَفَطَ وعَفَطَ] يعي حاله
المهزوم، وحال الوطن العربي المأزوم، سيلقيها في مؤتمر القمّة القادم.
والقصيدة بعد مصادقة كوندوليزا رايس عليها تصلح لأن تكون على ألسنة جميع زعماء العرب والعروبة مع حفظ الأسماء والأنساب والألقاب.

وأرجو القارىء الكريم أن يتسامح معي في المفردات وطول نفس القافية.

****

قَتلتني تلكَ العيونُ السَّواهي
بالذي تحتَ سَهْوِها من دواهي
 
لا اتّساع ُ الجهاتِ يُسْعِفُ قَنْصي
من ظِباءٍ غَدَتْ تُغِذّ تِجاهي
 
لا، ولا قُدْرتي تُحَفِّزُ بأسي
مثلَما كنتُ في زمانِ التّباهي
 
يومَ كانتْ ليَ النّساءُ تُغنِّي
حينَ مَرّي بموكبي وَتُهاهي
 
كنتُ أهْوَى المنام َإذ كنتُ حقّا ً
ألتقي بعضَهنَّ غِبَّ انتباهي
 
فإذا ما فرغتُ من شُرْبِ كأسي
قلتُ: لا كانتِ النساءُ ولا هِي
 
سَفَّهَتْني تلكَ العبارةُ لمّا
جئتُها لابساً رِداءَ سَفَاهي
 
ففؤادي مع النّساءِ ونُطْقي
ضدّ حَوّاءَ والعَدَاءُ وِجَاهي
 
غيرَ أنّ النّساءَ أشجارُ طِيبٍ
تَتَفَيّا بها النّفوسُ اللواهي
 
وشِفاهُ النّساءِ أدنى قَطافـاً
ليسَ أشهَى من طَعْمِ تلكَ الشِّفاهِ
 
أينَ منها طعمُ السُّلاف ِ فَهَلاّ
أُنزِلتْ في الشِّفاهِ بعضُ النواهي

(تصفيق حار من الزعماء)

وجمالُ النّساءِ سِرّ عجيبٌ
لا جمالٌ سِواه يُغْري أنشداهي
 
ليسَ للزّيرعِزْوة عنه كلاّ
وهو تعنو له جِباهُ العَزاهي
 
ودهاءُ النّساءِ عندي شَهِيٌّ
ومثيرٌ فأينَ منه التّداهي
 
وَلجَاهُ النساءِ عندي عظيم ٌ
وضئيلٌ جاهُ الرجال وَجاهي
 
فإذا كيدُهنَّ نفّرَ لَهْوي
فبِأيِّ الآلاءِ عنهُ اُلاهي
 
ألْفُ أنثى عندي وسِفْرُ نكاح ٍ
مستعارٍ من كُتْبِ شاهنْ شاهي
 
والهَوَى إذْ يهبّ يملأُ صدري
فَرَحاً بالرّفاءِ أو بالرّفاه ِِ
 
زادَ عن حَدِّهِ هوايَ فقلبي
واهنٌ بالذي يعانيه واهي
 
والذي جاءَني لِيَمْحَضَ نُصْحي
فهو إمّا مُداهِنٌ، أو مُداهي
 
هَجَرَتْتي غِيْدى فغاضَ سُروري
حينَ كُنْهي أعيا عليه اكتناهي
 
فأنا اليومَ قد غدوتُ حسيراً
مُسْتَجِيراً من عاهَتي بعُتاهي
 
كنتُ أهوى الصِّيامَ لو أنّ خبزي
ليسَ فيه مَنٌّ على أشباهي
 
كنت أهوى الصّلاة لو أنّ دربي
فيه خيـرٌ لتائب ٍأوّاه ِ
 
شَبَقَتْني الحياةُ ذئباً وقدْماً
قَدَّمَتْني كضَيْغَم ٍ جَهْجَاه ِ
 
نَوّهَتْ باسميَ الكريم ِ فلمّا
نُؤْتُ بالعِبءِ جِيءَ بالنّوّاه ِ
 
فأنا مُدمِنُ الشّكاةِ وأبقَى
شاكياً لا يفيدُني استنـزاهي
 
غابَ طَبْعي الأليفُ عنّي كطيفٍ
وسُباتي عليّ جَرّ سُباهي
 
وَنَأتْ عنّيَ البديهة ُلمّا
فقتُ قومي في عُسْرِ فهْم ِ البَدَاهي
 
وكأنّي ما عُـدْتُ أفقهُ لفظاً
من كلام ٍ مُدَوَّن ٍ أو شِفاهي

( تصفيق شديد وهتاف بحياة الزعيم من قبل حاشيته)

وعُفاتي غَفَوْا لَدَيَّ وإنّي
مثلُهُم ْ في تَرَهُّل ٍ وَتَراهي
 
لا خُيولي تُقِلُّني أو طُبولي
تبعثُ الرَّجْفَ في النّجوم ِالزّواهي
 
وقِياني لَدَيَّ تضحكُ جَهْرَاً
من حديثي بجِدِّهِ والفُكاهي
 
نَخِرَتْ فاكهاتُ أُنْسي ونابي
نَخِرٌ غيرُ باهرٍ غيرُ باهي
 
فإذا فُهْتُ بالخطابِ لِشَعْبي
فخطابي للسُّخْرِ في الأفواهِ

( الزعماء ينظرون في وجوه بعضهم بعضاً ويتهامسون )

وضيوفي تعافُ نَقْرَ دفوفي
ووقوفـي لهـم بغير انتباه ِ
 
ولهم لا يُفيدُ ذبحُ خروفي
وسيوفي مرهونةٌ في الملاهي
 
ولقدْ بِعْتُ في القمارِ عَقاري
ومَقاري، وأينُقي، وشِياهي
 
وقصوري قد صُودرت وحقولي
وكرومي وما لها ما يُضاهي
 
وسمائي حَلَّتْ لغير نسوري
وحرامٌ على حقولي مياهي
 
وثراثي مُجَيَّر وحراثي
مِثْلُ وجهي مُعَفَّرٌ غير زاهي
 
وكنوزي محجوزة ورموزي
هيَ مثلي مهزوزةٌ وأُفاهي

(هتافات من الزعماء العرب ألله أكبر ألله أكبر)
( وهنا علا صوت عمرو موسى يقول: يُعاد ! يُعاد ! خالطه تصفيق حادّ )

وغداً سَوْفَ ينضُب ُالنفطُ عندي
وشرابي المُزيدُ بيْ ماءَ باهي
 
وكانِّي بالناسِ تسألُ " أبْهَا "
أينَ أبْهى الحقول ِأم أين " باهي"؟
 
ولعل ّالتاريخ َيَضْرِب ُصَفْحاً
عن" ذُرَىً " مَوَّّهَتْ بغيرِ تَماهي
 
ولقد تقرُعُ العروبةُ سِنّاً
لِمُضيف ٍمدَّ السِّماط َوطاهي
 
صِرْتُ عُطْلاً مكبّلاً بفتورٍ
وقصور ٍعن غايتي وَتَكاهي
 
وكأنّي موظّفٌ وكلامي
تأتأاتٌ مــن تَنْبَلٍ تَيَّاهِ
 
نافِهٌ تافِهُ الثّقافة ِ ضَحْلٌ
صاقِعُ الذّقن ِباهتُ اللون ِفاهي
 
أمضغُ الوقتََ مثلَ مضغيَ قاتي
واُقاهِي بقهوتي مَن يُقاهِي

(تمتقع وجوه أعضاء وفد اليمن من ماضغي القات)

ليس لي غيرُ حَطّتي وعِقالي
وعَبَائي وخنجري ونُداهي
 
أتحاشَى أهليْ أذا نظروني
وجنودي وَوَشْوشات ِالمقاهي
 
وَلكَمْ جبهتي تضيقُ وإنّي
من قِماءٍ يشكونَ ضِيقَ الجباه ِ
 
وسِلاحي مُبَعثرٌ في النواحي
صَدِىءٌ ، خُرْدةٌ لجلْب ِالعَواهي
 
وكلابي كشُرطتي مُقْعِياتٌ
خاسِئــاتٌ تهـرُّ بالإكراه ِ

(ألزعماء ينظرون في وجوه بعضهم بعضاً، ويصادقون على القول بحركة من رؤوسهم عالياً سافلاً)

نزّهوني كما الغمامِ وإنّي
لا شريفٌ ولا من الأنزاه ِ
 
سِرْتُ خَلْفاً وسارتِ الناسُ قُدْماً
وتناهَـى ما بي لغيرِ تناهي
 
إنّني ضائعٌ فيا طـولَ مشيي
في البراري حَفاً وطولَ اعتماهي
 
وأنيني قد طالَ والصّوتُ منّي
في متاهي يصيحُ بي : يا إلهي
 
هات ِ لي إنْ كنتَ تبغي عَزائي
مِنْكَ آهاً تفوقُ في الحزن ِآهي !

( يقف جميع الزعماء مصفّقين إعجابا وطرباً، ويتقدّمون لتهنئة زميلهم على قصيدته
بقولهم: صحّ لسانك ـ برغم تعثّره في الإعراب، ونطق بعض الكلمات بصورة غير صحيحة
وترفع الجلسة لتناول طعام الغداء، بينما يقوم مساعد عمرو موسى يتوزيع نسخ من القصيدة على الوفود المشاركة )


مفردات

1)السُّلاف: الخمور مفردها سُلافة
2) ليس للزير عِزوة عنه: ليس له صبر.
3) العَزاهي جمع عَزْهاة: من لا يميل إلى النساء .
4) شبقتني: تركتني، من قول عيسى عليه السلام عندما صُلب: إلهي! إلهي ! لماذا شبقتني ؟ .
5) ضيغم جهجاه: أسد مزمجر.
6) النوّاه: النوّاح.
7) سُباهي:جنوني.
8) التّراهي: الاسترخا ء والدّعة.
9) أُفاهي :أُفاخر .
10) ماء باهي (باءتي ) ماء شهوتي الجنسية.
11) أبْها : مدينة ازدهرت في الحجاز بأموال النفط.
12) باهي من أشهرحقول البترول في ليبيا.
13) ذرى جمع ذروة :أي مؤتمرات القمامة العربية.
14) السماط :بساط يمدّ عليه الطعام.
15) التّكاهي : التّكاسل والإهمال.
16) نافِه: كليل ذليل.
17)النُّداه :زجر ونهر قطعان الإبل أو الغنم أوالماعز وسواها بمقاطع مثل: هِرْ بـِرْ ، هَبْ هَبْ هَهْ هَه .
18) ضيق الجبهة: كناية عن الغباء.]]

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى