الاثنين ٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم إدمون شحاده

قصيدة ٌ لبقية الحياة

الأرض تنفث ُ نارها من جوفها
أبد الدهور
والصاعدون إلى براكين الحدائق ِ والزهور
يتراكضون ليشربوا نخب َ
العصارات التي انصهرت
بكل قصيدة ٍ خرجت تذيب حديدها وصديدها
وتعيد جدولة المعابر والعبور
في غفلة مما مضى
أو سهوة مما يجيء
ثارت نواطير الأولمب
تناثرت وعلى سفوح جبالها
والثلج يرنو للنجوم وللغيوم ِ
ويعزف اللحن الذي نادت به ِ
أحلام فارسها القديم
أنا من أنا؟
والعين ما عادت تغازل ظلها
والقلب لا يقوى على نبضاته
واللهفة التي حرقت سيوف سنينها
لا لم تعد تتبادل الأشواق مع أفراحها
أو تنتشي مع كل سحر للجمال ِ
وحسن وجه يرسم الحب على شواطئه الغزل
إن أبق لن أبقى على ظهر المكلل سرجه باللازورد
وأظل أفترش الرياحَ
من المساء إلى الصباح
أو فارسي هذا الذي اخترق الضباب بنفخة من صدره ِ
" أو ألحق الدنيا ببستان هشام "
يبكي المهانة إذ أضاع ضميره وظلاله
وحبيبة العمر الذي أفنى رياضَهُ
وهو يعزف لحنها
لحن الهوى لحن الخلود
وهو المكبل بالبشاشة والهشاشة والذبول
آهٍ.. إذا بقيت لديه حواسهُ
وأصابع الأقلام والوجه البديع
ليقول ما لا يستطيع
كانت نواطير الثعالب نائمة
إذ كان شاعرها الملفع بالضياء
يرتاد أركان الدني
بعباءة ذهبية الأضلاع ِكل حريرها
من شرق هذا الأبيض المتوسط الدنيا ..أجل
وشواطئ الغزلان والحيتان والبقر المها
وسراب كثبان الصحارى الغافيات ِ
على رصيف تاريخ الزمانِ ِ
تعيد ألحاناً مضى تاريخها
وتفتت أصداؤها
ولم تعد أي المقامات العتيقة تحتمي بردائها
كم يبقى من عمر الفتى؟
حين الزوابع لا تفي برياحها
كي ينثر الرمل المدلل بالصحارى الواسعات
أو يخرج النفط الذي قد خبأته الساحرات
هل ينتشي بحمامةٍ جاءت تودع عشها؟
أم يحتمي بفراشةٍ
جاءت تفتش عن بصيص الشمعة المشتعلة
كي ينتهي مشوارها الوردي
في ذكرى الصباح .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى