«قهوة وكتاب» عنوان صالون رابطة كاتبات المغرب فرع المحمدية
نظمت رابطة كاتبات المغرب فرع المحمدية يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2023 بمقهى G5 بمدينة المحمدية، صالونًا ثقافيًا تحت شعار "قهوة وكتاب" من خلال قراءات أدبية وفكرية بمشاركة مبدعات ومثقفات تتعدد اهتماماتهن وتخصصاتهن الفكرية والأدبية والإبداعية؛ حيث قدمت كل منهن كتبًا مختلفة العناوين والأجناس الثقافية، إضافة إلى فتح نقاش عام حول العديد من القضايا التي احتوتها الكتب المقدمة.
افتتحت المبدعة الأستاذة فريدة بوفتاس عضو فرع الرابطة بالمحمدية، الجلسة بقراءة متأنية في كتاب "الحريم السياسي: النبي والنساء" للباحثة والكاتبة النسوية المغربية الشهيرة فاطمة المرنيسي حيث أكدت على ما جاءت به الباحثة من أفكار ومواقف نبوية مع نسائه ومع المجتمع الإسلامي في عهده؛ إضافة إلى ما تميز به الفاروق عمر بن الخطاب من مواقف وسلوكات تجاه المرأة، وخاصة صورة حضور هذه الأخيرة في حياة الرسول الكريم، والتي تناقض الصورة التي حاول البعض بعد وفاة النبي تأبيدها والدفع نحو ديمومتها في الزمن خاصة وأنها تختلف كليًا عن الدور الذي لعبته المرأة في حياة النبي الاجتماعية والسياسية وبصمتها الواضحة في حياته بمختلف تجلياتها.
قدمت المبدعة ورئيسة فرع المحمدية للرابطة الأستاذة نجوى مصلية رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، التي أكدت على أنها رواية مهمة ومن بين أجمل الروايات العربية التي اهتمت بالقضية الفلسطينية وقدمتها إلى القارئ العربي بشكل أدبي مختلف رمزي يؤسس لفكرة أخرى غير السائد في مجال الكتابة حول القضية. كما أكدت المتدخلة على أن الرواية المذكورة هي رواية التعبير عن المعاناة، معاناة الإنسان الفلسطيني المهجَّر والفقير الذي يبحث عن لقمة العيش وعن الحياة الأفضل من خلال اختياره الهجرة كسبيل ممكن للخروج من حياة الظلم والقهر والاحتلال الغاشم لأرضه ووطنه؛ وهذا ما يريد من خلاله غسان كنفاني الذي يقدم من خلال كتاب أدبي موقفه من القضية ومن الذين يمثلونها على المستوى الداخلي والخارجي والذين لم يقدموا شيئًا للشعب الفلسطيني المظلوم أو حتى تقدم في قضيتهم المقدسة.
فيما ركزت المبدعة الأستاذة رجاء بسبوسي في تقديمها لرواية "فضل الليل على النهار" للكاتب الجزائري المغترب ياسمينة خضرا، حيث أكدت على أن ما رصده هذا العمل من علاقات إنسانية بين أفراد البلد المستعمر (بكسر الميم) وأفراد الوطن المستعمر (بفتح الميم)، وكيف أن الدين لم يكن عائقًا أمام هذه العلاقات النبيلة بينما لم تقاوم هذه الأخيرة بحمولتها العرقية والدينية والثقافية الحسابات السياسية لبلدين كفرنسا والجزائر. فتداخلت قصص الحب والصداقة والحرب من أجل وطن تنسب كل الأطراف انتماءها إليه.
انتهت الجلسة بنقاش هادئ حول الكتب المقدمة والأفكار التي حملتها وحاولت أن تقدمها المتدخلات الثلاثة بشكل مستفيض وبأسلوب قرائي متميز ساهم فيه الكاتب والناقد عزيز العرباوي والشاعرة المبدعة أمينة الأزهر.