الثلاثاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم أنس الحجار

كبرياء عاشقة

كَفِّنْ حَنينَـكَ حَيـثُ مَثـواهُ

فَنِفاقُ حُبّـكَ لسـتُ أهـواهُ

يا شاعراً كمْ كـانَ يقتلُنـي

تَحلـو بِرفقَـةِ مَـوتِـيَ الآهُ

وسَكَنتُ فـي كُرّاسِـهِ قمـراً

ما غابَ مُذْ بالشّعـرِ أنشـاهُ

فقصيدةٌ تغفـو علـى كَتِفـي

و قصيـدةٌ للنّهـدِ تَـرعـاهُ

ويُسطِّرُ الأشعارَ في شَفَتـي

و يُميتُ بيتـاً كـانَ أحيـاهُ

فنجـانُ قهوتِـهِ بـهِ غَـزَلٌ

مِنْ سُكَّـرِ الأشـواقِ حَـلآّهُ

فتذوبُ فـي فنجانِـهِ فِتَنـي

إنْ رَاحَ يلثُـمُ طَرفَـهُ الفـاهُ

يحيي بمقدمِهِ لظـى شَغَفـي

أُبدي اضطِراباً عِنـدَ رُؤيـاهُ

فالقلبُ يَنثُـرُ نبضَـهُ لَهفـاً

و العقلُ يُبـدي كُـلَّ تَقـواهُ

والشّالُ مِن حِلْفِ التّقى أبـداً

و النّهدُ يَكْفُـرُ حيـنَ ألقـاهُ

يا كافراً بالحُـبِّ لسـتُ أرى

عَوْداً يُكَفِّـرُ عَـنْ خطايـاهُ

يكفيكَ أنّـي كُنـتُ مَحْبَـرَةً

لكتابِ شِعْرِكَ حيـنَ صُغْنـاهُ

هل جئتَ تُوقِدُ فـيَّ ذاكِرَتـي

أمْ جئتَ تُكْمِـلُ مـا بدأنـاهُ

أمطارُ هَجْرِكَ أطفـأتْ لهبـي

قَيْسٌ سيبكـي اليـومَ ليـلاهُ

أوَهلْ نسيتَ بـأنَّ قصّتَنـا ؟

لحروفِهـا طَعـمٌ كَرِهْـنـاهُ

أنا لستُ قافيـةً علـى وَرَقٍ

تَحكي بذيلِ البيـتِ شَكـواهُ

لا لسـتُ قنديـلاً لقلبِـكَ إنْ

لاحَ الصّبـاحُ الحلـوُ أطفـاهُ

يا مَنْ أتـى ليـلاً لصَوْمَعَـةٍ

ثَمِـلاً و فيهـا يُعْـبَـدُ اللهُ

الوصلُ ليسَ زكـاةَ فُرقتِنـا

مِـنْ كُـلِّ مُقْتَـدِرٍ جَمَعْنـاهُ

بالوصلِ نَرسُمُ شَوقَنـا قُبَـلاً

و الهجرُ يمحو مـا رسَمْنـاهُ

بالأمسِ تَتركُ جَمْـرَ أسئلـةٍ

في موقدٍ كـمْ بِـتُّ أصـلاهُ

و اليومَ .. هلْ تُكوى أصابِعُنا

بِرَمـادِ أسئـلـةٍ نَبَشْـناهُ ؟

بالشّعرِ تُخفي وَجْهَ مَعصِيـةٍ

والشّعرُ مـا أخفيـتَ أفشـاهُ

أثملتَ معنى الحُبِّ في لُغتـي

و صَحا بُعَيْدَ السُّكْـرِ مَعنـاهُ

أهدرتُ دَمْعَكَ فـي مُذَكَّرَتـي

وبآخِـرِ الصفحـاتِ أنسـاهُ

و أبحتُ هجرَ الحُبِّ حينَ بكتْ

في مَعبـدِ النّسيـانِ ذِكْـراهُ

َكِّفْن حنينَـكَ حيـثُ مثـواهُ

بقصيدةٍ ضاعـتْ بهـا الآهُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى