الأحد ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٢٠
بقلم عبد الناصر زياد هياجنة

لا تلبِسوا الحق*

العدلُ ميزانٌ واللهُ واضعهُ
والحقُ منصورٌ، والناصرُ اللهُ
والظلمُ في الدنيا تُلقى عواقبهُ
وفي القيامةِ، في النيرانِ مثواهُ
لن يُبطلَ الحقَ سلطانٌ بقوته
فلن يدومَ عليه العزُّ والجاهُ
وصاحبُ الحقِ إنْ ما كانَ محتسِباً
في اللهِ ذمتَهُ، فالله مولاهُ
ولن تضـيعَ حقــوقٌ صــانها مِـــــلــــــــــكُ
المــــــــلـــــــوكِ الذي جلّـت سجـاياه
عدلٌ متينٌ من الجبارِ منتقمٌ
قد يُرجئ الأمرَ لكن ليس ينساهُ
إذا قضى الأمرَ، كانَ الأمرُ منقضياً
وتلك حكمتهُ والعالِمُ اللهُ
يُملي ويأخذُ مَنْ للناس قد ظلموا
ويجعلُ الخيرَ في تدبيرِ يمناهُ
قد كانَ موسى وكان البحرُ يمنعهُ
من النجاةِ وللفرعونِ طغواهُ
لكنَّ خالقه يقضي بحكمتهِ
أن ينصرَ الحقَّ والطاغوتَ أفناه
وذاكَ نوحٌ بلا بحرٍ سفينتُه
تُبنى وتجري بأمرٍ قد قضى اللهُ
أما الخليلُ فليسَ النارُ تحرقهُ
إذ قدّر اللهُ أمراً في سماوهُ
وذاكَ أحمدُ والقرآن حُجتهُ
قانونُ ربكَ لا تفنى عطاياهُ
إنَّ الأمورَ مقاديرٌ يقدّرها
ربُّ الأنام وما بادت قضاياهُ
إنّا نعلّمكُم للحقِ نُصرَته
لا تلبِسوا الحقَ إذْ للحقِ أشباهُ
إنّا نُريدكُمُ عوناً لمَنْ ظُلِموا
فلا تزيدوا على المظلوم بلواه

*مناسبة القصيدة:

كتب لي "حزام الدوسري" وهو أحد تلاميذي الذين لا أنساهم في مقرر المدخل إلى القانون كلمات واسئلة على شكل قصيدة في رسالة إلكترونية بعثها لي، فكتبت له هذه المقطوعة لتهدئة نفسه ومحاولة معالجة هواجسه، وللأمانة وبعيداً عن القصائد والشعر فقد أدركت حجم التحديات التي تجابه القيم والمثاليات في هذا الزمن الصعب.

قصيدة حزام الدوسري حفظه الله:

يا أيها الدكتورُ قل لي ما ترى
ما للقوانين التي قلتَ صدى!
ما لي الدساتيرِ التي أقرأتني
لا تنصرُ المظلومَ أو تُبدي الأسى؟
ما باله الــقانـون رقٌّ جامدٌ
في نجدةِ المكروبِ أو دفعِ الأذى
بالله يا دكتورُ قل لي يا عسى
تــُبدّلُ الأفكار أو تُـثري الــرؤى
إن القوانين التي أخبرتني
تــبدو سراباً في مــوازين القوى
إن القواعد التي نسـمعها
يُهزّها الهاتف من قصر على!
فالشكرُ يا دكتور إن أفهمتني!
والعفو عن قولٍ هفى ثم مضى
والختمُ صلّى ربنا وسلّم
على الذي بــعدلـهِ عــمّ الورى
حزام الدوسري


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى