الأربعاء ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
في ذكرى ثورة يوليو
بقلم أحمد مظهر سعدو

ما زال برج القاهرة شامخاً

في ذكرى عزيزة على قلوبنا نحن القوميين.. نحن الذين ما زلنا نتطلع إلى يوم ينتصر فيه المشروع القومي العربي النهضوي التحرري الديمقراطـي مشروع عبد الناصـر العظيم.. في ذكرى ثورة/23/ يوليو/1952/ نحاول أن نستذكر هالة ضوء من أضواء ثورة عبد الناصر وشموخ عبد الناصر، حيث أجد أنه من الأهمية بمكان أن أسلط الضوء على (برج القاهرة ) هذا البرج الذي ما يزال يطاول عنان السماء، وهو نتاج طبيعي لثورة حاولت أن تكون ثورة لكل العرب، بل لكل فقراء العالم.. فنجحت بامتياز.. لقد تلقى القائد جمال عبد الناصر مع بداية ثورة يوليو وفي سنواتها الأولـى مبلغاً وقـدره/3/ ملايين جنيه.. وهذا المبلغ وصله كمصاريف سرية دفعته وكالة المخابرات الأمريكية من منطلق ربط الثورة بالمدحلة الأمريكية، التي كانت تتطلع في حينها لتحل محل المستعمر البريطاني الذي كان مسيطراً على المنطقة العربية برمتها مع صنوه الفرنسي آنذاك.

وقد وقف القائد العربي النزيه ليعلن على الملأ أنه لن يعيد هذا المبلغ للأمريكان ولن يدخله في حسابه الشخصي بل سيحوله إلى إقامة مشروع مهم للشعب المصري وللعرب عموماً.. وهو إشادة صرح عظيم يكون رمزاً من رموز العزة والكرامة والنزاهة، فكانت فكرة بناء برج القاهرة الذي اعتبر في ذلك الوقت من الإنجازات الشامخة المعمارية، ولا يزال كذلك حتى بعد مرور حوالي نصف قرن على بنائه تحفة معمارية ومقصداً سياسياً يرتاده جميع من يزور مصر.

وقد تم البدء في العمل بهذا البرج (برج القاهرة ) عام/1956/ بالرغم من الظروف الصعبة، وعدم توفر أدوات معمارية حديثة كالتي نشهدها اليوم، وقد استغرق العمل في الإنشاءات التي تمخض عنها حتى عام/1961/ حيث افتتحه القائد عبد الناصر في/11/ نيسان سنة/1961/ ويبلغ ارتفاع البرج/187/ متراً، فهو بذلك أعلى من ارتفاع الهرم الأكبر بحوالي/43/ متراً، كما صمم خارجياً على شكل زهرة اللوتس الفرعونية، رمز الحضارة القديمة لمصر، وقد تمت كسوة قاعدة البرج من الجرانيت الوردي المنحوتة منه معظم التماثيل الفرعونية والمسلات المنتشرة في المعابد والمتاحف الأثرية المصرية.

ويعتبر برج القاهرة اليوم أعلى الأبراج والبنايات الخرسانية في المنطقة العربية ويأتي ترتيبه رابعاً بين أبراج العالم قاطبة، بعد برج بكين/333/ متراً، وإيفل/320/ متراً وبرج شتوتجارت بألمانيا/225/ متراً.

ورغم الزلزال الذي أصاب القاهرة عام/ 1992/ فهو لم يتأثر بشكل كبير، إلا في بعض النواحي البسيطة التي احتاجت للترميم ليس إلا.

في هذه العجالة حاولنا تسليط الضوء على عمل أنجزه عبد الناصر بشموخ تلك المرحلة، وشموخ قيم وأخلاق عبد الناصر الذي علمنا وعلم العالم دروساً في القيم والإنسانية والعروبة والعزة والكرامة.

هذه الدروس التي لن ينساها كل من كان له بصيرة أو بصر.. فحق علينا اليوم أن نتذكره لنعب منه ومن تراثه الفكري والقيمي الكثير الكثير، مما تركه لنا لمرحلة ما زالت بضوئها الساطع تضيء لنا الطريق طريق العروبة التي يحملها مشروعنا القومي العربي النهضوي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى