الثلاثاء ١٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
مسؤولْ
مسؤولْ..أنا إنسانٌ.... مسؤولْلم أبع ذاكرتيولا حُلمَ شراينيأجلسُ على كرسي الشتاءْوأُعطي الأوامرَ للربيعْأن أَزهِرْ(ولو في خاطري)أحضرُ أعراسَ المطرْوأشاركُ فرحةَ الترابْبرقصةٍ جماعية مع جميع أعضائيلا أقبضُ الرشوةَ من يوميأقدّمُ حُلولاً لمشكلاتِ الصيفِ القادمْولا أجّر الحلم إلي...أنا أذهبُ إليه...أوقّعُ على اتفاقياتٍ أبرَمها الخريفُ مع الشجرْو لا أفرضُ الجزيةَ على الثلجْبيتي متواضع خجول خشبيّ الطَلةجُدرانه بيضَاءوسقفه مفتوحٌ للسماءْأبوابه محملةٌ بالورود للقادمينحُرّاسه أزهارٌ من العوسجْعندي مسبحٌ كبيٌر لأفكاري..وحديقةٌ صغيرةٌ أزرعُ فيها الأملْعندي شبابيك تطلُ على العالملا أُغلقهاأرى منها غدًا وبعد غدٍأمسْ...شكاني الليل للغيماتِ المتشدداتْأن يحرِمنَني من الحوافزْويمنعنَ عني الشمسْويسحبن من تحتي القمرثم يُصادرن أفكاري...أتى يومي بخطاب الاستقالةمُعَدّ التهم:(أنتَ تحبُ الوردَ والإنسانَ أكثرْ)(أنتَ تحبُ الشعرَ والأوطان)(أنتَ لا ترعى مصالحُ العَتمة)(أنتَ مسؤولٌ.... فاشلْ)(تركتَ الجدولْ يسير دون جماركْ)(البحرُ هائج لم تزجه في السجون)(أنتَ لم تُباركَ النارْ)(ولم تعطِ بطاقاتِ التوصيةْ للمشانقْ)(لم تمنعَ اللون الأخضر من التمددِ في الغاباتْ)(لم تقطعَ الأشجار المتطاولة على الليل)(ولم تنفِ الهواء النقي المنتشر في البلاد)(أنت خائنٌ للمسيرة)ثم قالوا: وقّع!......أنا سأهربُ كعادةِ المسؤولينولن يتبعني أحدْ.