الخميس ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم بطرس دلة

مع " شَبَق وعَبَق " الشاعر سعود الأسَدي

يقع " شَبَق وعَبَق " وهو ديوان شعر للشاعر سعود الأسَدي باللغة المحكية الفلسطينية الصادر إصداراً خاصّاً عام 1999 في 122 صفحة من القطع المتوسّط بطباعة أنيقة وحلّة جميلة خالية من الأخطاء المطبعية ، أقول هذه الملاحظة لأنه غالباً ما تصلني مجموعات شعرية ونثرية بطبعات رديئة غير مخدومة ، وبتصاميم غير مهضومة ، وفيها كثير من الأخطاء اللغوية والمطبعية ، وهي عيوب يجب تلافيها بالمراجعة الدقيقة من قبل صاحبها أو المختصين حرصاً على سلامة النصّ الشعري أو النثري من العيب أو التشويه .

وتأخّري إلى الآن في الكتابة عن " شبق الأسدي وعبقه " لم يفقده شذاه الطيب لأن شعر الأسدي شعر لذيذ ، فيه خاصية النبيذ . ولعل اختيار عنـوان " شَبَق وعَبَق" بدلاً من اقتـراح سابق "ورقات حَبَق "كما تدل القصيدة التقديمية يحمل كثيرا من الإيحاءات الجنسية ، والدلالات الشهوانية ، فالشبق في اللغة هو اشتداد الشهوة الجنسية لدى الرجل والمرأة كمقدمة لتلك العلاقة الممتعة التي حافظت على استمرار الجنس البشري . أما العبق فهو بوح العطر الذي تتعشّقه حاسّة الشمّ ، ويحفّز الشهوة ويزيد في متعة الجنسين معاً .

هذا مع أن سعود الأسدي ربما يقصد تداعيات أخرى بقولة" شبق وعبق " ردّاً على ما درج من القول عند بعضهم أحياناً : ما لنا شبق ولا عبق ، كناية عن أن الأمر لايخصّنا ، فلماذا نتدخّل فيه ؟! يقول الأسدي :

لولا نتفِه
كنتْ سمّيتْ هَـ الديوانْ
ورقاتْ حَبَقْ
لكنْ قلمي سَبَقْ
وسمّاه : شبق وعبقْ
ولما ستي شافتني
وأنا حامْلو وْجايْ
قالت لي : ريتو مبروك
ويعيش ويحمل إسمو
وروحو ما تفارق جسمو !!

نعم ريتو مبروك ! وإنه لجميل جدّاً أن نشبّه ديوان الشعر بمولود يحمل اسمه، ويكتب له أن يعيش الدهر كله .

إذن نحن وللوهلة الأولى بصدد ديوان شعرغزل من شاعر متمرّس عالج مختلف مواضيع الشعر وباللغتين الفصحى والعامية ( المحكية) . وسعود الأسدي نشأ مستفيداً من الجو الشاعري الذي نما في ظلاله، فوالده المرحوم محمد أبو السعود الأسدي شاعر شعبي شهير وزجّال كبير ، هذا إلى جانب وعي سعود الأسدي للأدب العربي كمدرّس لغة في مدرسة ثانوية ومرجع في الفولكلور والثراث عامة ، إضافة إلى ما يلمّ به من آداب الغرب وفنونه التشكيلية وموسيقاه وثقافته.

وللصدق أقول إنّ " شبق وعبق " شدّني إليه، فقرأته أكثر من مرة مستمتعاً بقصائده ، بكل كلمة ، وكل بيت ، وأقول بكل نصف بيت إذا تكاملت فيه فكرته .

إن لغة الديوان كما ذكرت العامية المحكية ، وشبق وعبق هو الرابع في تسلسل دواوين الأسدي بالعامية بعد " أغاني من الجليل ، و " نسمات وزوابع" ، و"عَالوَجَع " ، وقد علمت أنه صدر له بعده ديوان بعنوان " دَعْسِة بنت النبي " على اسم صخرة بجانب قريته دير الأسد .
يعجّ شبق وعبق بلغته الحية بالتشابيه والاستعارات والكنايات والتعابير والمفردات الريفية الفلسطينية بطريقة كتلك التي نجدها عند كبار الشعراء في لبنان وسوريا والعراق ومصر وسواهم عندما يتعاملون مع اللغة المحكية كأداة أليفة وطيّعة للإبداع .

ويكمن سرّ عظمة الكلمة وروعتها عند سعود الأسدي في انسجامها مع غيرها في قصائد هي في معظمها صور حياتية وقصص وحكايات حتى إنك لو حاولت ان تقدمها أو تؤخّرها لمانجحت ولما وجدت لها بديلا أقرأ معي قوله :

من مزغري يا نرجسِه
أسهر وأقرا شعر
واكتبْ غزل فيكي
علىشان أرضيكي
وفي المدرسِه بْبعض الدروسْ
يا ما كُنِتْ غافي
وكانت علامتي بالحساب كافي
وابوى لو شاف الشهادِه وشافني
كان شفّني شي كفّ
ولفّ راسي لفّ
وعافني وقللي :
ربّيتْ لي عِلّهِ
وَكْ هِج !
رُوح تْعَلَّم سْكافي !
ياريتني أيامها
كنتْ مَ بخلّي طفِل في قريتي
مثلي يروحْ عَ المدرسِه حافي !

فكلمة " شفّني شي كفّ "مثلاً لو استبدلناها " بضربني" لكانت ممجوجة ، وليس فيها جمال لأن كلمة "ضرب" يستعملها الناس استعمالاً عاماً في جميع المواضيع . أما شاعرنا فقد اختارهذه اللفظة لأنها الألصق بالكفّ ، ولا أعرق منها في موضعها، وخاصة لأنها ترشّحها كلمة "شافني" والتي رشّحت بدورها كلمة " عافني " ألا نقول في عاميتنا " رايح تشوف تتعوف " ؟!وأمثال هذه الكلمة كثير ، وسواها من التعابير اللغوية المبثوثة في تضاعيف هذا الديوان بأبسط الطرق وأسلسها والمعبرة عن أدق المشاعر والمعاني والأفكار والصور .

ولشاعرنا طريقة في تكرار بعض الألفاظ في قصائده ، فمثلاً كلمة " هيك " وردت في أحد عشر موضعاً من هذا الديوان ، وهو لايستعملها اتّكاءً عليها بل ليزيد كلامه تأكيداً ورزانة ، ناهيك عن تعابير من مقالع عامية ترد على لسان أصحابها مثل " أشْكَرَى " أي على المكشـوف ، وتعبيـر " الشمس أعلى من الرمُح " كناية عن أوان الضحى، و" ضبّ الرَمَس " كناية عن الغروب، وكذلك " خلّيه على فالو " أما كلمة يِنْغَد أي ينغب بمعنى يشرب " و "وزُقم بمعنى فم " و "الشربة ورا البلوطة " فحدّث عن جمالها في سياقها ولا حرج :

الشُّرْبِه وَرَا البلّوطَه حلوِه يْفوزْ

فيها اللي بِنْغَدْ من زُقُمْ جَرّه

وكذلك كلمة " قطروز " وهو الشاب الذي يعمل لحساب سيده المالك لقاء أجر سنوي متّفق عليه ، كالذي حدث ليعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل ، وقد خدم عند خاله لابان مدة سبع سنوات كي يزوّجه ابنته رفقة :

ولمّا عَ بيدركو كنُِتْ قطروزْ

ياما لعبنا النَّقْشِه والطُّرَّه

وأما قصيدة " تخمين " صفحة 27 وهي صورة حياتية Idyll كما تُسَمَّى في الأدب الغربي ، فيكفي أن تقرأها وتتأمّلها معي ، وقد عشناها في قرانا قديماً ، ويأبى سعود الأسدي إلاّ أن يرسمها بكلماته لتبقى خالدة ، ومدعاة للتأمّل في حياة ملأت علينا أحاسيسنا ، ولم يبق منها اليوم غير ذكراها :

من وقتْها لْهالقيتْ ياإمّ الحَلَقْ
تخمين بعدو ما انخَلَقْ
مثلك وإنتي نايمه بتشرينْ
في الليل مع أهلِكْ
بْجنب مِنْشَر تينْ
عا سطح بيتكو الطينْ
وْفايْقَه من شِكِلْ هَبِّةْ ريحْ
وِمْقَـبَّعَه بِسْطيحْ
وفايتِه بِفْراشْكو عَ البيتْ
خوفْ ليطولِكْ غَرَقْ
من شَتْوِة المساطيحْ

وأقول موضّحاً هذه الصورة الحياتية الجميلة لمن لايعرفها : إنّها قديمة منذ كنعان ، وإننا كنا في قرانا الفلسطينية قبل أكثر من نصف قرن في أشهرالصيف الحارّة ننام ليلاً على سطوح منازلنا ، وقد كانت في معظمها طيناً ، وكنا ننشر ثمار التين على طرف من أطراف تلك السطوح لتجفّ ، وتصبح قُطّيناً ندخّره مؤونة للشتاء ، وكنا نظلّ ننام على تلك السطوح طيلة أشهر القيظ إلى أن تقع النقطة أي يسقط المطر الأول .
إذن تأمل معي تلك الفتاة اليافعة " بنت الجيران " وهي نائمة ليلاً مع أهلها على سطح بيتهم وقد فاجأهم سقوط المطر الأول ، وهم في عزّ النوم ، كيف نهضوا مسرعين ليتلافوا البلل ، ونهضت معهم بحرارة تلك الفتاة " أم الحلق التي مثلها بعدو ما انخلق" وقد تقبّعت بسطيح( وهو جلد لضأن أو ماعز مملح ومجفف يستعمل كمفرش للجلوس أو للنوم عليه ) ، وحملت فراشها واتخذت من السطيح قُبْعاً ، ونزلت مع أهلها مسرعة إلى البيت لاتقاء شتوة المساطيح، والمساطيح جمع مسطاح أي جانب السطح حيث يُسطح أي يُشَرَّح التين ، ويُنشر عليه ليجفّ !

إن لغة هذه القصيدة بوقع قوافيها وتجنيسها : انخلق وحلق وغرق وتين وطين وتشرين وسطيح ومساطيح ، وبإيجازها وتكثيفهامخلوقة لهذه الصورة ، ولاأظن لغة غيرها تستطيع ان تقوم مقامها ، وسعود الأسدي والحق يقال " هو سيد اللغة المحكية الفلسطينية " كما يقول الشاعر الناقد راشد عيسى في صحيفة الفينيق عدد كانون أول 2002. وهو أبو الإيديلات أي الصــور الحياتية في الأدب الفلسطينـي كمـا كان ثيوقريطس ( 310-259 ق.م ) أبا الإيديلات في الأدب اليوناني ،كما يقول الأستاذ أحمد حسن العبداللة في مجلة الفكر الجديد عدد 5 صفحة 29 تحت العنوان " ألإيديلا في شعر سعود الأسدي " .

تكثر في ديوان شبق وعبق الصور الريفيـة الأخّاذة المستمـدّة من الحياة ، من الناس ، من المرأة ، من الأرض ، من الطبيعة ، من الوطن ، وهل هناك سياسة أجمل للشعر من سياسة الإنسان والبيت والأرض والحب والجمال والوطن .

إن شبق وعبق ديوان خاص فريد من نوعه في الأدب الفلسطيني بصوره الإنسانية ، وهو مسبوك بقالب فني لاأجمل ولا أحلى ، إنه مقطوعات متماسكة وسيمفونيات شعرية مترابطة بوحدة عضوية لا انفصال لأجزائها.
تبرز في شبق وعبق مثلا دعوة العودة إلى الأرض . وهناك قول شهير لفيلسوف الثورة الفرنسية فولتير في بحثه عن أسباب سعادة الإنسان يقول :

" إذا أردنا السعادة في حياتنا فما لنا إلاّ ان نعود إلى الأرض ، إلى الحياة البدائية ، إلى الطبيعة ، لأننا كلما ابتعدنا عن الأرض وعن الطبيعة كلما ابتعدنا عن السعادة .

ولكن دعوة سعود الأسدي إلى العودة إلى الطبيعة / الأرض اتّخذت مضموناً آخر أساسياً يضاف إليه المضمون الأول عند فولتير . إن المفهوم الأساسي للأرض عندنا هو مجمل الإيحاءات السياسية التي يتدفق بها شعر الأسدي ، لأن اغتصاب الأرض من أصحابها يعني اغتصاب حياة أصحابها المقيمين في وطنهم والمشرّدين عنه ، وشعرالأسدي في هذا المجال غير مباشر ، وبلا شعارات أو تقريرية أو خطابية منبرية.

إن شعر الأرض عند سعود الأسدي هو شعر الحياة ومن ضمنها الحياة السياسية ، وهو متناثر في كثير من قصائده الريفية في دواوينه الخمس . وإنه ليشابه في كثير من قصائده الريفية قصائد كبار شعراء الرومان في إيطاليا الذين وصفوا باشعارهم- مع فارق الغاية - مشاهد المناظر الريفية التي أنبتتهم .

قصيدة " في مغارة المعزى " ص 56 من ديوان شبق وعبق مثلاً هي القصيدة الأجمل من وجهة نظري ، هي قصيدة تحمل قصة رعوية ، لوحة باستورالية ، تسيل رقة وعذوبة وحيوية كينبوع ماء صاف متدفق بين أشجار وأعشاب وزهور وصخور جبلية .

إستمع إليه وهو يروي قصته مع فتاة راعية في تلك "المغارة " التي لا أشك أنها مغارة المعزى الكبيرة الواقعة في سفح الجبل الجليلي المحاذي من جهة الشمال لقريته دير الأسد .

الراعيِة السمرا اللي كانتْ سارْحَه
بْعَنْـزاتْـها مَرْقَتْ عليّي البارْحَه
والدنيا تِنْدِفْ ثلجْ
قُلْتِلْها تعي !
وما بين لأ وآ
وْلَـمِّنْها أجَتْ
فاتَتْ معي عَ مْغارْة المعزى
اللي في عِرْق الجبلْ
وصرت هيكي بْلا وَعِي
أفجّ بيدي النار يللي داقَّه بكوم القَصَلْ
وانزلْ عَ رِكْبِه وْنُصّ نايِخْ ع َالوَطا
وأنفُخْ على الجمْرات نَفْخ بْلا وَعِي..

إلى آخر القصيدة ، ولا يتسع المجال لإيرادها كاملة .

لقد قيل قديماً في بعض الشعراء : فلان ينحت من صخر ، وفلان يغرف من بحر ، ولكنّ شاعرنا الأسدي تتوالى في شعره الصورالحياتية الجميلة ، والإيحاءات في تلك الصور غزيرة ومثيرة ، والإيماءات وفيرة تتدفّق فيها الحياة بلغة الأم والأرض : اللغة المحكية ..

في قصيدته المطولة " لعيون صفورية يقول :

يا ريتني يا ريت !

في القهوِه حَبِّةْ هيلْ

تفوح طول الليلْ

أو كَمْشِةْ فَحِمْ

ثِلْهَثْ دَفَا

وْهي مْوَلّعَه بْقلب الكَنونْ

أو شهقَه من مزرابْ في عَتْمِةْ كنونْ !!

وإذا تحدّث شاعرنا عن صفورية تلك البلدة الجليلية المهجورة والمهجّر أهلها منذ نكبة 48 فأنه لا ينسى بيسان والطيرة بجانب حيفا وأم الزينات بجانب دالية الكرمل وسواها .

في قصيدة " بحلم " ص 66 يقع الشاعر في خطأ عدم المحافظة على التسلسل الزمني للأفعال، حيث يبدأ برؤية الحلم ، وينتقل فجأة وبدون مقدّمات إلىالزمن الماضي ، وما تمناه قد تحقّق وحصل .ولكن تعليل هذا الخلل الزمني بسيط ، وذلك لأنّ رواية الحلم فيها تشابك وتشابه ، فاشتبه عليه الحاضر بالماضي وتشابك معه مما سمح له بهذا "الخلط " .
ولقصيدة سعود الأسدي سواء طالت أو قصرت أو كانت شطرين سمة البساطة الصعبة ، والسهولة الممتنعة والتكامل وتداخل المعنى في اللفظ واللفظ في المعنى ، وإن الوحدة الموضوعية تنتظم قصيدته بجمال أخّاذ وروعة ساحرة .

ولماذا العامية

لقد أجّلت هذا السؤال إلى آخر هذه المداخلة برغم الإشارة إليه بداية.

إنني كقارىْ ولي ذوقي الخاص أعترف على رؤوس الأشهاد وأعلن أنني تمتّعت بأشعار سعود الأسدي المحكيّة الدارجة متعة جعلتني أشكّ في مسلمات وأفكار مسبقة عندنا عن الفصحى . والحقيقة أن لغة سعود الأسدي المحكية هي لغة من صنعه ، لأنه ليس هناك لغة إلا لمبدعها أي من صنع مبدعها . وسعود الأسدي في لغتة المحكية كشف لنا عن أسرار شعرية بعفوية صادقة ، وبموهبة فذّة ، وهو مثل سواه من كبار الشعراء الذين ألغوا النقاش الذي تناوله بعض النقاد والمتزمتين حول الفصحى والعامية منذ مطلع القرن الماضي ، إذ المعول على شعرية اللغة ، وليس على شرط وضعها الفصيح أوالعامي ، فهناك "شعر" كثير من المتفاصحين ليس إلاّحطب يابس وقشّ غثاء كما قال جبران خليل جبران منذ منتصف القرن الماضي .

وتكفي الإشارة إلى أن الشعر العامي في فلسطين ومصر ولبنان وسوريا والعراق وكذلك النبطي في الجزيرة العربية أصبح موسوما على الخارطة الأدبية في الوطن العربي ، ومرسوما كمعلم من معالم آداب الأمة العربية ، ونحن في وطننا نشيد بشاعرنا الأسدي كمبدع فنان ، ولقد سبقني إلى هذه الإشادة الناقد الأديب د. نبيه القاسم في صدق مقالته " سعود الأسدي الوجه المشرق للشعر العامي" في كتابه "حركتنا الشعرية إلى أين " 1999 ، وكذلك الشاعر والناقد الأديب د. فاروق مواسي في أدبيات ، وبعنوان فرعي " مواقف نقدية "1991 قال:

كنا ستّة من شعراء الفصحى وأدبائها في مهرجان شعري في الطيّبة في المثلّث، وكان بيننا صديقنا الشاعر سعود الأسدي . تصوّروا كيف كان الجمهور يصغي إليه وهو يقرأ قصائده ، ومنها قصيدة " لاهيت سِتّي " وهي:

لاهيتْ سِتِّي وْفُتِتْ عالوزاتْها
وْمن عُبّ لوزِه مْشَقْت جيبِةْ لوزْ
وِلْحِقت سمرا سارحَه بْعنـزاتْها
وْلاعَبْتها الكَمّوك فرد وجوزْ
خَوْثَتْني خِفِّةْ دمّها ولفتاتْها
وِخْسرت معها وكانْ إلها الفوزْ
قَشْقَلَتْني شاطْرِه بْلُعباتها
من بعدها ظلّيتْ رايحْ دوزْ
دُغري لَسِتّي وْفُتِتْ عالوزاتْها
وِمْشَقْت أُخْرَى مَرَّه جيبة لوزْ

طغى الشاعر على الجو ، وشعرت أن كلماتنا الفصيحة أضحت بحالة يرثى لها أمام جو الطرب والألفة والحميمية التي بعثها بشعره العامي" .

وختاماً أرى الموقف يحتّم عليّ وللإنصاف القول: إن الشاعر سعود الأسدي يقف بين كبار شعراء فلسطين بقامة مديدة ليس فقط بالعامية، بل وبالفصحىأيضاً وهذا مما يميّزه بأنه مبدع باللغتين وقصائده الفصحى الحديثة : رأيت الشام في حُلُمي ، وبغداد على الصليب ، وغمست خبزي بملحى تصدح بفضله وتُفصح عن شرف أدبه ونبله ، والسلام .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى