
إلى محمد الدّرة في ذكرى استشهاده

مُحمّدنا الصغير
شَرِبَ الثرى دَمَهُ ونامْلا شيءَ يُرجِعُهُ إليهِ الآنَإنَّ رصاصةً أخَذَتْهُ منهُ إلى رَخامِ الموتِلمْ يَحلُمْ بغيرِ الماءِلكنَّ الرصاصَةَ أيقَظَتهُوأسقَطتهُعَن الغَمامْهُوَ لا يُريدُ الموتَألقى رأسَهُ في ظِلِّ والِدِهِلعَلَّ رَصاصَةَ القنّاصِ تُخطِئهُوتَمنحهُ قليلاً منْ فضاءِ الروحِكَيْ يُنهي مُهِمَّتَهُ الجَميلَةَفي التِقاطِ النّجمِعَنْ شَجَرِ الظلامْهُوَ لا يُريدُ الموتَخَبّئني أيا أبَتي ، ولوَّحَ باليَدَينِلعَلّهُمْ يَتَوَقَّفونَ الآنَعَنْ صَيدِ الحَمامِفَتِلكَ فُرصَتُهُ الأخيرةُتِلكَ حِصّتُهُ الأخيرَةُفي السلامْ ..!!!هُوَ لا يُريدُ الموتَأمسَكَ جَيّداً بقَميصِ والِدِهِ ليَنْجولمْ يَجِدْ أمّاً هُناكَ لِتحتَضِنهُفَعانَقَتْهُ الأرضُإنَّ الأرضَ أمّكَ يا مُحَمَّدُيا رَسولَ البَرقِ فيناهَلْ تُسامِحنا؟أكانَ مِنَ الضرورَةِ أنْ تَموتَ أمامَنافي عُلبَةِ التلفازِ ، كَمْ سَنَموتُ بَعدَكَ يا محمَّدكَيْ يَعودَ لأبجَدِيّتِنا الحَمامْألآنَ أكْمَلتَ الرسالةَيا مُحَمَّدَنا الصَغيرَتَرَكْتَ سُنَّتَكَ الجَديدَةَفي الدَّمِ العَرَبيِّ ،لمْ تَكْتُبْ وَصِيّتَكَ الأخيرَةَ باليَراعِوكانَ دَمُّكَيفتحُ الأُفُقَ المُعَدَّ لِعَنْدَمِ الكلماتِ فيكَويمسح الصّدأَ الذيألِفَ البلاغةَ والكلامْهَلْ تُدرِكُ الصحراءُ بعدَكَيا مُحَمّدُما لَديها منْ فَضاءاتِ النّخيلِوما يُهَيّأُ للصهيلِأكانَ يَلزَمُ أنْ تَموتَ على الأثيرِوأنْ تُحَرِّكَ في ضَميرِ الرملِنَبْضَ عُروقِنالتعيدَ للصحراءِ ذّاكِرَةَ الحُسامْ !!شَرِبَ الثرى دَمَهُفَهَلْ سَتُهَيّىءُ الصحراءُ قامَتَهاقِيامَتَها الأخيرةَيا مُحَمّدُكَيْ تَنامْ...شَرِبَ الثرى دَمَهُ ... فَنامْ