الثلاثاء ٤ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
مِنْ وَحْي عِشْتَار
شِعْرُ المَحَبَّةِ قَدْ غَدَا يَنْهَارُ | |
وَدِيَارُنَا أَمْسَتْ بِنَا تَحْتَارُ | |
وَقَصَائِدُ الغَزَلِ التي عَرَفَ الوَرَى | |
صَارَتْ كَمَأْسَاةٍ إِلَيْهَا سَارُوْا | |
رَفَضَتْ شُعُوْبُ الأَرْضِ أَنْ تَنْسَى الهَوَى | |
– إلا العُرُوْبَةَ – لَوْ أَتَتْهَا النَّارُ | |
فَبِزَعْمِهِمْ إِنَّ المَشَاعِرَ كِذْبَةٌ | |
وَبِرَأْيِهِمْ إِنَّ المَحَبَّةَ عَارُ | |
قَصَدُوْا حِمَى كُرْهٍ غَدَا مَوْلىًَ لَهُمْ | |
صَارُوْا عَبِيْدَهُ، لَيْتَهُمْ مَا صَارُوْا! | |
لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُوْا كَلامَ إِلههِمْ | |
يَوْمَاً لَمَا ضَاعَ الطَّرِيْقُ فَحَارُوْا | |
وَتَفَرَّقُوْا وَتَقَهْقَرُوْا فَتَدَمَّرَتْ | |
أَرْضٌ بِهَا كَانَ النَّعِيْمُ يُدَارُ | |
وَتَمَزَّقَتْ كُتُبٌ بِهَا تَارِيْخُنَا | |
بَلْ مَاتَ تَأْرِيْخُ الزَّمَانِ فَجَارُوْا | |
إِنَّ المُصِيْبَةَ جُلَّهَا في عَقْلِنَا | |
مَا كَانَ يَوْمَاً شَرْعَنَا الإِضْرَارُ | |
مَا كَانَ يَوْمَاً دِيْنُنَا ضِدَّ الهَوَى | |
أَوْ كَانَ ضِدَّاً للهُيَامِ خِمَارُ | |
لَكِنَّ جَهْلاً قَدْ رَبَا في أَرْضِنَا | |
وَمُصِيْبَةً خُصَّتْ بِهَا الأَمْصَارُ | |
نَسِيَتْ دِيَارُ الشَّمْسِ كُلَّ حُرُوْبِهَا | |
فَبِعِشْقِهَا نُصِرَ العَبِيْدُ فَثَارُوْا | |
نَسِيَتْ (أُمَيْمَةَ) بَعْدَ (لَيْلَى) وَالجَّوَى | |
نَسِيَتْ حِكَايَاتٍ لَهَا أَنْصَارُ | |
ضَاعَتْ مَعَاني العِشْقِ كُلِّهِ عِنْدَنَا | |
كُفْرَاً عَظِيْمَاً بَاتَتِ الأَشْعَارُ | |
رَغْمَاً عَنِ الدُّنْيَا سَأَبْقَى عَاشِقَاً | |
فَتَيَاتِ أَرْضِي، إِنَّهُنَّ نَهَارُ | |
لَنْ أَلْثُمَ الأَفْوَاهَ إِلا مُشْعِلاً | |
للعِشْقِ كَي تَرْبُو وَتُنْصَرَ نَارُ | |
فَنِسَاؤُنَا لَيْسَتْ إِمَاءً عِنْدَنَا | |
إِنَّ النِّسَاءَ عَلَى السَّمَاءِ مَدَارُ | |
(حَوَّاءُ) تَعْزِفُ للأَرَاضِي عِشْقَهَا | |
عِنْدَ الوَغَى كَي تَرْقُصَ الأَوْتَارُ | |
(حَوَّاءُ) قَدْ رَفَضَتْ هَوَانَ بِلادِهَا | |
إِنْ زَغْرَدَتْ زَانَ الدِّيَارَ الغَارُ | |
(حَوَّاءُ) لَوْ حَزِنَتْ لأَصْبَحَ لَيْلُنَا | |
قَفَصَاً تُعَذَّبُ عِنْدَهُ الأَطْيَارُ | |
(حَوَّاءُ) لَوْ غَضِبَتْ عَلَيْنَا تَارَةً | |
لَنْ تَرْجِعَ الأَكْوَانُ بَعْدُ تُنَارُ | |
فَرِجَالُنَا لَيْسُوا مُلُوْكَاً للرُّبَا | |
إِنَّ الرِّجَالَ بِلا الهَوَى أَخْبَارُ | |
هَذِي القَصِيْدَةُ خَطَّهَا وَحْيُ الهَوَى | |
مَا مَسَّهَا مَلِكٌ وَلا نَجَّارُ | |
كُتِبَتْ لِـ(حَوَّاءٍ) فَأَصْبَحَ عُمْرُنَا | |
تُفَّاحَةً سُجِنَتْ بِهَا الأَقْدَارُ | |
كُتِبَتْ لِـ(هَاجَرَ) إذْ أَتَتْهَا زَمْزَمٌ | |
كُتِبَتْ لِـ(سَارَةَ) فَالهَوَى أَمَّارُ | |
كُتِبَتْ لِـ(بَلْقِيْسِ) الحَكِيْمِ فَأَبْدَعَتْ | |
جِنَّاً لَهَا حُفَّتْ بِهِمْ أَسْرَارُ | |
كُتِبَتْ لِـ(مَرْيَمَ) عِنْدَمَا سَخِطَ الوَرَى | |
لِوِلادَةٍ هُزَّتْ لَهَا الأَمْصَارُ | |
كُتِبَتْ بِأَقْلامِ المَحَبَّةِ وَالجَوَى | |
أَلَمَاً فآلامِ المَسِيْحِ فَخَارُ | |
كُتِبَتْ لِـ(عَائِشَةِ) النَّبِيِّ (مُحَمَّدٍ) | |
حِيْنَ الْتَقَتْ بِرِيَاضِنَا الأَنْهَارُ | |
فَجِنَانُ (بَابِلَ) عُلِّقتْ كَلَفَاً لَنَا | |
حَتَّى يَعُوْدَ إِلى الهُدَى الثُّوَّارُ | |
حَتَّى تَعُوْدَ أَحِبَّةً أَوْطَانُنَا | |
دُوْنَ الأَحِبَّةِ تَخْتَفِي الأَشْعَارُ | |
وَبِلادُنَا أَمْسَتْ جَمِيْعَاً جَنَّةً | |
فِيْهَا تَسُوْدُ نَدَاوَةٌ وَخَضَارُ | |
وَرِيَاضُنَا الخَضْرَاءُ زَادَتْ نِعْمَةً | |
حِيْنَ ارْتَوَتْ مِنْ عِشْقِنَا الأَمْطَارُ! | |
خَلَقَ الإِلَهُ حَيَاتَنَا حُبَّاً وَلَمْ | |
يَخْلِقْ كَرَاهِيَةً لَهَا إِضْرَارُ | |
خَلَقَ العِبَادَ سَوَادُهُمْ أَحْبَابُهُ | |
مَدَّ الحَيَاةَ لِيُرْحَمَ الكُفَّارُ | |
جَعَلَ اللَّيَالي قِصَّةً لِغَرَامِنَا | |
نَادَى رَحِيْمَاً فَارْتَقَتْ أَعْمَارُ | |
هَذِي القَصِيْدَةُ مِنْ مَعِيْنِ إِلَهِنَا | |
خُطَّتْ لِتَمْحُوَ لَيْلَنَا الأَنْوَارُ | |
خُطَّتْ لِتَمْسَحَ عَنْ جَبِيْنِ سَمَائِنَا | |
نَفَحَاتِ كُرْهٍ قَادَهَا المَكَّارُ | |
خُطَّتْ لِتُنْقِذَ أُمَّتي مِنْ كَرْبِهَا | |
يَعْفُو بِهَا حِيْنَ الهُدَى الغَفَّارُ | |
جِئْنَا بِهَا نَحْوَ البِلادِ فَقَدَّسَتْ | |
أَحْلامَنَا بَعْدَ الرُّبَا (عِشْتَارُ) |