السبت ١ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم
لا تَخْلَعِي عَنْكِ الثِّيَاب!
(1)لا تَخْلَعِي عَنْكِ الثِّيَابْلا تَخْلَعِي عَنْكِ الثِّيَابَ فَإِنَّنِيمُتَعَطِّشٌ لِلْحُسْنِ في ظِلِّ السَّرَابْلا تَغْمُزِيلا تَلْمُزِيفَالْكُحْلُ تَحْتَ عُيُوْنِكِ الْحَوْرَاءِ ذَابْ!لا تَنْبُسِي بِبِنَاتِ ثَغْرٍ مُسْكِرٍفَأَنَا عَدُوُّ قَصِيْدَةٍ تَجْتَاحُنِيبِالصَّمْتِ إِذْ مَلأَ الْقِرَابْلا تَبْسُمِيفَأَنَا الْحَبِيْبُ أَضِيْعُ بَيْنَ رُبُوْعِ مِبْسَمِكِ الَّذِيخَلَقَ الْعَذَابْوَأَعُوْدُ مُتَّجِهَاً إِلَيْكِ إِذَا التَّوَجُّعُ مِنْكِ آبْيَا أَلْفَ بَابٍ خَلْفَ ثَغْرٍ: أَلْفُ تَيْهٍ خَلْفَ بَابْ!(2)بَدَأَ الْحِسَابْ!فَتَرَاقَصِي فَوْقَ الشُّمُوْعِ وَأَيْقِظِي دِيْنَ الرَّبَابْوَتَعَلَّمِي مِنِّي الْعَقِيْدَةَ، عَلِّمِيْنِي مَا الثَّوَابْوَتَقَهْقَرِي في مَضْجَعِيوَتَهَجَّدِي في مَخْدَعِي– يَا أُخْتَ (يُوْسُفَ) –فَالإِلَهُ هُنَاكَ غَابْ!يَا أَجْمَلَ الأَلْوَانِ في زَمَنِ السَّوَادِوَأَبْرَأَ الضَّحِكَاتِ في زَمَنٍ عُجَابْرُدِّي الْعَبَاءَةَ إِنَّنِي في ظِلِّهَاسَأَجُوْبُ آلافَ الْمَدَائِنِ زَاهِدَاًرُدِّي الْحِجَابْ!وَتَوَضَّئِي مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ في فَمِيوَتَيَمَّمِي فَثَرَاكِ يَغْمُرُ مِبْسَمِيوَتَعَوَّذِيإِنَّ الشَّيَاطِيْنَ اللِّئَامَ تَعَوَّذُواحِيْنَ الْتَقَيْنَا بَعْدَ (آبْ)!لا تَحْسَبِيْنِي عَاشِقَاً مُتَصَوِّفَاًلا تَحْسَبِي أَنِّي نَبِيٌّ لا أُعَابْ..دَعَوَاتُنَا مَنْسِيَّةٌ مِنْ أَلْفِ عَامٍفي حُضُوْرِكِ تُسْتَجَابْ!(3)اَللَّيْلُ أَسْدَلَ ظِلَّهُفَتَوَسَّطِي صُحُفَ السَّمَاءِ وَأَعْلِنِي فِيْهَا الْخَرَابْلا تَهْدَئِيبَلْ أَضْرِمِي بِلَهِيْبِكِ الْمَحْمُودِ عِشْقِيزَمِّلِيْنِيدَثِّرِيْنِيلا تَضِيْعِي في أَنِيْنِيأَجِّجِي نَارَ التَّوَلُّهِ في عُيُوْنِيعَلَّنِي أَجْنِي الْعَذَابْ!فَإِلى طُفُوْلَةِ نَهْدِكِ ارْتَدَّتْ بَرَاءَةُ كُلِّ جِيْلٍ تَائِبٍوَعَلَى قَصَائِدِكِ الأَخِيْرَةِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ تَابْ!لا تَهْدَئِي.. فَاللَّيْلُ أَسْدَلَ ظِلَّهُفَوْقَ الْبَرَاءَةِ كَالسَّحَابْ.(4)اَللَّيْلُ تَحْتَ مَوَائِدِ الشَّيْطَانِ يَبْدُو مُوْقَدَاًكَالْمَوْتِ في عَيْنِي، تَبَاهَى وَاسْتَطَابْوَخُمُوْرُكِ الأَشْهَى تَلُوْذُ بِخَافِقِيكَتَمَرُّدِ الأَلْوَانِ، يَنْحَتُهَا الشَّرَابْفَمَتَى أَفِيْقُ؟مَتَى أَعُوْدُ بِلا إِيَابْ؟أَنَا عَاشِقٌ، فَتَصَوَّرِيْنِي كَالْهَوَىأُحْيِي الْمَحَبَّةَ في النَّوَىأُحْيِي الضَّبَابْ!وَتَخَيَّلِيْنِي ثَائِرَاًأَرْوِي الْعَلاقَةَ مِنْ أَتُوْنِ قَصَائِدِيبَعْدَ الْعِقَابْ..(5)قَدَحٌ أَخِيْرٌلَوْ أَنَا بِالْعِشْقِ أَسْلُبُهُ، أُثَابْ!فَاللَّيْلُ جُهِّزَ لِلرَّحِيْلِ، وَلَيْلُنَا يَأْبَى الإِيَابْأَخْبَرْتُ أَقْمَارَ الدُّجَى، فَتَرَفَّقَتْبِالْقَلْبِ يَا حَسْنَاءُ، وَانْقَشَعَ الْغِيَابْحَتَّامَ هَذَا الصُّبْحُ يَسْرِقُ نَشْوَتِي؟حَتَّامَ يَبْقَى سَيْفُهُ يَعْلُو الرِّقَابْ؟قَدَحٌ أَخِيْرٌ يَا حَبِيْبَةُ، فَاسْكُبِيوَدَعِي الْفَؤَادَ يَفِرُّ منْ صَحْوِ الْهُدَىفَاللَّيْلُ يَأْبَى أَنْ يَطُوْلَ حَبِيْبَتِيوَالْعِشْقُ شَابْ!