الخميس ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم
سِفْرُ يُوْئِيْل
«نُوْحِي يَا أَرْضِي كَعَرُوْسٍ مُؤْتَزِرَةٍ بِمَسْحٍ مِنْ أَجْلِ بَعْلِ صِبَاهَا»
(يوئيل 1: 8)
1-
نُوْحُوا..حُقُوْلُ الْحَقِّ تَالِفَةٌوَخَمْرُ الْعِشْقِ مُنْقَطِعٌ عَنِ الأَفْوَاهِجَفَّفَهُ انْصِيَاعُ الْكُلِّ خَلْفَ هِدَايَةٍ لَيْسَتْ تُجَابْ!يَا أيُّهَا الْخُدَّامُ في بَيْتِ الإِلَهِ تَنَطَّقُواوَابْكُوا إِذَا امْتَنَعَ السَّكِيْبُ عَنِ الْهِيَاكِلِقَدِّسُوا صَوْمَاً عَظِيْمَاً خَالِدَاً في أَلْفِ عَامٍوَلْوِلُوا! هَذِي الصَّحَارَى تَنْظُرُ الآنَ اعْتِكَافَاً نَحْوَكُمْوَتَجُوْدُ في سَفَرِ السَّحَابْوَجَعُ الطُّفُوْلَةِ في مَدَائِنِكُمْ صَلاةٌدَمْعَةُ الْمِسْكِيْنِ نَافِذَةٌ لِقُدْسِ عَوِيْلِكُمْذِكْرَاكُمُ الأُوْلى، وَأَدْعِيَةُ الْغِيَابْ!هُوَذَا يَكُوْنُ الْيَوْمَ أَنِّي رَاجِعٌ لِلْفَوْرِ– أَيَّتُهَا الْجَمِيْلَةُ مِثْلَ أَرْضِي –تَرْجِعُ الذِّكْرَى مَعِيوَتَكُوْنُ في هَذِي الْبِقَاعِ هِدَايَةٌ أَسْمَىلَعَلَّ بِهَا يُنَبِّئُنَا الْكِتَابْ!يَا أَيُّهَا الْخُدَّامُ في بَيْتِ الإِلَهِتَفَرَّقُواهَذِي بِلادُ الشَّرْقِمُعْجِزَةُ الْخَرَابْمَا كَانَ فِيْهَا غَيْرُ أَسْئِلَةٍ لِوَجْهِ الْحَقِّ:"أَيْنَ إِلَهُهُمْ؟" [1]مَا كَانَ فِيْهَا غَيْرُ تَضْحِيَةِ الطُّفُوْلَةِ وَالرَّبَابْ!2-أُنَبِّئُكُمْ كُلَّمَا صَعَدَ الأَمْسُ نَحْوَ الْغَدِ الْمُصْطَفَىعَنِ الْيَوْمِ!فَالرُّوْحُ قُدِّسَ ثُمَّ اخْتَفَى..أَنَا عُمْرُكُمْ لَوْ صَفَاأَنَا مِشْعَلُ الأُمْنِيَاتِ الَّتِي أَطْفَأَتْهَا السُّنُوْنُبِأَحْقَادِكُمْوبِجَهْلٍ تَفَشَّى بِكُمْ سَرَطَانَاًبِهَيْكَلِ أَحْزَانِكُمْ يُحْتَفَى!أُنَبِّئُكُمْ بِاجْتِرَاعِ الْحَيَاةِ:كُؤُوْسَاً مِنَ الأَبَدِيَّةِ تُسْقَوْنَقَبْلَ الْمَمَاتِ، وَقَبْلَ انْبِعَاثِ الْحَيَاةِمِنَ الْجَدَثِ الْمُسْتَقِيلْأُنَبِّئُكُمْ بِاجْتِرَاعِ الْهِدَايَةِ كَأْسَاً مِنَ الشَّمْسِنُوْرَاً يُضَاهِئُ نُوْرَ الأَصِيلْوَفَجْرَاً جَدِيْدَاً لِذَاكَ الْهُدَى تُدْرِكُوْنَغَدَاةَ الْتِحَامِ السَّمَاءِ بِأَرْضِيغَدَاةَ احْتِرَاقِ اغْتِرَابٍ ذَلِيلْ..أُنَبِّئُكُمْ بِوَصَايَايَ عَطْفَاً:كُؤُوْسَاً مِنَ الرُّوْحِ تُسْقَوْنَهَا في الْهَوَىهَوْشَعَنَّا [2] لِكُلِّ الَّذِيْنَ سَيَجْتَرِعُوْنَ كُؤُوْسَ النُّبُوْءَةِيَحْيَوْنَ في أَمَلٍ مُتَعَالٍبِيَوْمِ الْتِقَاءِ الْهَوَى بِعَبِيْرِ الْفُصُولْ!
من ديوان "أسفار الشرق الجديد" قيد الطبع