الثلاثاء ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم
كَيْفَ في ذَاتِي أَصِيْرُ؟
يَا مَنْ بِحُلْمِي أَنْتَ تَسْكُنُ دَائِمَاً
يَا مَنْ تُقِيْمُ الرُّعْبَ عُرْسَاً كُلَّمَا قَابَلْتُ وَجْهَكَ في الضُّحَى..
عُرْسُ الْجَنَائِزِ في دَمِي كَمْ يَسْتَجِيْرُ!
1-
يَا مَنْ بِحُلْمِي أَنْتَ تَسْكُنُ دَائِمَاًيَا مَنْ تُقِيْمُ الرُّعْبَ عُرْسَاً كُلَّمَا قَابَلْتُ وَجْهَكَ في الضُّحَى..عُرْسُ الْجَنَائِزِ في دَمِي كَمْ يَسْتَجِيْرُ!يَا مَنْ تَزِيْدُ الْحُزْنَ فيَّوَرُبَّمَا مَا زِدْتَهُ يَوْمَاًأَنَا الْمَحْزُوْنُ يَا حُلُمِيأَنَا الْمَرْعُوْبُ في حُلُمِيأَنَا الشِّعْرُ الَّذِي جَعَلَ الْقَصَائِدَ مَسْرَحَاوَبِهِ يُرَاقُ الصَّمْتُ وَالْوَطَنُ الأَخِيْرُ!بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ! أَخْبِرْنِيأَتَسْكُنُنِي؟ أَتَلْعَنُنِي؟تُسَمِّمُ قَهْوَتِيْ صُبْحَاً لِيَغْدُوَ طَعْمُهَا في حَلْقِيَ الْمُعْتَلِّ كَالذِّكْرَى؟أَنَا الذِّكْرَى! فَلَوْ دُرْتَ الرَّحَىلَوَجَدْتَنِي مَيْتَاً، وَيَبْكِيْنِي الأَثِيْرُ!2-رَحَلُوا جَمِيْعَاً، فَاعْتَرِفْأَيْنَ الصَّدِيْقُ؟ وَأَيْنَ تِلْكَ الْحُلْوَةُ الْحَوْرَاءُ في تَارِيْخِنَا؟حَتَّى الصَّدِيْقَةُ يَا رَفِيْقِي أُغْرِمَتْ بِالْكُرْهِفَارْتَدَّ الْوَفَاءُ، وَحُوْرِبَ الطِّفْلُ الصَّغِيْرُ!رَحَلُوا جَمِيْعَاً، قُلْ وَرَبِّكَ، أَيْنَ هُمْ؟مَا عَادَ مِنْ ذِكْرَاهُمُ إِلاَّ بَقَايَا حُلْمِيَ الْمَنْقُوْشِ بِالنِّسْيَانِ وَالْخَوْفِ الْعَتِيْقِوَمَا بَدَا في عَالَمِي إِلاَّ السَّعِيْرُ!يَا مَنْ تُبَدِّلُ صَفْحَةَ الْوِدِّ الْقَدِيْمِ مُجَرِّحَاًقُلْ لي وَرِبِّكَ أَيْنَ تَارِيْخِي الْوَثِيْرُ؟3-يَا مَنْ تُجَسِّدُ وِحْدَتِي بِصَفَائِهَاوَتُنِيْرُ لي كُلَّ اللَّيَالِيَ، رُبَّمَا مِنْ أَجْلِ تَوْفِيْرِ ارْتِعَابِي الدَّاكِنِ الآتِي عَلَى بُسُطِ الْخَيَالِوَرُبَّمَا حِقْدَاً.. لِيَحْسُدَنِي الضَّرِيْرُ!يَا مَنْ تَوَحَّدَ في ارْتِعَاشِي كُلَّمَا نَاشَدْتُ أَوْطَانَ الضَّلالِوَأَسْرَجَ الدُّنْيَا لِيَرْكَبَهَا الأَمِيْرُيَا مَنْ تُحَاوِلُ جَاهِدَاً لَجْمَ الْمَشَاعِرِ في دَمِيوَتُقَيِّدُ الأَشْعَارَ في كُتُبِي ابْتِغَاءَ مَذَمَّةِ التَّارِيْخِمَهْلاً!إِنَّنِي في ظِلِّ نَكْبَتِهَا أَسِيْرُ!مَا صُغْتُ يَوْمَاً أَحْرُفِي إِلاَّ لأُحْصِنَ فَرْجَ أُمَّتِنَالأَكْتُبَ مِنْ ثَرَى وَطَنِي حِكَايَاتِ النِّضَالِوَأَفْتَحَ الأَمْصَارَبِالشِّعْرِ الْمُوَسَّدِ لا بِأَسْيَافٍ تُغْيِرُ!يَا مَنْ تُؤَلِّفُ غُرْبَتِيقُلْ بِاخْتِصَارٍ، كَيْفَ أَسْلُبُكَ الشَّجَاعَةَ؟إِنَّنِي مَا عُدْتُ أَعْرِفُ طَعْمَهَامَا عُدْتُ أَعْرِفُ كَيْفَ في ذَاتِي أَصِيْرُ!!4-فَنَّ الْكَآبَةِ قَدْ أَجَدْتُوَمُقْلَتِييُنْبُوْعُ أَحْزَانٍ يُجَاوِرُهُ غَدِيْرُوَمَشَاعِرِي – يَا مَنْ صَلَبْتَ هُدُوْءَهَا في الأَمْسِ – دَامِيَةٌبِهَا يَتَفَتَّحُ الإِنْسَانُ كَالزَّهْرِ الرَّبِيْعِيِّ الْغَرِيْبِ بِأَرْضِنَاوَعَبِيْرُهَا قَدَرُ الْهَوَىوَبِهَا سَيَبْكِي الْكَوْنُ لَوْ أَذِنَ الْفَقِيْرُ!لا مَالَ يُسْعِدُ مُهْجَتِيلا صَحْبَ يُؤْنِسُ غُرْبَتِيوَأَنَا الْوَحِيْدُ، وَوِحْدَتِيقَدَرِي... وَتَارِيْخِي تَعَهَّدَهُ الْغُرُوْرُ!يَا مَنْ تَعَطَّشَ لِلشُّجُوْنِ فَأَوْرَثَ الإِصْبَاحُ بَعْضَ الْحُزْنِ في شَرَيَانِهِقُلْ لي، أَيَسْلِبُنِي الْخَيَالُ بَرَاءَتِي؟هَلْ يَسْرِقُ الْحُلُمُ الْقَدِيْمُ شَجَاعَتِي؟فَاللَّيْلُ يَا رَبَّ ارْتِعَابِي مُظْلِمٌوَأَنَا بِتَضْحِيَةِ الْجَوَى رَجُلٌ خَبِيْرُ!يَا مَنْ تَعَدَّدَ في الْحَيَاةِ كَمَا اسْمِهِوَتَسَمَّرَتْ أَوْصَالُهُ في كُلِّ تَابُوْتٍ لِشَاعِرِ عِزَّةٍوَاسْتَوْطَنَتْ أَذْكَارُهُوَتَخَمَّرَتْ أَخْبَارُهُيَحْتَلُّهَا الْوِجْدَانُ وَالرَّمَقُ الأَخِيْرُقُلْ لي إِذَا ذَرَأَ الإِلَهُ سَذَاجَتِيقَبْلَ الْوُجْوْدِ بِبُرْهَةٍ مِنْ أَذْرُعِ الشَّيْطَانِ.. قُلْفَأَعُوْذُ بِالشِّعْرِ الرَّجِيْمِ وَأَسْتَجِيْرُ!