الأحد ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم فوزيّة الشّطّي

نَملةُ الوادِي الخصِيب

صدرتِ الطّبعةُ الأولَى مِن كتابي الأوّل ’نملةُ الوادِي الخصِيب’ في مارس 2017 بتونس. جاء الكتابُ متوسّطَ الحجم (122 صفحة بحجم 15/21) وملوّنا ومزدانا بسبعِ رسومٍ داخليّة تجسّد بعضَ مشاهد الحكاية بأسلوبٍ طفوليّ مرح بريء. هذا لأنّ صاحبةَ الرّسوم الدّاخليّة طفلةٌ (تلميذة بالمرحلة الثّانويّة). أمّا صورةُ الغلاف فقد أبدعَها صديقٌ مصريّ هاوٍ يحبّ الرّسمَ الكاريكاتوريّ.

مِن حيثُ اللّغةُ والموضوعُ، يناسِب هذا الكتابُ النّاشئةَ أيْ الفئةَ العمريّةَ ما بين 10 و16 سنة. وقد أثريْناه بشروحٍ معجميّة وسياقيّة للعبارات الّتي بدتْ لنا غامضةً حتّى نحقّقَ الحدَّ الأقصى مِن الفهم والاستيعاب. وأرفقْناه بأنشطةٍ متنوّعة اِمتدّتْ على الصّفحاتِ السّبعِ الأخيرة فيها دعوةٌ إلى التّفاعل الإيجابيّ مع الحكاية بالرّسمِ أو الإنتاجِ الكتابيّ أو البحثِ العلميّ أو التّعبيرِ عن موقف شخصيّ... هي أنشطةٌ منتقاةٌ تحضُّ القارئَ الصّغير على تحقيقِ أهدافٍ عدّة. نخصُّ بالذّكر منها:

جعلُ المطالعةِ متعةً مسلِّيةً مُسعِدةً،

الكتابةُ الإبداعيّةُ بسيّدةِ اللّغات: العربيّة الفصحى،

العودةُ إلى القواميسِ العربيّة الدّقيقة لتنميةِ الزّاد اللّغويّ،

التّعمّقُ في معرفة عالم الحيوان بالرّجوعِ إلى الموسوعات العلميّة،

توعيةُ النّاشئةِ بحقِّ الكائنات الأخرى في الحياة على كوكبٍ عمّرْته قبلنا بآلاف الأعوام،
المساهمةُ في نشرِ ثقافة الرّفقِ بالحيوان،

الدّعوةُ إلى الحفاظِ على التّوازنِ البيئيّ اللاّزم لسلامتنا جميعا مِن الاندثار...

أمّا البطلةُ ’النّملةُ’ فهي شخصيّةٌ مركّبةٌ: فيها مِن الكسلِ والتّواكلِ والشّراهةِ والادّعاءِ الكاذبِ الشّيءُ الكثيرُ. لكنْ بها مِن خصالِ الجرأةِ والفضولِ المعرفيّ وصِدقِ العواطف ورقّةِ النّفس ما يَغفر لها عيوبَها ونزواتِها. اِرتأيناها نملةً ذاتَ نقائص شتّى كباقي المخلوقات على الأرض. هذا لأنّنا نعتقدُ أنّ ’النّزعةَ المثاليّةَ’ في تصويرِ الشّخصيّات وانتقاءِ الأحداث قد يُسقِطنا في المنهج التّعليميّ الوعْظيّ الّذي يُفسدُ متعةَ التّلقّي ولذّةَ النّقد.

تحتفِي القصّةُ باللّغةِ العربيّة الفُصحى تعبيرا أدبيّا وشرحا معجميّا، وتُدينُ همجيّةَ الآدميّين ضدّ الطّبيعةِ الأمِّ بِنباتها وحيوانها وفضائها، وتجعلُ القارئَ الصّغيرَ مُفكِّرا ناقِدا بقدْر هو مُتقبِّلٌ، ومُنتِجا مُبدِعا بقدر ما هو مُستهلكٌ.

قراءةً ممتعةً لجميعِ ’الأطفال’ صغارا كانوا أم كبارا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى