وحوار حول مسلسل «سوق الحرير»
شغلت المسلسلات الشامية شغف المشاهدين منذ أكثر من عشرين سنة وعلى امتداد الوطن العربي فمن "ليالي الصالحية"أيام شامية" و "أهل الراية" إلى "باب الحارة" بأجزائه الكثيرة وغيرها من عشرات العناوين إلى
مسلسلات هذا الموسم بما فيها "سوق الحرير".
يسعدني أن التقي مع الكاتبة الفلسطينية "حنان حسين المهرجي" التي زين اسمها في موسم رمضان الحالي 2020 بمسلسل "سوق الحرير" في إعداد سيناريو وحوار المسلسل و يسعدني أن تجيب عن هذه الأسئلة:
1ـ لو تكرمتِ لو تعطي القارئ سيرة ذاتيه مختصرة عن حياتك وأعمالك:
اسمي هو حنان حسين المهرجي من مواليد دمشق مخيم اليرموك سنه 1977 م.. بالنسبة لأعمالي فأنا أختصر كل ما يمكن يقال إلى أنَّ مشروع"سوق الحرير” كان نتيجة لمشروع عمل قديم أمارسه باستمرار وعلى مدى سنوات ولكنه لم يرَ النور إلا من خلال هذا العمل.
2ـ هل تعتبرين"سوق الحرير" جاء بنكهة مختلفة عن أعمال البيئة الشامية المكررة؟
من جهة المضمون فقد جاء "سوق الحرير" بحكايا اجتماعية قريبة منها إلى الحياة العملية أكثر من الحياة التي عرضت من خلال البيئة الشامية ولا يعتبر "سوق الحرير" من أعمال البيئة الشامية من وجه نظري بل هو عمل اجتماعي يعاصر فترة خمسينيات القرن الماضي تحديدا 1955 م، فقد كانت الفكرة أن نعالج من خلال العمل مضمون فكر المرأة على جميع المستويات البسيطة منها والمثقفة والواعية والمضطهدة، وقد تطرق العمل إلى جانب تطور الصناعة والتجارة في دمشق تحديدًا بعد فترة الاستقلال وهي الفترة الذهبية بحياة السوريين في القرن العشرين، وهذا ما كنت تفتقر إليه الأعمال السابقة التي تداولت قصصًا شعبية مكررة.
3ـ لوحظ في شارة البداية وجود ثلاثة عناوين تختص بكتابة المسلسل وهي: فكرة، سيناريو وحوار، معالجة درامية، هل لك أن توضحي ذلك؟
بالنسبة للعمل فقد كان نجاحه الملحوظ هو نتيجة لورشة عمل جماعية بقيادة الاستاذ بسام الملا فمن خلال الأفكار والحوارات و النقاشات الكثيرة وُلد هذا النص بشخصياته وأحداثه بعد أن قدَّم المخرج بسام الملا مجموعة من الأفكار العامة لإنجاز عمل اجتماعي يصور أحداثا في دمشق خلال فترة الخمسينات، ومن حيث أن روح الجماعة دائما تقدِّم الأفضل، وأحبُّ أنَّ أشير بأن نص "سوق الحرير" لم ير النور بالشكل الذي تابعه به الجمهور إلا نتيجة عمل جماعي شاركت به الاستاذ المخرج مؤمن الملا و المعالج الدرامي فادي المنفي والاستاذ أكثم حمادة..
4ـ يقال أن الكاتب يعرض شيئا من سيرته الذاتية أو الاجتماعية، فهل جاء شيء من ذلك بالنسبة لك؟
بالنسبة لي فأنا أرى أن الكاتب عندما يعيش القصة و أحداثها يستطيع التعبير عنها بشكل أفضل للمشاهد، وقد اعتمدت في تقديم شخصيات من لحم ودم تشبهنا إلى حد ما، وقد اعتمدت حتى بالمواقف على قصص واقعية مما شاهدت او سمعت من كبار السن حولي، وساعدني ذلك كثيرًا لأنني وجدت نفسي في أغلب المشاهد أعيش دورًا من الأدوار في لحظة ما..
5ـ أعتقد أن بداية المسلسل وعقدته المتمثلة في الطفلين الأخوين الذين أصبحا شقيقين بالإكراه هي نفس فكرة فلم ((تزوير في اوراق رسمية)) 1984 م لميرفت أمين و محمود عبد العزيز، هل جاءت الفكرة مصادفة أو تناصا أم تم الاطلاع على الفلم المذكور؟.. وهل سنشهد نهاية المسلسل كنهاية الفلم؟...
هذا السؤال قد قرأته كثيرا على صفحات الانترنت وقد كان كالاتهام أيضا من أحدهم أكثر من كونه سؤالا.
بالحقيقة قصة الطفلين عمر وعمار في العمل هي عبارة عن قصة موجودة في واقعنا الحالي الذي نعيشه مع اختلاف في سرد البداية المنصوصة ضمن العمل، وقد كانت لضرورات درامية سرد القصة بالبداية جعلت منها شبيهة لقصة فيلم "تزوير في أوراق رسمية"، لم يتعمد أحد ضمن ورشة العمل تقليد حكاية الفيلم؛ بل جاء ضمن السياق الدرامي لا أكثر، وأؤكد للمشاهدين الذين سألوا عن هذه النقطة بالذات أن مسار قصتنا لن تذهب إلى نفس المكان التي يعرفها الجميع داخل قصة الفيلم، كما أؤكد أيضا أن القصة مختلفة تماما من حيث البداية والنهاية بعد مشاهدتي لفيلم "تزوير بأوراق رسمية "فكرة البداية بالمصادفة كانت مشابهة قليلا لفكرة الفلم وكما نوهت بالبداية لضرورات درامية لا أكثر وسنرى مع سرد الأحداث البعد الكبير باتجاه المسارات.
6ـ هل سنرى في المواسم القادمة "سوق الحرير" 1 و2 وهكذا؟...
منذ بداية مشروع"سوق الحرير" كان هناك اتفاق مع شركة الإنتاج على تقديم العمل ضمن أجزاء، وقد أُنجز الجزء الاول، والجزء الثاني من المقرر أن يتم تصويره قريبًا، لذلك سيلاحظ المشاهد أن العديد من القصص في الجزء الأول لم تغلق، ومصائر شخصيات لم تتضح بانتظار بقية الأجزاء، حيث يشهد الجزء الثاني تطورًا كبيرًا لشخصيات كثيرة؛ لكن دون أن تنحرف عن مسارها، على عكس الأعمال التي قرر أصحابها تقديم جزء ثان أو ثالث استثمارًا لنجاح الجزء الأول، وهذا ما يؤدي أحيانا الى تقديم مواسم لا تحقق النتيجة التي يرى جوها المشاهد بانحراف الشخصيات والأحداث عن مسارها وخط العمل الاساسي
شكرا لك أستاذة حنان حسين المهرجي وبانتظار الجزء الثاني "سوق الحرير" في رمضان المقبل بإذن الله