الخميس ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم حسن محمد صهيوني

وقفة على أعتاب الثورة العربية

العزمُ يَصدُقُ ما في النفس من طَلَب سَلْ فيه عـاقده عن ثورة العُرُب
عن ذلك الشعب يطوي الأرض معتصِماً والنصر بُغيَتَه في كلِّ مُطَّلَب
شُمُّ العرانينِ ما ترقى عزائمهم كانوا لها الأهلَ بل من خيرة القُرُب
كانوا العَوانَ إذا يُسراهُمُ انقبَضتْ يُمنـاهم انبسطتْ فيَّاضةَ الرَّبَبِ
في زحمة البأس والأهوال تكنَفهم من عصفها العصفُ ما دارت بِمُنقلَب
شَدُوا الوثاق فما اهتزت ضمائرهم أو جاسها الرَوْعُ ما في الروع من حَرَبِ
أو أسلمـوا الأمر للأيـام قادمةً حتى تَعَمَّ خـراباً، فوق ذا خَرَبِ
ما صِنعةُ الفذِّ مأمولاً يطيب به أحلى وأجمل من أفذاذها النُجُبِ
هم الأسـودُ إذا عرَّفتَهم فلَهُـم ما للأسود طباعُ الظفْر والغَلَب
إن أشعلوا الأرضَ من ثُوارهم حمماً أيديهمُ انتفضت حَمَّالةَ اللهب
ما استَرْوَحُوا الجَهد حتى شَدّهم وَثَبٌ نَهَدوا به في سُرعةِ الشُهُب
حتى يقولَ منادٍ قَيلَ عنترةٍ: أقْدِمْ لها الآن، تلكتْ حَظْوَ مَنْ يُجِبِ
هي ساعةُ النصر حان اليوم موعدها لمّا توحّد شملُ العُرْب في القُطُب
لم تحجبِ الشمس عنهم من أشعتها بل جادت الشمسُ فيهم ضِعْفَ ما تَهَبِ
حيناً تفيّأَ ظلَّ المجدِ ثائرُهم واللهُ كان وراءَ القصْد والطلب
قال الدعيُّ هَوَىً: قد جُنَّ فتيتُنا يا سُوء ما اقترفوا، يا ضَوْعَةَ العَرَب!!
لو يَعلمُ القوم ما تُودي عواقبُهم فيما هم افتعلوا ما هَبَّ ذو صَخَب
قد كنتُ آمُلُ لا تجري دماؤهُمُ مُهْراقةَ النزْفِ بين الكَلِّ والهَرَب
وينطقُ البؤس: عودوا، لا نَتَاج لكم فالصوت محتَجَبٌ من كلِّ محتَجَب
عودوا إلى الدار أنّى يُرتَجى بكمُ إلا كما يَرتَجي الميؤوسُ بالكَرِب
لكنه الفجر قد لاحت مطالعُه بيضاءَ لامعةً في شَذوِها الرَطِب
وأفْصَحَ النصرُ عما كان مأربَه هذا الدعيُّ بما في القِيلِ من أَرَب
إنْ ما تَكَشَّفَ مِن لونٍ تَلَوَّنه بان الخَبَاثُ به من قلبه العَطِب
الآن أعرفُ من كانوا عباقرةً وأبْصُرُ النصر لا يُسقى من الرِيَب
وأعرف الشُمَّ من جابوا بسيطتَهم تَصْلى بوقعتهم في كل مضطَّرب
وأصْدقُ اليوم قولاً: إنَّ نطفتَهم في طَورِها خُلقتْ من قامة السُحب
من صرخة الشعب لمّا اليومَ يطلقُها قد نال عزته من صوته الخَضِب
يا شاهدَ العصر سَطِّر عن سواعدهم ما كان من أدب أو حُفَّ في الخُطَب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى