الأحد ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم
رسالة من طفلة فلسطينية
لكمُ المناصب كّها، فَبِها انعموا | ولنا وعودُ دُعاتكم ما نَحلُم |
ولكُمْ بما تجري السياسة مَطْمَحاً | لمّا نَزَلْ من ويلها نتألم |
إني حفظتُ خطابكم، فتَصَوّرا | ألقيتُه مِنْ غير ما أتلعثم |
وحفظتُ جملةَ (أيها الأحرارُ)، بل | وعرفتُ أين به الفواصل تُختم |
فدعوا الخطابة جانباً، ما نفعُها | والفعلُ جانبها، أينفعُنا الفم؟! |
يا باعةَ الأقوال، للأقصى فمٌ | يوحي إلينا بؤسُه إنْ تكتموا |
الآن يفضحكم لنا، فَهَوِيُّكم | هذي المذلة والصغارُ الملجِم |
أيَنْا تراها القدسُ؟ غابتْ شمسُها | ضَجَراً بها من كل ما قرَّرْتُمو |
وقرى فلسطينَ انطوى إصباحُها | عن نوره، وبه الظلام المعتم؟ |
وخرائطُ التقسيم صِيغت منهجاً | ما بي أرى وطني بها لا يُرسم |
حتى عَجِبتُ لحالنا يا قومنا | يرضى المُضام وليس يرضى الضَيِّم |
سبحان من أجرى الكلام على فمي | لأقولَها: هيهاتَ أن تتقدموا |
إني لأخشى أن أبوح بلفظة | وأقولَها جهراً: (هَرِمنا)، فاعلموا |
ما ذنبُ أطفال تدكُّ جسومَهم | طلقات رشاشٍ وقصفٌ يَقصِم؟؟ |
ومدافعٌ.. وقنابلٌ.. وصليَّة | وشظيّة فيها الأضالع تُضرم |
إن كان ذا شأنُ السياسة درأكم | فالموت من كل السياسة أرحم |
يا قومُ من عجب السياسة أن نرى | هاماتكم من تحتنا تتقزم |
أفلامُ مؤتمراتكم محروقة | ووعودكم زيف تَوَشَّمَه الفم |
ورؤاكمو مكسورة مرآتها | غارت تُرى؟ أم غار عنّا المقدم؟ |
فلم الوسامة في الخطاب وحولنا | دبابة تسعى وجيش داهِم؟؟ |
إنْ تَعْلموا لغةَ الطفولة ما حَوَتْ | فهي التشرد والرصاصة والدم |
وبراءةٌ تُغتال تحت صغيرة | تشقى بمكرَبة العدو وتهرم؟! |
الآن أحكي والشواهد كلها | تفضي معي مما به أتذمم |
أنا طفلةُ السَبْعِ العِجافِ بموطني | يَمْتصُّ من دمها بَغِيٌّ أنقَم |
كم زراني عُمُري زيارة بائسٍ | ولكم بوجهي شاخ ذاك المَعْلَم!! |
ولكم صرختُ: أبي!!، فأسمعني الصدى | قد غاب ركبُ الراحلين، فَمَنْ همُ؟ |
وأبي المسافر في الفضا أفما له | أشواقُه الحَرَّى؟؟ تُراه أيُقدم؟؟ |
وأرى لأمي رَوْعَها، تُخفي له | فأجُسُّه قد بان ساعة تَضْمُم |
قالت: أعدي للصغار طعامهم | لست ابنتي أقوى، فلا تتذمموا |
ولِدميتي وجهٌ يشوه ملامحاً | لاتعجبوا، حتى الدمى تتألم |
حتى الحجارة والرمال وما حوت | سأمت وشاخ على ثراها المأتم |
حقب مضت والحال فيها ذاته | وخطابكم بالمجريات مُسلِّم |
والحال أبلغُ ناطق، فيه البلا | متفاقم ... متطاول ... متأزم |
فإلى متى؟ قولوا، (هرمنا)، دهرنا | من طول مؤتمراتكم يتحَجَّم |