الأحد ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

وقفة مع الموسم الدرامي الفائت

في زحمة المسلسلات الدرامية الرمضانية كان من الصعب وسط هذا الموسم السنوي، وضمن هذه الاعتباطية في الطرح ,الإمساك موضوعياً بناصية النقد العلمي لحالة درامية مازالت ترضع من معطى تجاري يطاول عنان المصلحة و المنفعة على حساب السوية الدرامية، الأدبية، والفنية، التي نحلم بها.. ومع ذلك فانه يمكن الحديث وضمن الدراما السورية على الأقل عن تراجع بالكم والكيف على حد سواء، فمن أربعين مسلسلاً في الموسم السابق نصل إلى /27/ فقط هذا الموسم الأخير , ناهيك عن الكيف المتراجع هو الآخر , فباب الحارة الذي أضحى باباً لارتزاق المخرج، ونافذة للتسلية البائسة ليس إلا، فمع غياب معظم نجوم العمل، وكذلك غياب وتبديل الكاتب بعد الخلافات المالية مع (القاووق)، كان لا بد من (تكويعة) درامية، تحاول استجداء المشاهد، في محاولة يائسة للم الشمل ,و العودة بالمسلسل إلى سابق عهده.. فكانت المقاربة غير المقنعة والمرتبكة مع قضية حصار غزة، والحالة النضالية للشعب الفلسطيني، لكنها كانت محاولة ليست موفقة وواضحة للعيان.. أما مسلسل (قلبي معكم) الذي يقوده عباس النوري فقد لامس مسائل مهمة في الواقع المجتمعي إلا أنها كانت غير مقنعة خاصة في موضوع الطب والمشافي الخاصة، التي ظهرت بالعمل بتمظهر آخر يختلف عن الواقع تماماً..

وكان (زمن العار) عملاً اجتماعياً جيداً بوجود الكثير من الهنات هنا وهناك، دون الغوص في العمق المجتمعي السوري أو العربي بشكل عام.. لكن مسلسل (صبايا) الاستعراضي الذي حشد مجموعة صبايا من الفتيات والنساء الجميلات بعض الشيء، فقد فشلت كاتبته (رنا الحريري) في أن تمسك بكل ماهو مفيد، فلا العمل كان كوميدياً , كما أنه لم يعالج ولم يطرح أي فكرة بشكل مفيد للمجتمع السوري أو العربي , فكان فاشلاً بكل المقاييس , خلا استعراضا الألبسة النسائية وصبايا القرن الواحد والعشرين. بأسلوب مكرر وممل، وغير قادر على الإمساك بالنسق الدرامي المقنع.
وفي (آخر أيام الحب) تمكن المخرج وائل رمضان من المرور على حالة حب إنساني ورومانسي مع الكاتب الفلسطيني هاني السعدي قاربت الحالة المجتمعية ببساطة متناهية , أيام الوحدة المصرية السورية , دون التحليق جدياً بما هو أهم بكثير في تلك المرحلة الخصبة من تاريخ الأمة.

ولقد غابت (مرايا) ياسر العظمة, وكذلك (بقعة ضوء) الجديدة عن الموسم، لكن الأخيرة تم التعويض عنها بمجموعة منتقاة من الأجزاء السابقة، كانت اختياراتها موفقةً إلى حد كبير عوضت عن الغائب الفائت.
عموماً فقد كانت هناك محاولات درامية سورية جادة لم ترتق إلى ماهو أفضل من السابق إلا أنها حافظت على الوقوف في مكانها على الأقل. فهل ستبقى كذلك؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى