بلادي ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني أخذت أبحث وسط الوجوه عن شخصٍ مثلي، عن ملامح مثل ملامحي. لكنني لم أجد. لم أيأس فهم ألوف، ربما غابت الوجوه التي أبحث عنها وسطهم. وربما النجوم المتلألئة تخفي الوجوه المظلمة مثل وجهي. فهناك بعض نجوم (…)
الصفعة المقدسة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني أن تقوم مشادة كلامية في قريتنا فهذا أمر عادي ، ولو تحولت تلك المشادة إلى شجار بالأيدي والعصي بين شخصين أو أكثر، لدام الأمر ساعة أو ساعتين ثم انقضى. لكن الذي أبقى أثر تلك المشادة وما تلاها من (…)
1-2-3 ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني أنا الآن مصارع قد كسته العضلات والعروق، واكتسى وجهي بالقسوة المطلة من عيني الزرقاوين. أهز شعري الأشقر متوعداً خصمي الشاب الأبيض الضئيل بالنسبة لي. طويل وله عضلات ولكنها مجرد زينة لجسده وليست (…)
ميكروباص ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني لا يمكن اعتباره ميكروباص فعلاً، ربما ميكرو ميكروباص. لأن حمولته المفروضة خمسة أفراد غير السائق والكرسي بجانبه. يتحول العدد خمسة إلى ستة بحشر السائق لشخص زائد بين الكرسيين خلفه. وأفضل تعبير عن تلك (…)
شكة دبوس ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني المأساة بدأت.... لا أنا لا أعرف متى بدأت المأساة. ربما بدأت منذ حادث الشجرة والأفعى. أنا فقط أعلم متى بدأت معي. يومها كنت أجلس مكانك.كنت أظن حينها أنني أعلم ما لا يعلمه البشر، وبأنهم طوع يدي. وهو؟ (…)
مدينة النسيان ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني ودعني الرجل الضخم ذو الشارب الكث بودٍ على الباب، بعد أن أعطاني تفسير ما حدث.لكن ما أن أغلق بابه خلفي حتى نسيت. نسيت السؤال والجواب. أعرف من أنا لكن أين وكيف؟ حاولت أن أتذكر لماذا أقف هنا، وفيم (…)
مواطنون ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني صحوت فزعاً للمرة العاشرة . كلما أغفو أتخيل أنني أميل بجسدي حتى أسقط خارج الطائرة. قلت متذمراً: ألا يقتلون إلا في منتصف الليل؟ نظر إلي رفيقي باسماً وقال: اعذرهم لم يعرفوا أنك نمت متأخراً.
لحم مشوي ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني اليوم هو السبت، والليلة هي ليلة اللحم المشوي . احتفال أسبوعي في البلاد كلها، كل مدينة وكل قرية وكل حي . كل قصاب يعرض اللحم الذي وزعته عليه الحكومة صباح السبت . حسب قدرته وحسب قدرة أهل الحي الذي (…)
السلاح السري ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني أنا السلاح السري. أنا وأقراني سبب حالات الوفاة المنتشرة في البلاد منذ فترة. و رغم أنهم حذروا مني،إلا أن الناس مازالت لا تتعظ، ويهلكون أمامي في منتصف الليل أو في الفجر قبل الشروق. لم يكن تحذيراً (…)
ضباب ٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٧، بقلم محمد يحيى ذهني أسمع في المذياع أن الأمر مؤقت, ولكنني لا أصدق. ولا أظن أن أي أحد سيصدقهم. ألم يقولوا من قبل أنها مجرد شبورة ؟ وأعلنوا مدى الرؤية الأفقية وتوقع انقشاعها. كل هذا قالوه في نشرة المساء. وفي الصباح لم (…)