نفحــــــــــــــــــــــــــــات
تحفنى أجنحة روحك..
تحمل خطواتى المبهورة..
تدغدغ منى الحواس والأطراف..
يداعب خدرها قلبى..
تجعلنى لا أهتم كثيرآ، رغم اعتيادى، بمطالعة وجهى فى المرآة؛ كى أستعيد ملامحآ
تطابق ملامحك المتشبعة بها ذاتى.
يهتز جسمى بمشيتك. تعانق يدى عبير يدك اللينة فى قوة، الشديدة فى حنان.
تصحبنى روحك.. تمر بى عبر بقاعك الأثيرة، حيث ما تبقى من صحاب كانوا لك، حيث ركن بالمسجد كان يؤويك.. يركن اليه ظهرك، وتعلو يسراك ركبتك المثنية، وتطوف عيناك فى الملكوت...
تهدينى الى بيت العمة (شقيقة الروح).. تمتد فيها ملامحك العميقة، وسجيتك مطلقة العنان، حيث كنت أنت ـ هناك أيضآ ـ المرجع والمغيث، رغم ترحالك وتطوافك فى بحار الدنيا ويابستها.
تسعى نظراتى ـ بسمت نظراتك ـ فى وجهها. أكاد أسكن ثناياه، ولا تمل عيناى تعبيراته ـ التى هى من تعبيراتك ـ ولا تفارقه.. تلصق بطينتك التى تجمّلها لمحات من قسمات وجهك، ومنمنماته العبقة، ولا أكاد أفارقها، الا لكى تحطنى روحك محطآ آخر، كان لك فيه مساحة من وجود..
تعانق.. تلاطف.. تشيع فى الأجواء عطرآ ؛ فينادينى من كان بك عارفآ، بلقبك، وكنيتك.. يداعبنى بعباراتك ـ هى ذاتها المحفورة على جدارية أيامى ـ يداعب فىّ صورتك، ملامحك الجاذبة، والمعطية للود ؛ فيملؤنى الانتشاء طربآ.. يهزنى بدمع يسرى تحت مسام جلدى بروح الحنين.
****
تعيدنى خطواتى. لا ترمى بى نحو أى طقس من طقوسى المعتادة...
أجدنى أعاف المقهى، معانقة سحب الدخان، مسامرة الأفكار السكرى المتخبطة برأسى.
أجدنى أحث الخطى عائدآ الى ملاذى، ومأواى.. بيت دعمته أنت لى.. تحوطنى فيه زهراتى الثلاث.. يتطلعون الى صورتك الباسمة على جدرانه ـ التى تفتقد أنفاسك ـ يتشربون منها دفء الملامح، وتألق العينين الصافيتين. تسعى عيونهم فيها متأملة، كما أتأملك أنا فى غفوتى، وفى أحلامى.
وتهمس أفواه الأشياء دومآ فى أذنىّ بصوتك.. عذبآ يخترق حاجز سنين الغياب.