الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم
أمداء مدينة لا تشتكي
إلى القدس، المدينة السابحة في حيرتي
أيتها المدينةلك مني أبرك السلامأنت وما تبقى من بصيص الرجولة،ها أنت تقفينبين الغصة واللسانمثل زغرودة مرتجلةتتلقفين سربامن النظرات القاحلة،تنكمشينفي بريق العباب الفصيحكعالم من الدموع،الحسرة فيك سيديرتع في بطش الجنان،السنابل تدب فوق أشلائهاتحيل المقابرإلى فروة متصدعة من الجماجم،أيتها المدينة الدافئةلك مني أبرك السلام،يا باحثة عن الأنسفي عطش منفي إلى الأرضالشهامةتزرع المسامير في آمال دافقة،وأنت تزحفينوما زحفك بخادش للوجود،مثل خيمة بلا وجه حقيقيكأنك الخريفإذا تطلعت إليه أيقونة السرابفي جسد بلا جدران،ترجفينتمطرين ورقا وتراباوبسمة أطفال،أنت مغرمة بالكراسة والسجادوما أنا بغافلعن تصدع صدرك من التقوى.أيتها المدينة العابدةأين حليبكليرويَ صفرتيويطفئَ ما تبقى فيّ من لهيب الذاكرة؟هل تخجلين من عروة النجيعإذا بللت شفاهك؟أنت المدينةوأنا الجاثي على مرارتيفي مزبلة بلا كرامة،في تاريخ لا يبتسم،ها أنت تجاورين الكفنعطشى إلى فحولةتدفئ أوصالكتعصر أثداءكوأنت الساجدة بين اللاحرب واللاسلمأيتها المدينة لك مني أبرك السلام...
إلى القدس، المدينة السابحة في حيرتي