الأربعاء ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم
أنانيتي
عُدْ للتصوفِ تكسبِ الأبدا | ما فيكَ يكفي أمَّةً كمَدا |
لا فطرتي تُجدي ولا ناسي فهم | لمّا فقرتُ تضاءلوا عددا |
حتى التي يوماً ظننتُ بها | هَيَفَ الحبيب تحولتْ بددا |
أنا عاكفٌ والجرحُ معتَكَفي | جرحٌ يعظِّمهُ الذي زهدا |
أنا إن سكنتُ الليلَ معتزِلاً | فدجايَ في حضن السنى ولِدا |
لا غايةٌ أبداً بمعتزَلي | إلاّ التماسُ الحق منفردا |
فالناسُ حقاً ظالمو قلقي | لكنني لم أعْنِهِم أبدا |
كل الذي يبغي خفوقُ دمي | ديمومةٌ غنّى لها وشدا |
إن يعمدِ البعضُ الإساءة لي | فالخَلقُ لم يعمدْ وما عمدا |
يا غبطتي حيِّي ضحاكِ بلى | نوراً وناقوساً وطيرَ هُدى |
هي رعشةٌ لا سوءَ في يدها | ويدٌ برعشتها سكونُ مَدى |
ما أرهفَ الفردَ الوحيدَ إذاً | حتى إذا جاعَ استحالَ يدا |
تمتدُّ بالكِرِم الأصيل وقد | يُبدي الغنيُّ عمىً إذا حُمِدا |
لكنَّ رائي الروح ذو بصرٍ | والوردُ ينظرُ والعيونُ ندى |
ــــــــــــــــــــــ
(*) يكثر بعض المتصوفة القدامى من ذكر ( أنانيتي ) وهي مشتقة من الأنا بالمعنى العرفاني وهي على النقيض من الأنانية المعروفة في لغتنا اليوم .