مراسي الشُّهُب
سلامٌ، وقد عزَّ السلامُ، مديدُ
لكونٍ كوى ليْ النفسَ فهي تريدُ
وإنْ تاه ليلي بين دمعي وبسمتي
فجَفنيَ عن عصر الجفافِ بعيدُ
فما بسمتي إلاّ زوالٌ كومضةٍ
وأمَّا دموعُ المرء فهي نشيدُ
نشيدٌ يهزُّ الأرضَ من جَنَباتها
وترفعُ بحراً بالأصابعِ بِيدُ
وينثالُ لونُ الريح فوق مواسمٍ
جفاها هي الأخرى زمانٌ رغيدُ
رغيدٌ كمثل كمانِ ليلٍ لعازفٍ
تقبِّلُهُ الآهاتُ ثُمَّ تُعيدُ
ليدركَ مرساةً عَلاها كنورسٍ
شهابٌ وهل ينسى الذراعَ وليدُ ؟
تهاوى لحضن البحرِ لكنَّ هاجساً
تناهى بأنْ أوغلْ فصاح : وحيدُ
وـ حتَّام ؟ ـ لم أسألْ وذهني ملبَّدٌ
بما يُحزنُ الأحرارَ، والقيدُ تعويدُ
ولا ـ كيف ؟ ـ والذكرى كما الغيبِ حيرةٌ
رجوتُ بها وعداً فجاء وعيدُ !
وفاتنتي كم قد شكوتُ دلالَها
فلا ينثني خَصرٌ ولا يرعوي جِيدُ
وفي حقلِ أقمارٍ تَبَلْبَلَ خافقي
كناقفِ صهباءٍ فظلَّ يميدُ
فلا الوجدُ بيْ سارٍ إلى مَن هويْتُهُ
ولا مَن هويتُ اشتاق والشوقُ توحيدُ
توحَّدْ فنصفُ القلب أمسى مخدَّراً
بوعدٍ وما الميعادُ دينٌ وتسديدُ
ولكنْ صلاةٌ واحتراقُ مباخرٍ
وشمعٌ وترتيلٌ وطهرٌ وتعميدُ !