السبت ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم
اعذريني
بقلم سلام الفايد
على فراشها جَلَستْفي غرفتها شبه المضاءة رَقدتْبعبارات تهز الروح في الجسد تَفَوّهتْ"ولدي صدري يناجيك ليضمك""بنيّ، عد إلى حضني بالدفء يشعرك"ولدي، متّع عينيّ برؤياك""الموت يشدني إليه، ساعة الفراق يا بنيّ قد اقتربت ""ولدي ملائكة الرحمن تعبر امام ناظري""استعجل الرحيل يا فلذة كبدي ""فان عظمت ذنوبي كثرة فان عفو الله يا ولدي أوسع ""ولقاءه أحب إليّ من مكوثي في دنياكم "في أي بلد تمكث يا حبيبي ؟أين أنت الآن يا بعد روحي؟طمئن فؤادي بأخبارك يا من تتربع على عرشهارحم الرحم الذي لم يلد سواكتعال يا ولدي...زرني! لا تتركني وحيدة آخر عمري!دعني أوصيك خيرا بأحبابك...لا تجعلني أستعجل الرحيل وأنت راحل عني، بعيد عن مقلتيّ، عد يا بنيّ...أمااااه !اعذريني لم أسمعكأماه! أعذريني فضميري استيقظ من ركوده متأخراجئت غرفتك يا أمي...جئتها وحيدا...كئيبا...نار الغربة تحرقني...جدران غرفتك المظلمة، الموحشة تلومنيسريرك يا أمي يرفضنيفراشك يبكيك يا غاليةآآه أماه...وصلت متأخرامررت عبر رحلة غسيل النفس بأزمات كثيرةوَعُدتُّ... لأبشرك بتوبتي وإيمانيعدت يا أماه ولم أجدكصورتك معلقة أماميألمس حضنك الدافيء حتى في مماتكأماه...تركتني وحيدًا وَرحلْتِهَجَرْتيني يا غاليةوأَنا الذي هجرتُكِ...عُدتُّأماه!اعذريني...
بقلم سلام الفايد