التحليل النفسي أعطى بعداً إضافياً للنقد الأدبي
زار دمشق مؤخراً الكاتب والأديب والمحلل النفسي الذي يعيش في المهجر (إحسان غرير) .. وعلى هامش ندوة أقيمت له بدعوة من جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، أجرت (ديوان العرب) هذا الحوار القصير معه والذي اختصره الكاتب (غرير) بالحديث عن تجربته الأدبية والتحليل النفسي حيث قال:
درست في جامعة دمشق، وتخرجت مهندس كهرباء، اكتشفت في نفس اليوم أنه لم يكن من الضروري دراسة هندسة الكهرباء، لأني وجدت نفسي أن ميولي هي أدبية أكثر منها هندسة، وكنت مغرماً في الفلسفة جداً.
عملت في الشركة السورية للنفط، ثم أديت خدمة العلم، وبعد التسريح من الجيش أسست مكتباً هندسياً. وعملت في مجال دراستي مدة لم تطل كثيراَ، ثم شُغلت بموضوع الهجرة، فهاجرت إلى كندا بداية عام 2000 م.
ولم تكن مسألة الهجرة صدفة بل كانت حاجة ضرورية لي، وفي كندا عملت على تعديل شهادتي الدراسية، وشدّني موضوع التحليل النفسي، وأريد ان أنوه في هذا المجال إلى أن التحليل النفسي في البلدان الغربية متطور جداً، تطورا لوغاريتمياً، دخلت أحدث المدارس التي تتعامل بالتحليل النفسي، ثم التداوي عن طريق التنويم المغناطيسي.
سافرت إلى دولة (قطر) حيث جاءتني فرصة عمل كانت جيدة فيما يخص العلاج النفسي، وفي التحليل النفسي كتبت عن العلاقة بين الجنسين، ومن المعروف أن هذا الموضوع (العلاقة بين الجنسين) ثقيل حتى كـ (لغة) على الناس، لهذا لجأت إلى الأدب، فكتبت في نهاية التسعينيات مجموعة قصصية، ومن خلال هذه المجموعة حاولت توصيل فكرة عن التحليل النفسي ولكن بلغة أدبية. وهنا وظّفت الأدب ليكون حاملا لفكرة التحليل النفسي والعلاقة بين الجنسين.
كتبت (محمودة وأنا) والتي أعتبرها من أحب المؤلفات إلى قلبي، وفيها الكثير من الشرح بطريقة أدبية عن التحليل النفسي، كما ان فيها جرأة ولكن من غير إسفاف، ويحيطها شيء من الفانتازيا، ولا شك أن القارىء سيلمس هذا الشيء عند قراءته لهذه القصة.
وكتبت (الشقي) .. والتي وصفها النقاد على أنها إعادة تدوين لتاريخٍ قد مضى لتوه، ولكنه لا يزال موجوداً حتى اللحظة، في مخيم اليرموك، و(شلهوب) بطل الرواية ، الشقي ، والمليء بالصخب والحب لـ (قرباطية) .. كم أحببت هذا الشقي وكم استمتعت بتحليل نفسيته في ظل الحياة الصعبة وحياة اللجوء.
وأريد أن أشير إلى أن التحليل النفسي أعطى بعداً إضافيا للنقد الأدبي، وهناك الكثير من الأدباء والكتاب اعتمدوا في كتاباتهم على التحليل النفسي مثل (ديستوفسكي) وغيره الكثير .حتى أن (فرويد) قال عن هؤلاء الأدباء: (هم خير من علّم التحليل النفسي.