الاثنين ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

التوبة

تمنّعَ عن جفنيّ نومٌ مُمَلمَلٌ
وهبّ مؤلّباً عليّ فراشيـــــــــــهْ
فقـــلـــتُ له لمّا تمادى مُمَلمِلًا
ألا لِنــتَ رأفةً ورفقاً بحاليــــــــهْ
فقال بجـفْنيك أرى ذا المولــولَ
الذي كلّما أطلّ شقّ بقائيــــــــهْ
فقلتُ هو العمر إذن ظنُّه بــأنـ
نني بتُّ خالياً فأمّ جفونيـــــــهْ
أم الظنّ أنني عجزتُ وحيلـتي
فناديتُ فانتخى ولبّى ندائيــهْ
وإنْ كنت ناديتُ فلستُ بمؤمنٍ
لعمرٍ ولستُ أستغيثُ شقائيهْ
وأغلب ظنّي انّه جاء لائمــاً
مُدينًا ب (لوكنتَ فعلتَ) فِعاليـــهْ
كعادة كلّ فاسقٍ عند رجعهِ
رجعت لكيْ تحصيْ عليّ ذنوبيـــهْ
عذولاً ككلّ كافرٍ عند بعثهِ
وعلّ النجاةَ تُسْتقى من جوابيهْ
وتجأرَ شكواك بأنّك قد ظُلـــِـــمْـ
تَ اذ كنتُ مثواك وكنتَ كتابيهْ!
وتعزو إليّ دون غيري شبابــَك الـ
مُضاع هباءً! أو ليسَ شبابية!
غلــوتَ وربّي إذْ وصفتَ وعلّـني
أبــوحُ بما فيه شفاءُ جراحيـــــــهْ
فإنّك إذ تــــقدمُ كلّ مــــــــلمّــــــــــــــــــةٍ
فقد بتَّ للشّؤمِ فتــــاهُ وداعيــــــــــهْ
وإذْ تحضرُ القلبَ فيغبرُ فرحُهُ
فقد بتَّ للنّزْرِ من الفرح ناعيــهْ
تنازلتُ فيك عن كرامَ مــــــــــــــــــآثرٍ
عُرفتُ بها في كلّ سهلٍ ورابيهْ
فصرت أرى الدنيا بعينك جنـةً
ومن تحتِها نارُ جهنّم خافيـــهْ
وفيك اغتربتُ عن لطاف مشاعـــــرٍ
سموتُ بها في كلّ روضٍ وباديهْ
ولمّا بحثتُ عنك يوم تمـادتِ
الحياةُ وجدتُها بحضنكَ غافيهْ
وضيّعْتُ فيك سيرتي وعقيدتي
ونفساً ورثتها من الذنبِ خاليهْ
وضحّيتُ بالجيران والأهلِ والرفـاق
حتى خوى وجفّ واعتلّ ساقيهْ
فأضحيتُ خوّافاً وجلّ هواجسي
المصيرُ إذا ما هبّت الريحُ عاتيهْ
فــبـــــتُّ بأعيــــنِ الخلائــــقِ سبّــــــةً
يتاجرُ فيّ كلُّ بيــــــــتٍ وقافيــــــــــــــــهْ
وردتُ كتـابَ الله بعد قــطيـــعــــــةٍ
مــــخـــــــافةَ ساعـةٍ وربّك آتيــــــــــــــــــــــهْ
وعــدْتُ، وكلّمـا مـررت بآيــــــــــــــةٍ
سمعتُ: تهاونتَ وأمّكَ هاويـــــــــــــهْ
فهل جئتني يومًا الى اللهِ داعيا؟
وهلّا حملت حصّةً من عذابيـــهْ!
وراعيتُ خلّيك تصابيك والْهوى
ولمْ تأتِني بمنْ يُداويْ جـراحِـــــيــــــــــــــهْ
وأسلمتَ جسمي للمشيب وما حسبْـ
تُ روحي ستنجو لو غدتْ بكَ راضيهْ
بــــــــرمـــتُ بشكواك وكثرِ أنينـــــــــكا
بلا سببٍ فاعـفُ وأطلق سراحيـــــــهْ
وما عاد بي شوق لحلوِ السنين إذ
أراها ككُدْر الأنجم ِالمتنائية
وإنّي إلى الموتِ بشوقٍ وعلّ في
الفراقِ ارتياحنا فردّدْ دعائية
لـعـمْـرُك ما يرذُلُ عـمـرٌ بطولـــــهِ
ولكنْ بصَيْرٍ من رحومٍ لطاغيــــــــــــــــــــهْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى