الجمعة ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم
العشاء الأخير
ليلٌ تصوم بذكره الأكوانفتئنّ حيرى والرّدى ريّانُليل تهادته الجبال فأظلمتلتشعّ في عنف الدجى القيعانُوتسلّ أسيافاً تثلّم حدّ ُهاوأبى بها عصيانها العصيانُقممٌ تهون بكبرياء أذِلّةٍهاموا وأوجَدَهم بها الخِزيانُتبكي النجوم وتستعيذُ بظلمةالليل البهيم فتنتشي الوديانُوتنوحُ شمس الصبح صبحاً إذبدااشراقها وكأنّه وسنانُوتشيخ في سنِّ الطفولة نخلةٌوتشُبّ في فجر الهوى الأشجانُويلوكُ لحم أخيه شيخ ٌ متلَدٌويموت دون أليفه الحيوانُيا أيّها الغادي إلى قمم الذرىفوق الدّلار فدونك الخزّانُفاغرفْ كما شاءت لك الأقدار منبحرٍ تلوب يقاعه الحيتانُوانهلْ كما شاء الزمان وكن لهندّاً تطوّعُ طبعه الأزمانواقفز على شفتي يتيم يتّقيذلّ السؤال وبطنه يقظانُواصعدْ على الأكتاف لا متهيّباًروحاً تئنّ بلفظها الأبدانوابنِ المصاعدَ من رفات طفولةٍماتتْ وليس تلُفّها الأكفانُوانفضْ فؤاداً من جلودٍ رُ قِّعَتْكالثّوب إذ بهتت به الألوانواكتبْ على طلل الرياح قصيدة ًصفراءَ يصبغُ لونَها الهذيانُليُقال قد جرد الكمَيْتُ قصيدةسيفاً وجوّد فنّه سحبانُفلم التّباكي والدموعُ يلومهاربعٌ يلَذ ّ بربعهِ الثعبانفلِمَ البكا والسّادرون على الورىمن تحتهم قد فرّخ السجانُشبعوا على بطن العروبة من دمٍسفكته أيدٍ كلّها سيلانُوترنّموا ليلاً بحانات الهوىوخناثهم في شعرنا ديوانُوبدَوْا كأنّ بغاثهم نسرٌ وإذوهن القلوب كأنه الخلجانوسيوفهم مثلومة ٌ وشفارهاصدئت ووزرُ كلامهم طوفانوإذا أشبّوا النار هبّت ريحهمفتفرّق السمّارُ والنيرانُوأتت على الرّبع الجديب سحابةٌمنها فأخصبتِ الربى الكثبان ُأهمُ الهزار وقد بدت أطيافهمظِلّ الغراب كأنّهم أقنانُوتراءت الدنيا أمام عيونهموكأن ّينبوع الرّؤى الخذلانُإنّ الحياة أمامهم نهدٌ فمٌنفضت ملامح وجهه الغلمانُوعفافُهم فقد استبيح برقصةٍولهى، وما من دونهم جدرانُفلقد رأيت وقد بدا من عريهمنجمٌ سداسيّ له تيجانُورآهمُ الأعمى وأسمع صوتهمحجر أصمُ وما له آذانفسفينُهم خرِبٌ وخفق قلوبهمشرعاً تحرّم شرعه الأديانووجوههم سودٌ وخدر نسائهمذلّ يلَذ ّ بذلّه ِ الزعرانوهم الرقيق سريّهُم عبدٌ ثغابين الإماء كأنّه البركانُوإذا أطلّ برأسه مسترجلٌيجثو ويغزو قلبه الخفقانويلوذ بالنّسوان يخفي روعهفتصوم عن ذكر الهوى النّسوانُويصيح لا متحدّياً أحداً ولاتحتدّ من أركانهِ أركانُفأنا هنا عبدٌ ذليل صاغرٌاُزجى كما يزجي الثرىالجعلانُوأنا لكم ولكم هنا الغيث الذيجادت به لرمالنا السّحبانُلم يبدُ من ذنَبي ولو شبرٌ فقدأودت به في مهده الجرذانُالكلّ يشكو فالشّكاوى عهدهموبكاؤهم رقّت له الغيلانُونشيجُهم صمتٌ ولون وجوههمليلٌ وكل بلاطهم نعسانُفإذا تذارفتِ الدموع رثتهُممن بؤسها المأساة والأحزانُفَبِهم يتاجَرُ في البلاد وفيهمماتت قديماً عزّة ٌ وجَنانُلم يبقَ فيهم من عروبتنا سوىكوفيّةٍ وعقالها أشطانُهلاّ اتّقِ الله َ العظيم بعصبةٍوأدوا الحياة فأورق الحرمانُفلقد أجاروا الأمركان بأرضناوتململت في حضنهم أحضانُوتسلّقوا فوق الجراح وأوهنواوطناً، ونافح وكرهم فئرانُفكأنّهم بين السّبايا جيفةٌألهت بها أُسْدَ الشّرى ذبيانُمن دكّ يا سبعَ الفلاة حصونَنافي العامريّةِ والدّم الأثمانُمن جرّد الأهواز من ألوانهاوشجاهُ من ذي قارَ استهجانُمَن ذاق مِنْ نخل العراق وبأسهبؤساً، فشمّ عراره الشيطانُمن أشعل المأساة حين تحرّكتأذنابهم وتكشّفت سيقانُأيهود، أمريكانُ، فرسٌ،إنّهمرجسٌ وليس بمثلهم إيمانُوحُداتُنا معهم تلمّعُ وسمهاويلوح من أكتافها النيشان ُوجيوشنا دكّت مواقع مجدنامعهم كأنّ بلادنا أوثانُأصنامُنا في الجاهليّةِ دونهاأصنام ُ هذا العصر والكفرانُتلك الخزايةُ في الجباه وليدةٌفهمُ وهمْ وهمُ وهمْ سيّانُمَن يلحُ مصّاص الدّماء فإنّهما سلّ طرف لسانه البهتانُفالليل تهواه الخفافيش التيتأوي النّهار ووكرُها الغيرانُوتصير فيه أعِنّة الفرسان نهراًمن دمٍ تُسقى به الفرسانُويصير فيه النجم عند حنينهحيران يشكو بؤسه الحيرانياقومُ ما قاد العنان كواسراًزأرت جياعاً والرّدى ميدانُأو ما رأيت النسر كبّلهُ الطّوىواسترسلت بنعيبها الغربانُوالنّورسُ المحزون هاجر فالنّوىقربٌ،وفرحة وعده الهجرانورؤاه دمعٌ، والبحور رماله،وصباهٌ ريحٌ، والأسى أغصانُوعيون كلّ الناس ترنو من علٍوالنجمُ يقدح، والهوى غضبانٌوالقلب حار وكلّنا متوسّلٌوالنّوْءُ يجهم والنّوى خجلانُوالسيلُ جفّ وشرّنا متعفِّفٌمنّا وصدق ُ لساننا نكرانُوقبائل قتلت قبائل واشتكىمنّا لوأد عنادنا الرّحمنوعقائل هبّت لنجدة عاشقٍفغوت ربوع نهودها القصدانحلّت ضفائرها وحلّ فؤادَهامولى موالٍ قيلُهُ السرطانُونجومها أفلت وشكّ ورودَهاجانٍ وأوهنَ وجنتيها الجانُوسما هنا قردٌ وجلّ بسوئهالرّعديدُ وامتهن الإباء جبانُقل ماترى يا شعرُ وانثرْ فوقهموهج الحروف ليبدوَ العريانُواكتب لأمتنا العظيمة أنّهاظلمت ومال بظلمها الميزانُقلْ ما تراه فأيّنا يدري إذاما قدّ عبّ قميصه قحطانإن جاء يرفلُ في الإباء ودونهأرضٌ تعيث ُبأرضها الفئرانفإذا بكت تحت السياط قضيّة ٌفرك الذقون وحوقل الإخوانوإذا رأوْا في شرقنا اشراقة ًفزعت إلى غرب النّدىالديدانوإذا رأوْا جرحاً بصدر عروبتيغضّوا العيون كأنهم عميانُوتجلّلوا بوقارهم فإذا همُتحت العباءة "جدّ" أمريكانُوأبوْا لغير الغرب مدّ أنوفهمفهوى عليها في الدّجى القيزانفحجارة الشطرنج غيّر شكلهاعلجٌ على صدر الورى جثمانوقرارة القعر العميق كلجّةٍفي البحر تعلو دونها الشطآنوعييّ قومي مايزال بجهلهغراً، وحالُ لسانه "خربان"ما كنت أحسب أن سيحمل وزرهمشعري ويشرب صبحهم ظمآنُويعود قبطان السفينة عارياًإن لم يطوّعْ نفسَهُ القبطانُأين السلاطين الغضاب وقولُهميدمي القلوب فتقرح الأجفانُإن كان حقّاً ما تقول فإنّهيعمي عيون الغارق الجزدانأمّا البصائرُ فارتشفن خمورناحتى الثمال َ فكلّنا سكرانلنرى انتشاء السّكرِ خلف بيوتنافكأن ساحات البطولة حانُونرى السكارى عربدوا ونديمهمكأس ٌ عريق سكرُه سلطانوهنا رأيت الموت ينزع طفلةويموت شيخٌ عيشُه القطرانوهنا ترى الثكلى كأنّ بكائهادهر ٌوصبح بهائها الحرمانبلدي الذبيح كأنها في مأتمٍفي كلّ يومٍ غصّةٌ وشنانُقد خضبوها بالدّماء وحلمهاشمسٌ ودفءٌ عابقٌ وسنانأبناء امّتنا اعذروني إنّنيجرحٌ بصدر عروبتي يقظانجرحٌ يئنّ ويستغيث ودونهشرف العروبة والسّنا قربانهدأ الجميع وجمرنا متوقّدٌفيها ورام سكوتنا الحملانواسأل ستنبيك الرّبوع بأنّناما هان منّا الشِّيبُ والشبانفرؤوسنا فوق الجبال مطلّة ٌوإباؤنا عبقت به الأوطانفإذا تفرق شملنا وتباعدتعنّا البلاد تهلّل الشيطانإنّا إذا صرخت عروبتنا سمتفينا المروءةُ والنّجاة رهانُوتنادت الفرسان في سوح الوغىتحمي حمى أحلامها العقبان"وإذا غضبنا غضبة ً عربيّة"ألفيت أنّ بلادنا الطوفانسل ما تشاء فإنّ تاريخ الفلسطينيّ ينبئ والسلاح بيانواسأل سنيّ الجدب كيف تسنّمتقممَ الإباء وفجرها الفرسانواسأل جنين خيامها وزهورهاتنبيك ما أخبارها الرّكبانوجنين أورق في المخيم أهلهاويعوذ ُفي أمريكيا السلطانوجنين يغرق بالدماء ترابهاوتخضّبت من طهرها الحيطانوجنين حين تململت أجداثهاصاح العراق وردّت الجولانُأعراق ُ قد جفّت دموع أحبّتيوشجا الرمال بكاؤنا الولهانهمّوا لقتلك إذ سموت ِوهاجهمحبّ ُ الركوع وذلّهم عنوانُرقصواعلى جرح النخيل وروّعواالأهواز واستغفاهمُ النسيانُوتعانقوا فوق الرّعاف وأمّهمصبأت وهام بخدرها الأخدانُصبأتْ نعم إني أشكّ بأنهمعربٌ، فبعض أصولهم مرخانقوموا انبشوا الأيّام ربّ قريظةٍوبني النضير جدودهم قد كانواكوبا تصيح وتتّقي صيحاتهاأمريكيا وعويلُها برهانكانت كأن دماءها عربية ٌوتنصّلت من جلدها العربانلا تذكروا أرض العراق وقبلهاأرض القداسة لفّها النسيان