الخميس ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم باسل محمد البزراوي

أنا لم أكنْ

أنا لم أكنْ..
أنا لم أكنْ بوقاً أردِّدُ ما يرى
غيري، وأمتهنُ الكلامَ محبّرا
أنا لستُ أكتبُ باسمِ من حكموا ومن
رسموا، وسلّوا النابَ من أسْدِ الشرى
لكنني نبتٌ بقمّةِ ربوَةٍ
تأبى انحناءً أو سجوداً للورى
فأنا، أنا، والله أنظمُ دمعتي
وشجونَ نفسي في الحروفِ مُبشّرا
خضّبتُ شعري بالدماءِ وخضّبوا
بحثالةِ الأيامِ مجداً مُزهِرا
أنا يا بلادي قد كتبتُ لقهرك ال
مَحفورِ في روحي نكوصاً للورا
أنا قد كتبتُ لأمّةٍ محروقةٍ
تلهو بمأتمها رؤوس (الفشخرا)
(سودانُ) فلتكنْ القصيدة صرخةً
حُبلى، وأوجاعاً تهزُّ المنبرا
(سودانُ) فلتكن المواقفُ هزّةٌ
سمراءَ تأبى أن تلينَ وتُكسَرا
(سودانُ) ماذا يشربونَ؟ دماؤنا!!
إن أوغلوا في السكر كانت مُسكِرا
سكروا على ذبحي وذبحك فانبرى
منّا المهَجّنُ والهجينُ و(قرقرا)
هل أنتِ إرهابيّةٌ؟ أم يا تُرى
الإرهابُ يُزجي فيك ريحاً صَرصَرا؟
هل أنتِ إرهابيّة؟ كي يبتني
الإرهابُ فوقَ ثراكِ عدلاً مقفِرا
(سودانُ) إرهابيّةٌ! يا سادتي
مَن يدعم المحتلِّ حين استنسرا؟
مَن يذبح الأطفالَ! مَن سلبَ الورى
فرَحَ الهوى..صار العَدولَ المُبهرا
مَن يقهرُ الإنسانَ في أوطانهِ
عدْلٌ..وليسَ لمثلنا أن ينكِرا
عمرَ البشيرِ غدوتَ فينا مُجرماً!
لا يا أخي ما كنتَ إلاّ عنترا
فتحَ البشيرُ (جوانتنامو) وانتضى
سيفاً، وقصَّ به الرقابَ و(جرجرا)
ذبح البشيرُ بسيف عنترَ دولةً
تُدعى العراقُ، وباعَ فتيةَ (أسمرا)!!
تلكَ السياسة سادتي! من ينحني
يحيا، وإلاّ جاءه من أنذرا
ماذا يقولُ الأقربونَ؟ فصمتُهم
إرثٌ قديمٌ في النفوسِ تجذّرا
يا سادتي يا سادتي أنا كافرٌ
فيكم وشعري كافرٌ فيما أرى
أنا لستُ أبكي مثلَكم متعاهراً
فالدمعُ في عينيّ من جرحي جرى
من باعَ بالدولار شعبي وانبرى
يبكي على المحتلِّ حين تقهقرا؟
من باعَ دجلةَ والفراتَ بقبلةٍ
ورمى الكرامة بالسبابِ وغرّرا
أجراء أمريكا تدانى وعدُكم
مذ بعتمُ دمنا وصرتم عسكرا
بعتم عراقاً كان فوق رؤوسكم
تاجاً عروبيَّ الهوى مُتنمّرا
بعتم فلسطينَ الجراح وكبّرت
لشواءِ لحمي في المحارقِ (أنقرا)
خلّوا الشعوبَ وأطلقوا أصواتَها
ودعوا البلادَ لمن تصاهرَ والثرى
ليذودَ عنها حين يلهو جيشُكم
ويقاومُ اللصّ الكبيرَ (بكندرا)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى