الخميس ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم
ليلى الفلسطينيّة
بكت (ليلى)..وكان بُكاؤها طَلاًّعلى الزهرِ الفلسطينيِّ.. والزعترْوراحت تمسحُ الدمعَ الذي خدَشَ الزهورَ الحمرَوالمرمرْبكُمِّ قميصِها...وتُطلُّ من خلفِ الدموعِ عيونُها خنجرْ..نعمْ..كانت هنا أنثى مُنمنمةً..مُنعّمةً..ترِقُّ كأنها العنبرْ...وكانت زهرةَ (القندولِ)...ضاعَ المسكُ من وَجَناتهامن خدِّها الأسمر..فمَن لم تكتحلْ عيناهُ (بالليلى)سيبقى ظامئاً..للشمسِ والكوثرْ....ف(ليلى) وردةٌوالطهرُ يعبِقُهُ صباحاً حلمُها الأكبرْ.فلسطينيّة العينينِ..والقسَماتِ..والوجهِ الذي يسحَرْ....فعيناها بِزُرقةِ بحرِناوالقدُّ والوجناتُ كالبيْدرْ..وكانَ فؤادُها طفلاً تُهدهدُهُوصارَ فؤادُها مَصهَرْ..وصار الكِبْرُ ساريةً..وصارَ إباؤها أكبرْ...وصار سحابُها مطراًوصارت آهةُ (الليلى) هنا الإعصارُ...في ظلماتنا يهدُرْ....وصارتْ شوكةً في حلقِ مُغترِبٍعن الدنياعَنِ الأيّامِ والأحلامِوالتاريخِ والمَهجَرْ...شكا الأوغادُ كلٌّ نارَهُواستحكمَ الطاغوتُ والنيرانُ...والأوباشُوالموتُ الذي يقهرْ....وألقمَ نارَهُ الرشّاشَواستولى عليهِ الخوفُواستنفرْ....فما زالتْ تئنُّ جريحةًتحتَ الظلامِ وجرحُها يكبرْ....و(ليلى) لم تكنْ إلاّ فلسطينيّةَالأحلامِ في (مَريولِها) الأخضرْ....فسلّت خنجراً..من قلبها المحزونِ كي تثأرْ...وسلّت وهجَ أغنيةٍ فلسطينيّةِالنغماتِ والألحانِ والجوهرْ..تقاوِمُهم..تُقاوِمُ حقدَ مَن قلَعواالمُنى في مهدِها الأصغرْ...نعم ليلى تقاوِمُهمتُقاومُهم..وصار الجرحُ..والأحلامُ في وجهِ الردى عسكرْ..