الفن التشكيلي الفلسطيني في سورية
لم يكن الفن التشكيلي الفلسطيني بمنأى عن الفن التشكيلي السوري إذ يعد جزءًا منه وقد شهدت الساحة السورية والتجمعات الفلسطينية في سورية عددا من المعارض الفنية كما عرفت عشرات المبدعين من رسامين ونحاتين وغيرهم.
الفن التشكيلي:
يُعد الفنان عبد المعطي أبو زيد من المؤسسين الأوائل للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وهو عضو في الأمانة العامة منذ عام 1979. ورئيس فرع سورية من عام 1979 وتسلم مهامه في عضوية مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة في سورية كمسؤول لمكتب المعارض وحاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وبعد عام 1983 برز في الساحة السورية الفنان مصطفى الحلاج المولود في يافا 1938 والذي استقر بالعاصمة منذ عام 1983 أي بعد خروج المقاومة من بيروت وقد عمل مديراً لصالة ناجي العلي للفنون التشكيلية وأقام عدة معارض هناك، وامتاز الحلاج بمنشوراته الفصائلية أكثر من غيرها وقد تأثر بالمدرسة المصرية بسبب دراستها بها، وقد توفي في دمشق أثناء محاولته انقاذ أعماله من حريق في مرسمه عام 2002.
كان للفنان عبد المعطي أبو زيد بصمات على أغلب التشكيليين الفلسطينيين بسبب ممارسته لمهنة الرسم في مدارس الأونروا واقترابه من الشباب الفنانين في دمشق وغيرها ولا سيما في مخيم اليرموك الذي يعد عاصمة الشتات، ثم جاء عبد الله أبو الذي امتاز بالتوثيق بالإضافة إلى فنه وإبداعه إذ أصدر كتاب (فن التصوير الفلسطيني، حواريات الأرض، التراث، القدس، المقاومة الانتفاضة) ويعد هذا الكتاب توثيقا للحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية والصادر عن دار مؤسسة فلسطين للثقافة عام 2007، توفي عبد الله في دمشق 2019 تاركا عشرات اللوحات المعبرة، ومن التشكليين أيضا المهندس المدني جمال الأبطح الذي غدا رساماً ومصوراً ومصمماً جرافيكياً بارعاً في ميادين الصحف والمجلات الفلسطينية وتصاميم أغلفة الكتب المتنوعة، وأيضا الفنان محمد الركوعي الذي كان بيته مرسما للوحات فلسطينية عديدة، وأغلب أهل المخيم يذكرون سليمان العلي الذي كان يفتتح في كل صيف دورات لتعليم الموهوبين، و الأستاذ علي الكفري الذي ابتعث لألمانيا بعد تخرجه من القاهرة ورجع معلما للأطفال وقد اشتهر بمعارضه العديدة، وأما المرحوم محمد الوهيبي فقد ترك لوحات معبرة في كثير من الأماكن وأما المرحوم عبد الحي مسلم الذي افتتح مرسما في وسط المخيم خلف مشفى حلاوة فقد اشتهر بلوحاته التي كان يبدع بها من نشارة الخشب وغادر المخيم بعد الأزمة وتوفي بعمان 2020 رحمه الله، وأما الفنان عدنان حميدة فقد نقل مرسمه بعد أزمة المخيم إلى صحنايا وتابع تدريب الأطفال، ومن المبدعين الذين تركوا بصمات في مخيم اليرموك من فلسطينيين وسوريين وغيرهم نجد العشرات وعلى سبيل المثال نذكر عادل خضر، أحمد إلياس، جليدان الجاسم، عبد الرحمن مهنا، عبد الحي حطاب، حسن حسن، المصري محمد هجرس وابنه هاني، عبد الرحمن مرضعة، عبد الرحمن المزين، محمد المزين، محمود خليلي، سومر سلام، سماره سلام، فارس سمور، رجاء مرعي، أمين السيد، أمين عريشه، موفق عريشه، يوسف إبراهيم، عبد الله عريشه،عوني مصطفى ناهد عبد العال، أيهم حمادة، حسن أبو صبيح وغيرهم.
الفن التشكيلي الفلسطيني في القارة العجوز :
حمل الفنان المبدع مأمون الشايب فنه إلى أوروبا وأقام عدة معارض في مدن سويدية عديدة وكان لهذه المعارض أثر في شرح القضية الفلسطينية لا سيما عند السويدين، وكان مأمون من أهم التشكيليين في المخيم قبل الهجرة الأوروبية.
وأما الفنان يحيى عشماوي الذي استقر بالسويد ومازال يبدع بلوحاته التي تعبر عن قضيته، هذا وقد اهتم الفنان يحيى بأطفال المخيم قبل الأزمة وأثنائها، فقبل الأزمة أقام مهرجانا لرسوم الأطفال لسبع سنوات متتالية بالتعاون مع المركز الثقافي باسم أيدٍ صغيرة ترسم لوطن كبير واستفاد منه أكثر من ألف وخمسمائة طفل كانوا يرسمون على الأوراق وقاموا بعمل أكبر لوحة جدارية بطول ٥٠ متر وشارك برسمها أكثر من ٣٠٠ طفل وبعد الانتهاء منها يتم تعليقها على جدار مدرسة الجاعونة في دوار فلسطين، وفي السويد "هلنسبوري" يرأس حاليا جمعية الألوان الأربعة لتعليم الأطفال الرسم.
وبرزت أسماء جديدة من الشباب والصبايا ومعظمهم حط في القارة العجوز نذكر منهم: هاني عباس الفائز بجائزة الكاريكاتير الدولية التي تقدمها مؤسسة رسامي الكاريكاتير من أجل السلام في جنيف، ومن أسماء التشكيليين رهام موعد، عماد الوهيبي، كرم عبد الله، ديانا كافية، عماد رشدان ووفيق جودة، سامر رمانة، عبد الله عريشة، هيا صالح، محمد إبراهيم السعدي وغيرهم ولا شك أن معظمهم حمل قضيته الفلسطينية ومأساة الفلسطينيين هناك ومن خلال معارضهم وأنشطتهم تعرف المجتمع الأوروبي بشكل أوسع على مأساتنا.
النحت:
برز منذ ثمانينات القرن الماضي النحات المبدع زكي سلام مدرس تقنيات الخزف والنحت في المعهد المتوسط للفنون التطبيقية بدمشق وشغل رئيس قسم الخزف لأعوام طويلة في الكلية نفسها والذي حط مع فنه في العاصمة الجزائر ومازال يرفد الفن التشكيلي بأعماله هناك وما زال يحصد العديد من الجوائز العربية والعالمية، والنحات محمود السعدي الذي تخرج في كلية الفنون سنة 1987 شارك في معارض فردية محلية وعالمية وفي المعارض الجماعية لاتحاد التشكيليين الفلسطينيين ومن نحاتي المخيم أيضا عماد رشدان، هناء ديب، رام سلام، هيفاء الأطرش، رجاء مرعي، نازك عمار، عيسى الطيب.
هندسة الديكور:
برز منهم الفنان موفق السيد مهندس الديكور المشهور الذي درَسَ الفنون الجميلة وتخصص في السينما والتلفزيون في جامعة دوسيلدوف في ألمانيا، وقد عمل مدرساً في معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة التربية ومعهد إعداد المعلمين بدمشق، وله عشرات الأعمال على مستوى الأفلام والمسلسلات منها "أبو الهنا" "شجرة النانرج" "الشقيقات"، "الفراري"، "الثريا"، "مقعد في الحديقة"، "مقامات بديع الزمان الهمذاني"، "جادك الغيث"، "خالد بن الوليد" وغيرها.
وأما المبدع الآخر فهو ناصر جليلي الذي أسهم في ديكور عدد من المسلسلات المشهورة منها: "تاج من شوك"، "أخوة التراب" الجزء الثاني، " جواد الليل" ،"الطويبي"،"هولاكو"،"صلاح الدين الأيوبي"،"صقر قريش"،"ربيع قرطبة"،"ملوك الطوائف"، عمر بن الخطاب " " التغريبة الفلسطينية" "ليل المسافرين"،"طيور الشوك"،"التغريبة الفلسطينية". "أحلام كبيرة"،"عصي الدمع"،"قانون ولكن"،"جميل وهناء"الجزء الثاني،"بطل من هذا الزمان"،"أنت عمري"،"زمان الصمت"،"على طول الأيام"البرغوت، أبواب الغيم، العاصوف، الأميمي . ويبدو أن جليلي أكثر إبداعا في الأعمال التاريخية بسبب دراسته في بولندا تخصص ترميم المباني التاريخية.