المكتبةُ المدرسيّةُ في مهبّ الرّيح
تتنوّعُ المكتبةُ المدرسيّة في غِناها وفقرِها بين الرّيفِ والمدينةِ في البلدِ الواحدِ وبينَ بلدٍ وبلدٍ عربيّ آخرَ، لكنّني سأتحدّث هنا عن ملامحِ المكتبةِ المدرسيّة بصورةٍ عامّة دون تحديدِ الزّمانِ أو المكانِ؛ لأوضّحَ معالمَ الانحدارِ في الثّقافةِ العربيّة وتراجعَ الاهتمامِ بالكتابِ في معظمِ روافدِ الثّقافةِ والفِكر، لغيابِ الوعيِ والتّقديرِ الإيجابيّ للمكتبةِ.
حينَما تدخلُ إلى أيّةِ مكتبةٍ مدرسيّة في الوطنِ العربيّ، فإنّك تقرأُ من الوهلةِ الأولى على وجهِها علائمَ الفقرِ والتّقهقُر والتّردّي، أو ملامحَ المللِ والضّجرِ والإهمالِ، أو تقرؤُها مجتمعةً في مكتبةٍ بعينِها.
أمّا من حيثُ المحتَوى، فالكتبُ الّتي تحتوي عليها هذهِ المكتبةُ لا تفي بالحاجاتِ الأساسيّة للتّعليمِ الهادفِ والمبرمجِ في أغلبِ الأحيانِ؛ لأنّها تفتقرُ إلى الكتبِ في تنوّعِ موضوعاتِها كمّاً وكيفاً، كما أنّ مقتنياتِها غالباً ما تكونُ لكتّابٍ مجهولينَ، وموضوعاتُها لا تَرقى إلى مُستوى التّشويقِ والإثارةِ الذّهنيّة، وإنّما هي كتبٌ لتسطيحِ الفكرِ وإضاعةِ الوقتِ وإثارةِ السُّخرية، على نحوِ ما تقدِّمُه وسائلُ الإعلامِ الرّسميّةِ من ثقافةِ انحطاطٍ وتمييعٍ للفكرِ والقِيم، فلا ثقافةَ ولا علومَ إلّا فيما أنجزَتْهُ عبقريّةُ عنترةَ العربيّ بموسوعاتِه الفكريّةِ ومنجزاتِه التّاريخيّةِ ودواوينِه الشّعريّةِ ورواياتِه الأدبيّة ورعايتِه العظيمةِ للعلمِ والعلماءِ، فلا تلبّي حاجاتِ المتعلّمينَ الثّقافيّةَ، وهذه علّةُ معظمِ المكتباتِ المدرسيّةِ في عالمِنا العربيّ الغارقِ في أحلامِ تخيُّلِ العالمِ الآخرِ بانتظارِ المخلّصِ الأمين، ولم يدرِ بعدُ أين موطئُ قدميهِ على الأرض؟!
ولكنّ الطّامّةَ الكُبرى تكمُن في طلّابِ مدارسِنا، وللأسفِ فلقد نشأَتْ في بلادِنا العربيّةِ أجيالٌ ممسوخةُ العقلِ والفكرِ والميولِ والهواياتِ، فالطّالبُ اليومَ ليست لديهِ الميولُ إلّا إلى الميوعةِ أو الاهتمامُ بالقشورِ ووسائلِ التّسليةِ والترفيهِ الّتي تدغدغُ ميولَه للّهوِ واللّعبِ، وتَنأى بفكرِه عن التَّأمُّل والبحثِ والاكتشافِ والفهمِ والمعرفةِ والإدراكِ.
ومن ناحيةٍ أُخرى فإنّ المكتبةَ المدرسيّةَ على ما فيها من فقرٍ فإنّها تُعاني من المللِ والضَّجرِ والإهمالِ؛ لأنّها ملّتْ من السُّكونِ وقلّةِ الحركة، فالكتبُ المرتّبةُ على الرُّفوفِ قد جارَ عليها الزّمنُ، وكادت أغلفتُها يَمحُو بعضُها بعضاً، وساءَ حالُها وأُصيبَت بالرَّبْوِ من سوءِ تراكمِ ذرّاتِ الغبارِ على أغلفتِها وأوراقِها حتّى غدَتْ لوحةً واحدةً، فلا يكادُ المرءُ يشعرُ بوجودِ فاصلٍ بين الكتابِ وأخيهِ، وإذا أمعنتَ النّظرَ في حالِها سمِعتَ لسانَها يقولُ كما قالَ حافظُ إبراهيم على لسانِ اللُّغةِ العربيَّة:
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَـــــــــــزَّ الـــــدَواءُ أَساتي
ولكنْ أينَ الدّواءُ فينا ونحنُ كلُّنا عللٌ وأمراضٌ لا أملَ في شفائِنا؟! أجيالٌ متعاقبةٌ أصابَها سرطانُ الصَّرعاتِ الحديثةِ، وأُصيبَت بشللِ الفكرِ من وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّةِ الحديثة، وأضحَتِ الشّبكةُ العالميّةُ مصدراً للّهو والكلامِ العجينِ؛ لأنّها لم تُوظَّفْ بشكلٍ ثقافيٍّ حضاريّ يسمُو بالفكرِ والعقلِ والّروحِ والمشاعر إلى منابعِ الإنسانيّةِ الرّاقية.
فما عساكَ تبتَغي من جيلٍ مفكرّوهُ ومعلّمُوه وأبطالُ أحلامِه راقصاتٌ ومغنّياتٌ وممثّلونَ ولاعِبُو كرةٍ ومهرّجُون ساقِطون وكهنةٌ جاهِلُون؟ هل ننتظرُ من هؤلاءِ مفكّرينَ وعباقرةً من أمثالِ: طهَ حُسين والعقّاد والمازنيّ ونجيب محفُوظ والمنفلوطيّ والرّافعيّ وجبران خليل جبران وميخائيل نُعيمة ونزار قبّاني والجواهريّ ومظفّر النّوّاب وأحمد مطر وأحمد زُويل.. وغيرِهم الكثيرِ الكثيرِ من كوكبةِ العلماءِ والمفكّرينَ والأدباءِ الّذين نهضُوا بالأمّةِ نهضةً عظيمةً في عصورِها الحديثةِ؟! وهل نأملُ في هذا الجيلِ أن يقتحمَ المكتباتِ فيلتهمَ كتبَها التهامَاً، فتغصُّ المكتباتُ العامّةُ والمدرسيّةُ بالدّارسين والباحثينَ والمؤلّفين؟!
وبعدَ هذا الاستطرادِ في أسبابِ انشغالِ هذا الجيلِ بما لا يخدمُه ولا يحقّقُ له المنافعَ، وانهماكِه بوسائلِ التّرفيه والتّسليةِ، واهتمامِ كثيرٍ من الدّولِ بالبرامجِ الّتي تخدمُ غاياتِها وسياساتِها بإبعادِ الأجيالِ عن الوعيِ الحضاريّ الحقيقيّ الّذي يشكّلُ خطراً عليها، فتسيرُ بالأجيالِ نحو الهاويةِ والفراغِ الفكريِّ والرّوحي، أعودُ لأؤكّد أنّ كلَّ سياساتِ التّدجينِ والتّجهيلِ لن تحقّقَ ما ترمي إليهِ؛ لأن في الأجيالِ مواخرَ لا تنجرفُ مع تيّار الضّلالِ، وفيها صخورٌ صمّاءُ لا تستطيعُ كلُّ رياحِ التّزييفِ أن تغيّر من فكرِها ووعيِها شيئاً، وسيظلُّ هذا الجيلُ الصّامتُ منارةً تَهدي التّائهين في ضلالاتِ التّشويه والتّعمية، وسيظلُّ هؤلاءِ الصّامتُون مشاعلَ نورٍ ومعرفةٍ، سواءٌ نهلُوا من مكتبةٍ مدرسيّةٍ أم من مكتبةٍ عامّة أم من شياطينِ الإلهامِ الإنسانيّ العظيم!
إنّني لم أتفوّهْ بما تقدّمَ على سبيلِ السُّخريةِ أو الدَّعابةِ، وإنّما لأثيرَ موضوعاً مهمّاً يجبُ أن نلتفتَ إليهِ وأن نُعطيَه حقَّهُ من الاهتمامِ، وأن نضعَ له برامجَ تخدمُ المكتبةَ المدرسيّة، فنجعلَها تقومُ بدورِها الفعّالِ في تثقيفِ أبنائِنا وطلّابِنا لنفتحَ عقولَهم، ونغرسَ في قرارةِ نفوسِهم قداسةَ الكتابِ العلميّ وعظمةَ المطالعةِ والتّثقيفِ؛ لأنّنا بهذا الدّورِ الفعّال يمكنُ أن نُنشئَ أجيالاً واعيةً قويّةً نحاربُ بها عدوَّنا بقوّةِ الفكرِ الخلّاقِ قبلَ أن نحاربَه بقوّةِ السّلاحِ الفتّاك.
وأعترفُ بأنّ المَهمَّةَ ليستْ سهلةً؛ لأنّ جيلاً أو أجيالاً عمِلَت يدُ التّشويهِ عملَها في عقلِها وفكرِها لا يُمكنُ أن نبثَّ في نفوسِها حبَّ المعرفةِ وقداسةَ الكتابِ بين ليلةٍ وضُحاها، وإنّما قد نحتاجُ إلى أزمنةٍ عديدةٍ من البناءِ والتّصحيحِ الفكريّ والحضاريّ.
فقد انتشرَت في شرقِنا العربيّ مظاهرُ العبثِ والتّخريبِ والتّشويهِ والنّظرةُ العدائيّةُ للفكرِ والمفكّرين، وقد رأيتُ بنفسي العجبَ العُجابَ من سلوكيّاتٍ تنِمُّ عن سوءِ التّربيةِ وقلّةِ الذّوقِ وانعدامِ الأخلاقِ.. فهذا يمزّقُ الكتبَ، وذاكَ يشوّهُها بالكتاباتِ التّافهةِ بين أوراقِها، وآخرُ يتناولُ الطّعام ويتسلّى بالبذورِ ويُلقِي قشورَها على أرضِ المكتبةِ، وبعضُهم يكسرُ زجاجَ النّوافذِ ويحطّمُ الكراسيَ والطّاولاتِ، إلى غيرِ ذلكَ من التّصرُّفاتِ الرّعناءِ الّتي يَنْدى لها الجبينُ خجلاً، وتقشعرُّ من رؤيتِها الأبدانُ.
بينما نرى في الغربِ نقيضَ هذه الصّورةِ تماماً، فالطُّلابُ هناكَ يتبارونَ ويتنافسُون في المطالعةِ للوصولِ إلى مناهلِ المعرفةِ الثّرّة؛ فلذلكَ يجبُ ألّا نستغربَ أنّ تلميذاً عمرُه ستُّ سنواتٍ أهَّلتْهُ الجهاتُ العلميّةُ للدّخُول في الجامعةِ، كما سمِعْنا عن ذلكَ في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرِها. ويجبُ ألّا نُفاجأَ في أنّ طلّابَ المرحلةِ الإعداديّةِ أو الثّانويّةِ في اليابان يحوّلُون أفكارَهم النّظريّةَ إلى مخترعاتٍ اقتحمَتِ الأسواقَ وغزَتْ كلَّ بيتٍ في العالم.. ويُقصّرُ اليراعُ عن الإحاطةِ بإبداعاتِ وسلوكيّاتِ الطّالبِ الغربيِّ الذي وصلَت مجتمعاتُه إلى أقاصِي الفضاءِ وجابَتْ أعماقَ البحارِ والمحيطاتِ، وتسلّلتْ إلى أعماقِ الأرضِ لتَستنضِحَ ما فيها من خيراتٍ وثرواتٍ.
أمّا طالبُنا فما زلنا في مرحلةِ البحثِ عن طرقٍ لترويضِه وإقناعِه بالتَّعلُّم واحترامِ العلمِ ومعلّميهِ، فنحنُ ما زلْنا في مرحلةِ اكتشافِ الذَّاتِ، أمّا في الغربِ فوصلُوا إلى مرحلةِ إبداعِ الذّات، وانتقلُوا إلى مرحلةِ اكتشافِ ذواتِ الآخرينَ، وسيأتي اليومُ الّذي بشّر به أحدُ الفلاسفةِ حين سُئلَ: من سيحتلُّ الكرةَ الأرضيّةَ في نهايةِ مطافِ العالم، ولا سيَما أنّنا نرى الدّولَ تتصارعُ لاحتلالِ بقاعِ الأرضِ، فأجابَ: العربُ هم الّذينَ سيسيطرُون على الكرةِ الأرضيّة بأكملِها، وحينَ سُئلَ: كيفَ ذلك والعربُ أشدُّ شعوبِ العالمِ تخلُّفاً وانقساماً؟! فأجابَ: إنّ جميعَ شعوبِ الأرض ستُحلّقُ للسّكنِ في كواكبِ الفضاء، ولا يبقَى على الأرضِ إلّا العربُ.
وأنا لا أستغربُ مثلَ ذلكَ الرّأيِّ على الإطلاقِ، فالواقعُ المريرُ الّذي نعيشُه هذهِ الأيّام لا يبشّرُ بخيرٍ؛ لأنّ العالمَ يسيرُ بخطواتٍ حثيثةٍ نحو التّقدّمِ والتّكتّلِ، أمّا العربُ فواقِفُون في أماكِنهم ينتظرُون أن يدورَ العالمُ حولَهم، فيتقدّمُون دون أن يتحرّكُوا خطوةً واحدةً من أماكنِهم، وهذهِ فلسفةُ العاجِزين!
ويجبُ علينا حينَما نقرأُ ألّا تغيبَ عن أذهانِنا نصائحُ المفكّرين الكبارِ في اختيارِ الكتابِ النّافع وطريقةِ القراءةِ والتّركيزِ والفهمِ والعملِ بما فيها من قيمٍ وأخلاقٍ ومعرفة. وها أنا أستعرضُ بعضَ الأقوالِ الرّائعةِ الّتي تحثُّ على القراءةِ المفيدةِ والمثمرةِ؛ لتكونَ لنا مشعلاً ينيرُ لنا دروبَ القراءةِ مهما ادلهمَّتْ دروبُ الحياةِ بين الجهلِ والتّجهيل.
قيلَ لأرسطو: "كيف تحكمُ على إنسانٍ؟ فأجابَ: أسألُه كم كتاباً يقرأُ وماذا يقرأُ؟".
وقال الجاحظَ: "الكتَابُ هُو الجَليسُ الذي لاَ يُطريكَ والصَّديقُ الذي لَا يُغريكَ والصَّاحبُ الذي لاَ يُريدُ استخرَاجَ مَا عندَكَ بالمَلَق. الكتَابُ لاَ يُعَاملكَ بالمَكر ولاَ يَخدَعكَ بالنّفَاق ولا يحتَالُ عَلَيكَ بالكَذب. الكتَابُ هُوَ الذي إن نَظَرتَ فيه أطَالَ إمتَاعَكَ وشَحَذَ طبَاعَكَ وبَسَطَ لسَانَكَ وجَوَّدَ بَنَانَكَ وفَخَّمَ أَلفَاظَكَ وبَحبَحَ نَفسَكَ وعَمَّرَ صَدرَكَ ومَنَحَكَ تَعظيم العَوَام وصَدَاقَةَ المُلُوك..".
ويقول عبّاسُ العقّاد: "اقرأْ كتاباً جيّداً ثلاثَ مرّاتٍ أنفعُ لكَ من أن تقرأَ ثلاثةَ كتبٍ جيّدة".
ويقول العقّادُ أيضاً: "يقولُ لك المرشِدون: اقرأْ ما ينفعَك، ولكنّي أقول: بل انتفِعْ بما تقرأُ".
ويدعُو المفكّرُ عبدُ الكريم بكّار إلى تنميةِ مهارةِ القراءةِ عند الأطفالِ؛ لتكونَ مثل النّومِ والطّعامِ والشّرابِ واللّعب: "نريدُ أن ينشأَ الطّفلُ وهو يشعرُ أنّ القراءةَ مثلَ النّومِ والطّعامِ والشّرابِ واللَّعبِ شيءٌ يتكرّرُ كلَّ يومٍ".
وسُئِلَ فولتير عمَّن سيقودُ الجنسَ البشريَّ؟ فأجابَ: "الّذين يعرفُون كيف يقرؤُون".
ويرى ألبرتو مانغويل أنّ القراءةَ وظيفةٌ حيويّةٌ أساسيّةٌ مثلَ التَّنفُّسِ: "القراءةُ مثلَ التّنفُّس؛ إنّها وظيفةٌ حيويّةٌ أساسيّةٌ".
أمّا الكاتبُ سومرست موم فيرى أنّ: "اكتسابَ عادةِ القراءةِ وإحاطةِ أنفسِنا بالكتبِ الجيّدة، هو بمثابةِ بناءِ ملجأٍ نفسيٍّ يحمِينا من أغلبِ مآسي الحياةِ".
ويرى مونتسكيو أنّ: "حبَّ المطالعةِ هو استبدالُ ساعاتِ السَّأَمِ بساعاتٍ من المتعةِ".
وأمّا إمرسون فيرى أنّ: "الكتبَ هي الآثارُ الأكثرُ بقاءً على الزّمنِ".
ويدعُونا دو بوفير إلى القراءةِ القليلةِ مع عمقِ الفهمِ والاستِيعاب: "اقرأْ قليلاً، ولكنْ استوعِبْ كلَّ كلمةٍ قرأتَها".
ويرى أوليفر سميث في الكتابِ صديقاً: "عندَما أقرأُ كتاباً للمرّةِ الأُولى أشعرُ أنّي قد كسِبتُ صديقاً جديداً، وعندَما أقرؤُه للمرّةِ الثّانية أشعرُ أنّي ألْتقي صديقاً قديماً".
ومثلُه قولُ ديبارو: "الكتابُ صديقٌ لا يخونُ".
وقد تدلُّ القراءةُ على شخصيّةِ القارئِ، كمَا يرى بياردو لاغورس: "قُلْ لي ماذا تقرأُ أقُلْ لك مَن أنتَ".
والمكتبةُ ضرورةٌ أساسيّةٌ من ضروراتِ الحياةِ، وليستْ من كماليَّاتِها، كما يرى بيتشر: "إنّ المكتبةَ ليستْ من كماليّاتِ الحياةِ ولا من لوازمِها، ولا يحقُّ لإنسانٍ أن يربّي أولادَه بدونِ أن يُحيطَهم بالكتبِ".
ولم تُهمِل الأمثالُ العالميّةُ أهمّيّةَ الكتابِ والقراءةِ، ففي المثلِ الصّينيّ: "الكتابُ نافذةٌ نتطلّعُ من خلالِها إلى العالمِ".
وفي المثلِ الألمانيِّ: "لا ينمُو الجسدُ إلّا بالطّعامِ والرّياضةِ، ولا ينمُو العقلُ إلّا بالمطالعةِ والتّفكير".
وختاماً أقولُ إنَّ القراءةَ غذاءُ الفكرِ والرّوح، وإنَّ الكتابَ خيرُ صديقٍ مع الأيّام، وإنّ المكتبةَ ضرورةٌ كالغذاءِ والدّواءِ في كلِّ بيتٍ، من أهملَها عرّضَ حياةَ أسرتِه لمرضِ الجهلِ الّذي لا يقلُّ خطورةً عن مرضِ الفقرِ والعللِ الّتي تُصيبُ الجسدَ الإنسانيَّ، ولن تنهضَ أمّةٌ تتغنّى بديباجةِ كتبِها، وتقطعُ بالسّيفِ ألسنةَ مفكّريها، وتتغنّى بالعلمِ في أناشيدِها، وتحتقرُ علماءَها ومعلّميها في لقمةِ عيشِهم وكرامتِهم.